وقفَ الأسدُ بباب عرينِهِ وَزَأَر ! الحيواناتُ في المَمْلَكَةِ لم تَرْتَعِدْ فرائِصُهَا خوفًا رغم أنّ الزئِيرَ كان " تَسْمِيسًا " لها بأنّ هناك بلاغًا جديدًا سيتلوه ملك الغابة على مسامعها وأنّ عليها التجمّع في صُلْب الغابة المُتَهَشِّمَة ! مَلِك الحيوانات أمَرَ الثعلب " الداهِيَة المَاكِر المَكُّور المُخَادِع " بابْلاغِ ما تبقّى من حيوانات . الثعلب نفّذ الأمر بِحَذَافِيرِ حَذَافِيرِه ! تثاقلت الحيوانات في مشيتها باستثناء تلك التي سارعت الخُطَى وفي دمِّهَا يسري نفاقُ الملك ! تَغَيَّبَ من الحيوانات غير المُعَافِين وغير البالِغِين وغير المُتّفِقِين والمُخَاطِرون والمُجَازِفون والمُجَازون والثملون والمدمنون ! خرجَ الأسد الى شرفة العرين يحاولُ أنْ يَظْهَرَ شامخًا مَهِيبًا . زأرَ الأسدُ وبلغَ زئيرُهُ النّهرَ والنّهرَ الآخر.

بذلك يكون قد تلى البيان ! الأسد المُفَدَّى يرى أنّ الحيوانات صارت تتصرف بانْسانيّة فوق التصوّر وأنّ الغابة سادت فيها الأنسانيّة بما يتجاوز الخطَّ الأحمر , وأنّه لا مكان للأنسانيّة في الغابة . ثم اعلن بصوتٍ مرعبٍ عن العودة الى " قانون الغاب " لأنه " في الغابة يجب ان يَسُودَ قانونُ الغاب " ! الأسد ذهب لينهشَ فريسَتَهُ في وجبةٍ مُلُوكية والحيوانات تَفَرَّقَت وانْتَشَرت . الحيوانات المُنَافِقَةُ منها كانت تَشْكُرُ وتهلّلُ , تُطْرِي وتَمْدَحُ , تُطَبِّلُ وتُزَمِّرُ , تهتفُ وتُصَفِّق . أصواتٌ خافتة سُمِعَت بالكاد تقول إنّ العودةَ لقانون الغاب أمرٌ غير مرغوب به ومنافٍ لحريّات الحيوان!

أصواتٌ أخرى أُطْلِقَت في الغابات الدّانِيَة والقَاصِيَة , المُلْتَفَّةِ والمُتَشَابِكَةِ الأغصان وكانت غايةً في الخُفُوتِ والهَمْس والرَّجْف , بان ذلك مُنَافٍ ل"الحَيَوَاقراطيّة " في رِحَابِ القرن الحادي والعشرين !

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net