الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 24 / أبريل 06:02

الرئيس عباس مكانك هرول/ بقلم: سميح خلف

كل العرب
نُشر: 30/11/14 11:32,  حُتلن: 08:03

سميح خلف في مقاله:

بالرغم من اهمية قضية الاسرى في حياة الشعب الفلسطيني وان يركز الرئيس على 28 اسير فايضا هذا لا يعني الا انه جامد في مكانه منذ ان توقفت المفاوضات اما وقف الاستيطان فسياسيا معروف هذا المطلب وكما اتفقوا مع الحكومات السابقة الاسرائيلية بان هذا المطلب خارج المستوطنات والتكتلات الاستيطانية الكبرى

يبدو ان الرئيس الفلسطيني عباس اختار المكان والزمان لبذل الطاقة في نفس المكان وتجميد الزمان والوقت، ولتقف عجلة كل شيء وفي محور دوران هو ذاته وهو نفسه مع عدم بذل الطاقة للدفع للامام تتناغم مع المستجدات الاقليمية والذاتية التي يمكن ان تتناغم مع تطور الصراع وخطابه الجديد الذي بلورته اسرائيل في عدة قوانيين قد تطال الهوية الفلسطينة برمتها على الارض التاريخية الفلسطينية، الرئيس عباس يبدو ايضا انه غير قادر على صناعة الحدث وفضل ان يبقى متلقي لمعالم التغير في السياسة الاسرائيلية سواء في حقبة المعتدلين او حقبة المتطرفين، مع هذا السلوك الخطير الذي كلف الحالة الوطنية الفلسطينية الكثير على المدار الزمني للمفاوضات، فالضفة الغربية لم تكن هي الضفة الغربية في عهد اتفاقية اوسلو ، وغزة لم تعد غزة ما قبل الحرب وما بعدها، وفلسطينيي الداخل واقعين تحت شهية حكاك اسرائيل من ليبرمان والمتطرفين، عجز كامل في اعادة اللحمة لاكبر فصيل فلسطيني فتح وتحت برنامج سياسي يتناغم مع خطورة المتغير، وعلاقات ليست سوية على الاطلاق بين عباس ورغباته في غزة ومع حماس ورغباتها، وحكومة توافق تقف الان عاجزة عن اداء مسؤلياتها امام مواطنيها وهي في الحقيقة حكومة الرئيس وخياراته برنامجا ووزراء ورئاسة.

اعتدنا ان ناخذ من الرئيس لغة الانشاء في الخطاب السياسي بدون الترجمة لجمل لغة الانشاء ولدائرة فعل مبرمجة تاخذ حيز التنفيذ الا جملة واحدة منها وهي"" المفاوضات"" السلوك الوحيد الذي يقتنع فيه الرئيس لحل الصراع مع دولة الاغتصاب والتعنت والصلف الذي قد لايعطي أي وزنا لمواقف الرئيس وغزله واعتداله وامانيه لما يسمى شعب اسرائيل.
بالامس كان الرئيس في القاهرة وفي اجتماع وزاري طرح فيه مشروعه للتقدم لمجلس الامن بغية اعترافه بدولة فلسطينية طالبا العرب تبني هذا التوجه، ولكن ومع سرد خطابه لغويا امام الوزراء العرب ، كرر عباس جمله التي قد تفرغ مضمون التوجه لمجلس الامن " حيث فضل الذهاب للتفاوض بالشروط السابقة اياها،
1- الافراج عن الدفعة الرابعة للاسرى
2- التوقف عن السيطرة على مناطق ""ا""
3- وقف النشاط الاستيطاني
تلك الشروط التي لا تلبي صياغة برنامج وطني للتحرك الجات نحو خيارات اخرى، السيد الرئيس لم يذكر مثلا حلول ولو مرحليا لمشكلة حصار غزة ولذلك تبقى جمل السيد عباس بخصوص شهداء وجرحى غزة والتغني بها هي جمل جوفاء، لم يذكر الرئيس المنطقة ""c" وسيطرة اسرائيل على ما نسبته 60%من اراضي الضفة وماذا عن المنطقة ""b""!!
بالرغم من اهمية قضية الاسرى في حياة الشعب الفلسطيني وان يركز الرئيس على 28 اسير فايضا هذا لا يعني الا انه جامد في مكانه منذ ان توقفت المفاوضات، اما وقف الاستيطان فسياسيا معروف هذا المطلب وكما اتفقوا مع الحكومات السابقة الاسرائيلية بان هذا المطلب خارج المستوطنات والتكتلات الاستيطانية الكبرى..!! وكان هذا برعاية وزراء الخارجية الامريكان السابقين والحاليين.

 السيد الرئيس ولكي يتوجه للمنظمات الدولية اخذ ما طلبه من الفصائل من الموافقة للانضمام للمنظمات الدولية، والتحرك لمجلس الامن" ولكن الرئيس مازال مترددا يشده حنين المفاوضات مع اسرائيل ويفضل المفوضات العدمية والكارثية على الشعب الفلسطيني عن استخدام وسائل دقاعية على الاقل امام الجموح الاسرائيلي لاكل كل شيء. اعتراف بعض دول اوروبا بالدولة الفلسطينية هو لا يرتقي لحيز الفعل بل مكتسب معنوي لا اكثر ومبادرة فرنسا تكرس المطالب الاسرائيلية وتعود الى نقطة الصفر لخيار المفاوضات بدلا من 9 شهور بناء على شروط عباس بل مفاوضات تستمر من سنة ونصف لى سنتين مع شيء من مبادرة ليبرمان تبادلية الارض والسكان. اجمالا قد وضع الرئيس الفلسطيني وفي خطابه امام نيته التوجه لمجلس الامن المحكوم عليه بالفشل السم في العسل بتركيزه على المفاوضات من جديد وتحت نفس الشروط موجها خطابه لنتنياهو ليقبل بها!! واعتقد ان نتنياهو ان قبل قد يوقع عباس في فخ منصوب في اكثر وحلا ولينفذ نتنياهو ما اراد استكمالا لمشروعه في الضفة والقدس، وربما لا يعطي نتنياهو وزنا لتصريحات عباس ورغباته ولانه ليس له منافس او مصارع على الارض فعليا وفلسطينيا وربما نتنياهو قد اعطى اهتماما لشباب القدس وشهدائها اكثر بكثير مما يعطيه لجمل عباس ا لانشائية الجامدة الغير متحركة فالعجلة تدور في محورها وتبذل الطاقة وهي طاقة مستهلكة في نفس المكان وتجميد الزمان وبالمقابل الجانب الفلسطيني يخسر يوميا من حالة الجمود والانتقال الى مواقع متقدمة للامام تناسب المتغير / ويبقى الجانب الفلسطيني اسير عجلة عباس "" في مكانك راوح"".

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة