الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 18 / أبريل 11:02

الإنتخابات المبكرة / بقلم:عبد المطلب الأعسم

كل العرب
نُشر: 07/12/14 10:01,  حُتلن: 08:15

الاعلامي عبد المطلب الاعسم في مقاله: 

لم يمض سوى سنتين على الانتخابات الاخيرة التي اطاحت بها ازمة الثقة والخلافات الشخصية بين رئيس الحكومة واعضاء حكومته من احزاب الائتلاف الحكومي

هذا الاعلان من قبل نتنياهو كشف النقاب عن حكومة مشرذمة غير متفقة كل يعمل على اجندة مختلفة تماما من الاخر وكل يتربص باسقاط الاخر في مصيدة حتى يتخلص من الاخر ويظهر هو كقائد جديد للشعب الاسرائيلي

الإكتئاب الذي أصاب رئيس الحكومة بيبي نتنياهو منذ حرب غزة ومرورا بالعمليات الإجرامية بحق الطفل البريء محمد أبو خضير واستشهاد الشاب المسالم خير الدين حمدان والاقتحامات العنصرية لباحة الأقصى الى سن قانون الفصل القومي، أدت به يوم الثلاثاء الاخير بالاعلان عن فصل يئير لبيد وتسيبي ليبني، وبالتالي الى حل الكنيست (البرلمان) والعودة الى الشعب في انتخابات مبكرة.

لم يمض سوى سنتين على الانتخابات الاخيرة، التي اطاحت بها ازمة الثقة والخلافات الشخصية بين رئيس الحكومة واعضاء حكومته من احزاب الائتلاف الحكومي. هذا الاعلان من قبل نتنياهو كشف النقاب عن حكومة مشرذمة غير متفقة كل يعمل على اجندة مختلفة تماما من الاخر، وكل يتربص باسقاط الاخر في مصيدة حتى يتخلص من الاخر ويظهر هو كقائد جديد للشعب الاسرائيلي.

وفي ظل هذه التركيبة المرتبكة لحكومة نتنياهو لم تتمكن الاحزاب العربية بالدخول الى دهاليز هذه الاختلافات، لم تستطع تجيير هذه الخلافات لصالح المجتمع العربي. كان اعضاء الكنيست العرب منغمسون دائما في تأدية واجب الخطابات الرنانة ولم يعملوا يوما على التسلل الى التأثير والتغيير الجدي في محطيهم السياسي الاسرائيلي.

لقد فشل اعضاء الكنيست العرب في تأدية مهامهم كزعماء للاقلية العربية بسبب قصر الرؤية ولهثهم المستديم للإعجاب والتفاخر والتصفيق واظهار براعة خطاباتهم بلا جدوى. الا ان المجتمع العربي خلافاً للوسط اليهودي الذي يحاسب قياداته في صندوق الانتخابات، يسيء مجتمعنا العربي مرة تلو المرة في محاسبة ممثليه في الكنيست ويمنحهم الفرصة للفشل مرة اخرى. وبهذا يكون المجتمع قد جنى على نفسه بمحض رضاه واختياره قيادة ثبت فشلها.

المجتمع العربي في هذه الانتخابات القادمة، عليه ان يلعب دوره كمجتمع ديمقراطي واعي وليس كمجتمع مغلوب على أمره، عليه ان يقرر من هي الشخصيات التي تستحق ان تمثله في الكنيست ولديها المقدرة على خدمة وجوده ومصالحه كأقلية عربية قومية في اسرائيل. وعلى هذا المجتمع ان يدرك ان الشخصيات المفروضة من قبل الاحزاب لا تملك مقومات القوة والاستهتار بارادته لولا اصواته التي تلقى بمئات الالاف في صناديق الاقتراع عبثاً صدقة او بيعاً. على المجتمع ان يضع حداً لاحتكار الاحزاب فرض المرشحون العرب للكنيست وان يعيد لنفسه السيطرة والقوة على اختيار ممثليه حتى يتمكن من تحقيق تطلعاته عبر شخصيات لديها الكفاءة والقدرة والحنكة السياسية الحقيقية.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة