الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 20 / أبريل 05:02

ردًا على مقال عبد الفتاح واحتكار الوطنية/ بقلم: فادي عباس

كل العرب
نُشر: 13/12/14 11:53,  حُتلن: 14:24

فادي عباس في مقاله:

من يدعو إلى قائمة واحدة لا يجوز له احتكار العمل الوطني والحركة الوطنية والغاء الآخرين

الوحدة المنشودة المطلوبة على ساحتنا المحليّة هي وحدة تامة مع الحفاظ على التعدديّة الداخليّة

الجماهير مدركة تماما لما يجري وستعاقب من يفشل الوحدة عبر هكذا تصرفات مرفوضة وغير مسؤولة

أراك بوضوح تناقض نفسك في كثير من الأمور ولكن – على وجه الخصوص حين تستثني الجبهة من ناحية ومن الناحية الأُخرى تدعو إلى الوحدة معها ومع الإسلامية

يا سيد عوض عبد الفتاح يقول المثل: (أقعد أعوج وإحكي صحيح) وإني أرى عنوانك يدعو إلى الوحدة وأما المضمون فيدعو إلى العكس فيا ليتك إما تعبر عن رأيك بصراحة وإما "بلاش دق أسافين"

في ظل الحديث عن ضرورة وحدة الاحزاب العربيّة والتجييش الاعلامي الذي يقوم به البعض من اجل الفكرة أطل علينا السيد عوض عبدالفتاح سكرتير عام التجمع الوطني الديموقراطي في مقالة تتناول في مسألة الحاجة إلى خوض الإنتخابات في قائمة واحدة... وليته لم يكتب هذه المقالة...لأنّه وتّر الاجواء وخلط الكثير من الأوراق، وجعل الوحدة – من وجهة نظره – وِحدة تقتصر على من يراهم هو، وغيّب الكثير من الجماهير والقوى السياسيّة، هذا، ناهيكم عن خِطاب يتهم – حتى "الشركاء" الذين ذكرهم في دعوته وفي "ثالوثه المقدّس الجديد الذي يدعو إليه، وهو قائمة ثلاثية تضم عملياً التجمع وجزء من الاسلامية (الشمالية!!) والجبهة على حد قوله.

ولكن يا سيد عوض عبد الفتاح المحترم، لدي بعض الملاحظات حول بعض ما ورد في مقالك:
1. فإنّ من يدعو إلى قائمة واحدة، لا يجوز له احتكار العمل الوطني والحركة الوطنية والغاء الآخرين. ولا يجوز أن تدعي أن تطور الوعي الوطني لم يحصل قبل ما أسميته الصراع بين الجبهة وبين التيار الوطني-التجمع، وكأنكم أنتم ولا أحد غيركم التيار الوطني، وكل ما ليس تجمع فهو بعيد عن الوطنية... وهذه الإدعاءات لا تبعد كثيراً عما كانت تقوله حركاتكم الطلابية في التسعينيات، وأما أن يصدر مرسوم الاحتكار منك أنت، وفي هذه الأيام بالذات، فهذا لا يجوز أبدا".

2. إنّ من يدعو إلى قائمة واحدة دعوة حقيقيّة، فعليه أن يبين الأسباب الأهم للوحدة ولاستراتيجية عمل موحدة قدر الإمكان، مع احترام التعدديّة الداخليّة، وأنت تقول إنكم تدعون إلى الوحدة منذ عقد من الزمان، رغم إنني - أنا شخصياً - حين دعوتكم لذلك منذ أكثر من عقد ونصف، فإنكم رفضتم ذلك بحجج مختلفة منها مسألة التعددية الفكرية والسياسيّة الداخلية...

للتذكير، راجع مقالاتي في أرشيف فصل المقال الذي كنت أنت شخصياً عضو هيئة التحرير فيها، إن كانت لديك الإمكانية للعودة إلى هذا الأرشيف، هذا إضافة إلى نقاشاتي معك شخصياً ومع غيرك من قياديي التجمع، بما فيهم الدكتور جمال زحالقة في مناسبات عديدة.

3. إنك تزعم أنه قد ثبتت صحة قراركم بخوض الإنتخابات (1996)، وأنا أتساءل: ما هو إثباتك؟

4. إني أراك بوضوح تناقض نفسك في كثير من الأمور، ولكن – على وجه الخصوص حين تستثني الجبهة، من ناحية، ومن الناحية الأُخرى تدعو إلى الوحدة معها ومع الإسلامية، هذا مع تجنُّبك أن تذكر الحركة العربيّة للتغيير والحزب الديمقراطي العربي وغيرهما، وتحصر الجميع في 3 أطر محددة جداً، وتحاول أن تخلق ثالوثاً مقدساً يكون التجمع أحد أضلاعه، إن لم يكن أهم ضلع فيه..وهذا ليس صحيحا"، وبصرف النظر عن عدم قداسة إنسان أو حزب، فإن عدد الأطر السياسيّة العربيّة الفلسطينيّة في الداخل أكبر بكثير من العدد 3. والأطر التي استثنيتها وتناسيتها تشكل معاً ليس أقل مما تشكله الأطر اللتي ذكرتها- إن لم يكن أكثر. (وأكثر بكثير)

5. لا يجوز أن تحكم على نموذج الجبهة بالفشل من ناحية، وبالدعوة إلى النموذج ذاته من ناحية أخرى (وأعني العمل المشترك العربي-اليهودي) بالفشل، ولا يجوز - كذلك - أن تعلن استعدادك لخوض هذا النموذج، وتتحدث كذلك باسم الحركة الاسلامية التي- بموجب ما كتبته أنت- لا تعارض ذلك، وفي كل الأحوال، فإن كنت ستقبل هذا النموذج، فإن هذا النموذج يدخل في إطار العمل السياسي للمساواة ولا يدخل في إطار العمل الوطني، وبصرف النظر عن رأيي في الهذا النموذج، فهو إذ طُرح على أساس أنه من الممكن أن يشكل إطاراً داعماً للعمل الوطني ولكن ليس بديلا ً له ولا جزء منه.. وكذلك، فلا يمكن أن يكون العمل المشترك عبارة عن أن تضم القائمة يهودياً ديمقراطياً.. فالعمل العربي-اليهودي المشترك لا يكون مع شخص واحد.

6. إن موقفي من الجبهة ليس موقفاً مؤيداً أبداً، ولكن لا يجوز لك أبداً أن تلغي تاريخاً، ربما لا يعجبني شخصياً، ولكنه عبر عن الكثيرين من الجماهير العربيّة لأكثر من أربعة عقود، وما زال يُعبّر عن جزء مهم من شعبنا – سياسياً، وبحسب الإحصاءات، فهو يمثل أكثر مما يمثله حزبكم الموقّر.

7. لا يجوز لك إلغاء الأطر التالية، والتي، سواء كنت معها أو ضدها فلا يجوز لأحد إنكار أدوارها الهامة:
حركة_الأرض.
الحزب_الديمقراطي_العربي.
الحركة_العربيّة_للتغيير.
حركة_أبناء_البلد.
كذلك العديد العديد من الشخصيات_العربيّة.

8. لم يكن التجمع ولا منشئوه قد ولدوا (سياسياً) بعد على سبيل المثال في يوم_الأرض، فهل تستطيع إنكار الوعي الجماهيري والقيادات السياسيّة آنذاك وفي غيرها من المناسبات؟

9. بدون الحاجة للدفاع عن أي شخص أو إطار سياسي آخر، ولكن بصرف النظر عن كل ما ذكر أعلاه، فلا يجوز لك تهميش أو إلغاء أطر تحظى بتأييد جماهيري أكثر مما يحظى به حزبكم الموقر.

10. يا سيد عوض عبد الفتاح، يقول المثل: (أقعد أعوج وإحكي صحيح)، وإني أرى عنوانك يدعو إلى الوحدة، وأما المضمون فيدعو إلى العكس، فيا ليتك إما تعبر عن رأيك بصراحة وإما "بلاش دق أسافين"، وخلي المركب على التساهيل.

11. من تقصد بمن هو معجب بنفسه ولا يهمه من الأمر إلا مقعده؟ فإما أن تذكره بالإسم والدليل وإما فالأجدر بك الاعتذار عن اتهاماتك الباطلة !فإن الأجدر، إن كان ما تقوله صحيحاً أن تذكره وتأتي بالبينة للناس حرصاً على المصلحة العامة، أو أن لا تتهم الناس جزافاً.

12. هناك أشخاص لديهم شعبية كبيرة رغم أنهم غير منتمين لا للتجمع ولا لأي من الأحزاب اللتي ذكرتها، مثال: د. أحمد طيبي، الذي - بصرف النظر عن موقفي أنا منه - فإنه يحظى بشعبية لا تحظى بها أحزاب كاملة، فهل لديكم مشكلة نفسية معه؟ وإن كان هو أو الأحزاب والحركات الأخرى غير مقبولة عليكم، فأين أنتم من الديمقراطية وإرادة الجماهير التي تنادون بها، أم أن الديمقراطية لديكم فقط حين تخدمكم أنتم؟ أم أنها نسبة الحسم التي تخشون أن لا تجتازوها هذه المرة (وأنت تذكر نسبة الحسم صراحة ً في مقالك)، فلم نراكم قد تحالفتم مع غيركم في الجولتين السابقتين على الأقل لنصدق سعيكم الحثيث والمبدئي للوحدة.

13. قُلنا من قبلُ، إن الوحدة المنشودة المطلوبة على ساحتنا المحليّة، هي وحدة تامة، مع الحفاظ على التعدديّة الداخليّة، ولكنك تدعو إلى وحدة قبيل الإنتخابات، وهذا أمر يُمكنني بكل تأكيد أن أوافقك عليه من حيث المبدأ، ولكن ليس بالصورة اللتي تقترحها، ولا كهدف، وإنما كنقطة بداية فقط، ولكنك لم تتجاوز نقطة البداية في مقالك حول أهمية الوحدة.

مع تحذيري للجميع بأن الجماهير مدركة تماما لما يجري وستعاقب من يفشل الوحدة عبر هكذا تصرفات مرفوضة وغير مسؤولة.
واخيرا: احترموا رغبة الشارع الذي يريد الوحدة ويريد ان يرى قيادات يحبها ويثق فيها تقف على رأسها وتقودها بعيدا عن صفقات الغرف المغلفة بينكم..
فهل ستضعوا الايغو (الأنا) جانباً وتفضلوا مصلحة الشعب وطموحاته ؟
الايام بيننا.

نحف

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة