الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 05:02

على هامش أحداث العنف في أبو سنان/ بقلم: شاكر فريد حسن

كل العرب
نُشر: 22/11/14 14:29,  حُتلن: 09:12

شاكر فريد حسن في مقاله: 

ما يجري ويحدث في مجتمعنا من أعمال عنف مستشرية على خلفيات طائفية يعود بالأساس إلى التحولات والتغيرات التي طرأت عليه وإلى تبدل المفاهيم وإندثار القيم والغزو الإستهلاكي المتعولم وإنهيار المشروع السياسي الوطني

الطائفية هي لوثة خطيرة تهدد السلم الأهلي والنسيج الإجتماعي والوحدة الوطنية لشعبنا، ولذلك يجب إقتلاعها وإجتثاثها قبل أن تتأصل في جسد مجتمعنا وتغدو داءاً مستعصياً ووباءً خطيراً يصعب القضاء عليه والتخلص منه

لن ينهض مجتمعنا ولن يرتقي إلا بالإنسان والفضيلة والقيم والأصالة والأخلاق الحميدة ولن ينهض الإنسان إلا عندما يشعر بحريته وكرامته ويتخلص من الشر في داخله

أننا لعلى ثقة بان العقلاء في أبو سنان وخارجها قادرون على تطويق ومحاصرة الأحداث الدموية وإعادة الهدوء والاستقرار والحياة الطبيعية إلى القرية وفرض أجواء السلم الأهلي فيها خاصة وأنها بلدة عرفت على الدوام بتآخي أبنائها وطوائفها

كشفت أحداث العنف الأخيرة في بلدة أبو سنان الجليلية عن مدى تغلغل الفكر الطائفي في عمق مجتمعنا العربي الفلسطيني، الذي مزقته قوى الظلام أو ما يسمى بمحراك الشر "الوسواس الخناس" الذي يزرع الكراهية والبغضاء والعنصرية والتعصب الأعمى، وينشر الفرقة والطائفية البغيضة وثقافة العنف والإجرام.

ولا ريب أن هذه الأحداث لها علاقة مباشرة بما يجري في عالمنا العربي من نزاعات وخصومات واقتتال طائفي، وإرتباط بالتعبئة الطائفية الآخذة بالإزدياد في مجتمعنا خلال السنوات الأخيرة، كما لا يمكن تجاهل دور السلطة التاريخي في تأجيج الفتن وتغذية الصراعات والنزاعات الداخلية بين جماهيرنا الواسعة وطوائفها المختلفة.
إن ما يجري ويحدث في مجتمعنا من أعمال عنف مستشرية على خلفيات طائفية يعود بالأساس إلى التحولات والتغيرات التي طرأت عليه، وإلى تبدل المفاهيم وإندثار القيم والغزو الإستهلاكي المتعولم وإنهيار المشروع السياسي الوطني وسقوط الأيديولوجيات، عدا عن تراجع دور الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني وغياب ثقافة الحوار.

الطائفية هي لوثة خطيرة تهدد السلم الأهلي والنسيج الإجتماعي والوحدة الوطنية لشعبنا، ولذلك يجب إقتلاعها وإجتثاثها قبل أن تتأصل في جسد مجتمعنا وتغدو داءاً مستعصياً ووباءً خطيراً يصعب القضاء عليه والتخلص منه. وهذا الأمر يتطلب تعزيز الحوار الحضاري ونشر قيم التسامح والتفاهم والمحبة وإشاعة ثقافة السلام ورفض العنف والإقتتال على أساس طائفي، إضافة إلى إستعادة دور الأحزاب السياسية والنخب المثقفة في تحمل مسؤوليتها التاريخية ودورها الحقيقي، الذي من المفروض أن تقوم فيه، في التثقيف والتنوير والتوعية والتعبئة والإرشاد وبناء الإنسان، والعمل على تأسيس مجتمع صالح وعادل وراق ومتطور ومتحرر من قيود الجهل ومتعافي من أمراضه كالتعصب والأنانية والعدوانية والطائفية والحمائلية والعشائرية والقبلية الجاهلية، مجتمعاً متيناً متماسكاً متآخياً يسوده السلم الأهلي والتسامح الأخوي والمحبة الإنسانية، وقائماً على التعددية وشرطها احترام الآخر وقبول الاختلاف والتنوع. وكذلك العمل على النهوض والارتقاء بمجتمعنا سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وصحياً وثقافياً من خلال تنمية الإمكانات وحشد الطاقات البشرية لتحسين أوضاعنا الاجتماعية المتردية، ولأجل انتصار القيم الحضارية الديمقراطية.

فلن ينهض مجتمعنا ولن يرتقي إلا بالإنسان والفضيلة والقيم والأصالة والأخلاق الحميدة، ولن ينهض الإنسان إلا عندما يشعر بحريته وكرامته ويتخلص من الشر في داخله. وأننا لعلى ثقة بان العقلاء في أبو سنان وخارجها قادرون على تطويق ومحاصرة الأحداث الدموية وإعادة الهدوء والاستقرار والحياة الطبيعية إلى القرية وفرض أجواء السلم الأهلي فيها، خاصة وأنها بلدة عرفت على الدوام بتآخي أبنائها وطوائفها.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة