الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 10:02

الشباب الجاهل قائد هذه المرحلة /بقلم:د.صالح نجيدات

كل العرب
نُشر: 01/12/14 07:43,  حُتلن: 07:31

د.صالح نجيدات في مقاله:

جزء من مجتمعنا ابتعد عن قيمه وعاداته وأصبح يسير بدون بوصلة توجهه

مجتمعنا منقسم على ذاته وتدب به الخلافات المزمنة وتحركه الضغائن والكراهية الطائفية والعائلية

المرأة المعنفة لا تستطيع تربية اولادها التربيه السليمة وجو العنف الاسري ينعكس على نفسية الاولاد وعلى تحصيلهم العلمي وعلى صحتهم النفسية

اقترح اعلان يوم للتسامح والعفو والمصالحة في مجتمعنا لفتح صفحة جديدة من الاخوة والمودة والاحترام بين جميع مكونات وأطياف مجتمعنا العربي ونبذ العنف والخلاف والتشرذم 

ما هذا التعصب والعنصرية المنتشرة في مجتمعنا العربي وما هو مصدرها، هل الدين، أم التفسير الخاطئ للدين من قبل رجال الدين، ام الجهل، ام اهمال دور الاهل في التربية وإهمال دور المدارس بتربية هذا الجيل، ام فشل كل هذه المؤسسات مجتمعة ؟ما هذا المرض الذي اصاب عقول الكثيرين منا والمطبق على عقولنا والذي يجر مجتمعنا الى الهاوية، اين القادة والحكماء في شعبنا ؟ نرى الشباب الجاهل والمتهور هو الذي يقود مجتمعنا في هذه المرحلة وجره الى صدام طائفي بغيض، والعقلاء يطفئون الحرائق التي يشعلونها هؤلاء الشباب، اين سلطاتنا المحلية من الاحداث الخطيرة والانفلات الذي يحدث في قرانا وما هو دورهم ؟ العنف مستفحل ولا رادع له والكل ينظر وعاجز عن العمل.

هنالك ظواهر سلبية ومشاكل اجتماعية متراكمة، ومشاكل موضوع الشباب ولا يوجد حلول لها، وللأسف، هذا الملف مجود في آخر سلم الافضليات في سلطاتنا المحلية والوزارات المختلفة.
جزء من مجتمعنا ابتعد عن قيمه وعاداته وأصبح يسير بدون بوصلة توجهه، ونسبة من الشباب ضائع ويمارس تجارة المخدرات والعنف ويعثون الفساد في المجتمع بدون رحمة ولا ضمير ولا علاج لهم.

كذلك مجتمعنا منقسم على ذاته وتدب به الخلافات المزمنة وتحركه الضغائن والكراهية الطائفية والعائلية، فمجتمعنا بحاجة الى قيادة واعية تقوده الى بر الامان، هنالك من يسعى خفية الى تفريقنا وتشتيت شملنا اتباعا لسياسة فرق تسد، فأين وعينا من هذا ؟
من ضمن هذه المشاكل، تفكك اسر وعائلات في مجتمعنا وتسرب أبنائها مبكرا من مقاعد الدراسة، وهذه الاسر المفككة وتسرب اولادها تعتر دفيئة لتربية الشباب المنحرفين ، فأين مكاتب الخدمات الاجتماعية من علاج هذه الاسر ؟ لماذا لا يتم علاج هذه الاسر بشكل مكثف ووضع اولادهم في مؤسسات داخلية لحمايتهم من الضياع والجريمة ؟ لماذا لم يعمل مسح في كل قرية لإيجاد العائلات المفككة وعلاجها ؟ لماذا يتسرب نسبة من طلاب المدارس دون الاهتمام بإرجاعهم الى مقاعد الدراسة وتطبيق قانون التعليم اللازامي، ولماذا يتسكع الشباب الصغار في الشوارع بدون أطر تحويهم وتعلمهم والاهتمام بهم وتبعدهم عن الجريمة؟، اهمال هذه الشريحة من الشباب في صغرهم تخلق مجرمين منهم عند كبرهم !!!. اصلاح المجتمع يبدأ بإصلاح الفرد والعائلة.
مجتمعنا يعاني من مشاكل اجتماعية كثيرة جدا ونحن بحاجة الى خبراء في شتى الميادين لعلاج هذه المشاكل المزمنة والمستعصية فمثلا انتمائنا لمجتمعنا ضعيف بشكل كبير، والتضحية من أجل المصلحة العامة ضعيف، وكذلك ضعف الروابط الاجتماعية والمودة واحترام الجار للجار وابتعدنا عن قيمنا الدينية وعاداتنا الاصيلة .

مشكلة اخرى، العنف الاسري المستشري في كثير من العائلات ونساء كثيرات معنفات، والمرأة المعنفة لا تستطيع تربية اولادها التربيه السليمة، وجو العنف الاسري ينعكس على نفسية الاولاد وعلى تحصيلهم العلمي وعلى صحتهم النفسية وهذا ينعكس على تصرفاتهم اليومية.
هذه المشاكل المذكورة اعلاه تصب كلها في خلق العنف والمشاكل الاجتماعية الاخرى.
وعلى ضوء المشاكل التي حدثت في الاونة الاخيرة في بعض قرانا على خلفيه طائفية، اقترح اجتماعا لقيادات الوسط العربي من كل طوائفه لبحث الاحداث الاخيرة التي عكرت الاجواء في بعض قرانا، والخروج ببيان لجماهيرنا العربية في البلاد بنبذ العنف والمطالبة بالتآخي بين جميع الطوائف واحترام الجيرة والجيران والحفاظ على نسيج مجتمعنا الواحد وعلى السلم الاهلي وإقامة قيادة اجتماعية موحدة من جميع الطوائف لعلاج وتوجيه وإرشاد وقيادة مجتمعنا الى بر الايمان ونبذ كل انسان يمس بوحدة مجتمعنا . وكذلك اقترح اعلان يوم للتسامح والعفو والمصالحة في مجتمعنا لفتح صفحة جديدة من الاخوة والمودة والاحترام بين جميع مكونات وأطياف مجتمعنا العربي ونبذ العنف والخلاف والتشرذم واعتبار ما حدث غمامة صيف عابرة.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

 

مقالات متعلقة