الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 14:02

تبكير الانتخابات: هدية سياسية في واقع مأزق الاحزاب العربية /بقلم:بلال شلاعطة

كل العرب
نُشر: 05/12/14 08:42,  حُتلن: 08:46

بلال شلاعطة في مقاله:

لا بد من خطاب صريح تجاه المواطنين العرب في البلاد وهذا الخطاب عليه ان يحمل مسؤولية جماهيرية وشعبية عالية المستوى

التمثيل الشرعي للمواطنين مبني على الاسس البرلمانية وهي التي تخدم المواطنين العرب في البلاد، هذه هي عملية التأثير من الداخل دون الوقوف في الحياد

التحديات الآتية مستقبلاً بعد الانتخابات ستكون مفصلية للجماهير العربية واعتقد ان تبكير الانتخابات بمثابة هدية للأحزاب العربية لأنها ستمنحها الفرصة لترتيب اوراقها من جديد ضمن السلطة التشريعية 

على ما يبدو ان نتنياهو سيكون رئيس الحكومة المقبلة وسيقوم بتكوين ائتلاف مع الاحزاب اليمينية واليمينية المتدينة وبالتالي ما لم يستطع تمريره في الفترة السابقة سيقوم بتمريره في الفترة المقبلة

لاحظنا خلال الاسبوع الاخير التوتر الحاصل في الخارطة السياسية الاسرائيلية، هذا التوتر بالتالي سيؤدي الى تبكير الانتخابات وفي صيرورة هذا التوتر البرلماني تقف اليوم الاحزاب العربية في مرحلة مفصلية وحاسمة للجماهير العربية في البلاد. لا شك ان هنالك تساؤلات ستطرح من جديد وقضايا حساسة ستثير الناخب العربي مع تبكير الانتخابات فهنالك من يدعو الى مقاطعة الاحزاب وهنالك من يدعو الى قائمة عربية واحدة تجمع جميع الاحزاب فيما بينها. هنا من خلال هذا المقال لا بد ان نطرح العديد من النقاط والتساؤلات. بعد رفع نسبة الحسم كيف سيتم ترجمة المسؤولية الشخصية والقيادية تجاه المواطن العربي؟ هل ستصطدم الاحزاب فيما بينها على من سيترأس هذه القائمة هذا في حال تم الاتفاق عليها؟.

لا بد من خطاب صريح تجاه المواطنين العرب في البلاد وهذا الخطاب عليه ان يحمل مسؤولية جماهيرية وشعبية عالية المستوى، ففي ظل ما تمر به الاقلية الفلسطينية في البلاد من اوضاع وقضايا حساسة وجب على المواطنين رفع سقف التوقعات من المنتخبين فهذه المرحلة ليست صدفة وليست قريبة حتى من الصدفة. ربما ستأتي الاحزاب العربية لتقول الآن لدينا دستور داخلي هو الذي ينظم عملنا وجاهزيتنا، ولكن في ظل الفترة الحالية يجب ان يكون التفكير اعمق مع وضع استراتيجية سياسية تجمع آلية الحفاظ على دساتير الاحزاب ولكن مع آلية الوصول الى اتفاق جماعي فيما بينها وهذا ممكن. انا شخصياً اؤمن ان حق المواطنين الذهاب الى صناديق الاقتراع وانتخاب ممثليهم وبالتالي التأثير من داخل الحدث ولا أعتقد بتاتاً ان مقاطعة الانتخابات خطوة صحيحة لأن ضررها سيكون أكبر من نفعها. من هذا المدخل بالتحديد، رفع نسبة الحسم ستدخل الاحزاب العربية في تصادم وتناحر لأن اللعبة قد بدأت. لا يخفى على احد ان معظم المواطنين في البلاد يتوقون لقائمة واحدة تجمع الاحزاب مع بعضها البعض، لا بل يتوقون الى صورة مشتركة من خلال مؤتمر صحفي يجمع جميع اعضاء الكنيست العرب فهذه هي المسؤولية القيادية ومن الدرجة الاولى.

التحديات الآتية مستقبلاً بعد الانتخابات ستكون مفصلية للجماهير العربية واعتقد ان تبكير الانتخابات بمثابة هدية للأحزاب العربية لأنها ستمنحها الفرصة لترتيب اوراقها من جديد ضمن السلطة التشريعية وذلك بعد طرح قوانين يمينية بامتياز. هذه الهدية السياسية بمثابة فرصة للأحزاب العربية ان تتفق فيما بينها على صيغة مشتركة دون نزاعات أو نزعات لأن البدائل الأخرى ستتضمن محاسبة المواطن العربي لها في صندوق الانتخابات، وهنالك من ينتظر هذا اليوم. حان الوقت باعتقادي الى بناء لوبي اعلامي موحد لجميع الاحزاب العربية لتقول كلمة موحدة في جميع القضايا التي تهم الجماهير العربية. سيرجع من جديد نقاش اعضاء الكنيست العرب ليعم وسائل الاعلام مما سيسبب اضطراب مجتمعي لان الرسالة الاعلامية اذا عادت على نفسها كما عهدناها في السابق فان وضع الاحزاب العربية سيستمر في نفس المازق. اذا تبنت الاحزاب العربية صيغة الانشقاق وابقاء الوضع كما هو عليه فانا اشك اننا سنرى نفس الصيغة الحزبية في الكنيست المقبلة.

على ما يبدو ان نتنياهو سيكون رئيس الحكومة المقبلة وسيقوم بتكوين ائتلاف مع الاحزاب اليمينية واليمينية المتدينة وبالتالي ما لم يستطع تمريره في الفترة السابقة سيقوم بتمريره في الفترة المقبلة. الجو العام السائد الآن أن الانتخابات على الأبواب وسيتم تحديد موعد للانتخابات في شهر آذار المقبل على اكثر تحديد او تصور فعندها ستعج الحلبة السياسية العربية بالتحليلات والنقاشات، ولكن ظروف المرحلة تحتم قائمة عربية واحدة تكون صيغتها التساوي بين الاحزاب العربية مع تجنيد مهنيين ومختصين في المجتمع العربي لان متطلبات المرحلة تتطلب ذلك. التفكير في قائمتين في الاحزاب العربية لن يكون مجدي وهو باعتقادي سيشكل خطر لعبور الاحزاب نسبة الحسم لا سيما ان سقف مطلب المقاطعة سيرتفع.

في الاعلام كما في الاعلام، سيتم قبول مطلب المقاطعة من قبل الجماهير العربية إعلامياً اذا لم يشاهد المواطن صورة تجمع جميع الاحزاب مع بعضها البعض فمعظم الجمهور لن يقبل باقل من ذلك. عملية التشبيك وتجميع القوى بين الاحزاب سواء على الصعيد البرلماني او الصعيد المهني ستعزز من مكانتها في الاعلام المحلي وحتى كنت اقول في الاعلام العالمي. نحن بحاجة لزخم اعلامي ايجابي يتناغم مع تطلعات المواطنين من جهة ويخدم استراتيجية تمثيل الاحزاب للمواطنين بصورة شرعية واقعية وبدون أي نزعات او نزاعات شخصية بين اعضاء الكنيست العرب من جهة أخرى. ما يجري في لجنة المتابعة من انشقاق سياسي عليه ان لا ينعكس على الحراك السياسي في فترة الانتخابات المقبلة مما يعني أنه يجب تحييد النقاش حالياً حول مكونات ومدلولات لجنة المتابعة الى ما بعد الانتخابات.

التمثيل الشرعي للمواطنين مبني على الاسس البرلمانية وهي التي تخدم المواطنين العرب في البلاد، هذه هي عملية التأثير من الداخل دون الوقوف في الحياد. مطلب مقاطعة الاحزاب العربية سيكون له تأثير سلبي على وضعية المواطنين العرب المتأزمة نوعاً ما في ظل الفترة الأخيرة. مطلب الجماهير العربية هو مطلب شرعي من الممثلين السياسيين وبالتالي سيتم تحييد وتهميش مطلب المقاطعة مع أن مطلب المقاطعة لدى تيارات سياسية في المجتمع العربي مبني على ايديولوجيا معتمدة تاريخياً على عدم خوض الانتخابات ولكن المرحلة الحالية تعتمد على مدرسة التأثير السياسي من الداخل ولن يكون هنالك تأثير سياسي مقبول لأعضاء الكنيست العرب في حال عبروا نسبة الحسم اذا كانوا منقسمين. على الاحزاب العربية ان تدعو لاجتماع مشترك ووضع النقاط المتفق عليها لتكوين قائمة واحدة والتعالي عن مكاسب سياسية او شخصية هنا او هناك، فالقيادة تمتحن في أوقات حاسمة والآن الهدية السياسية "تبكير موعد الانتخابات" أكبر مثال على ذلك.

الكاتب هو إعلامي وعامل اجتماعي جماهيري ومختص في الإدارة العامة.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net
 

مقالات متعلقة