الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 10:01

خطابهم وتعاملهم مع القدس/ بقلم: سميح خلف

كل العرب
نُشر: 21/11/14 20:39,  حُتلن: 07:19

سميح خلف في مقاله:

رحل عبد الناصر ومنطلقاته واهدافه وتغير سلوك المقاومة من سلوك تحريري الى سلوك تبريري فكانت كامب ديفيد ولحقتها اوسلو وانتهت شعائر القومية العربيّة وتفتت الوطن العربي

بعد احتلال للقدس حوالي 60 عامًا فشلت كل المؤتمرات العربيّة والاسلاميّة في أخذ خطوات جادة لاعادة القدس لموقعها العربي او حمايتها امام عملية التجريف والانفاق وتغيير معالمها

بتاريخ12/8/69م التهمت النار الجناح الشرقي للجامع القبلي ومنبر صلاح الدين جريمة مدبرة نفذها الارهابي مايكل دنس روهن، وامام هذا العمل الاجرامي هبت الشعوب لنصرة الأقصى وعمت المظاهرات والسخط كل ارجاء ارض العرب والمسلمين وبناء على ذلك تداعت الدول االاسلاميّة لمؤتمرها في الرباط، وكان من اهم قراراته التاكيد التاريخي بان القدس للعرب الفلسطينيين عبر 1300 عام ومناشدة الدول الكبرى بإعادة هويّة القدس الى ما قبل حرب حزيران عام 1967م وبناء على ذلك" وبناءً على ذلك فإنهم يعلنون أن حكوماتهم وشعوبهم عقدت العزم على رفض أي حل للقضيّة الفلسطينية لا يكفل لمدينة القدس وضعها السابق لأحداث يونيو 1967 م.

كانت مصر بقيادة الزعيم الراحل عبد الناصر تعد قواتها المسلحة لتحرير الارض العربيّة وتحرير قناة السويس وسيناء وتخوض حرب استنزاف لقوات العدو الاسرائيلي على ارض سيناء. وجه عبد الناصر رسالته لوزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة المصرية الفريق محمد فوزي اوضح فيها عن الألم الذي يعتصره ويعتصر العرب والمسلمين من هذا العمل القذر وأهاب بالقوات المسلحة الاستعداد والتحفز لتحرير الارض العربيّة والمسجد الأقصى مقللا من أهميّة الاستنكار والشجب أمام هذه الجريمة وخاتمًا رسالته بقوله "سوف نعود إلى القدس وسوف تعود القدس إلينا ولسوف نحارب من اجل ذلك ولن نلقي السلاح حتى ينصر الله جنده ويعلي حقه ويعز بيته ويعود السلام الحقيقي إلى مدينة السلام 23 اغسطس 1996م".

اهاب عبد الناصر بقوى المقاومة الفلسطينيّة والعربيّة مقتالة العدو ولانه مدرك "ان ما اخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة"، وكانت المقاومة الفلسطينيّة عبر نهر الاردن وبقواعدها الارتكازية في شرق النهر وجنوب الاردن تخوض معارك مشرفة ضد الاحتلال الصهيوني فكانت عمليات مصانع البوتاس وحراب الفتح والعفولة والحزام الاخضر وغيره من العمليات البطولية اما في داخل اللارض المحتلة فقد انتشرت قوى المقاومة في غزة والضفة عندها صرح قادة العدو” بانهم يحكمون غزةى في النهار والمقاومة تحكمها في الليل”.


رحل عبد الناصر ومنطلقاته واهدافه وتغير سلوك المقاومة من سلوك تحريري الى سلوك تبريري فكانت كامب ديفيد ولحقتها اوسلو وانتهت شعائر القومية العربيّة وتفتت الوطن العربي تحت خدعة ما يسمى الربيع العربي الى يومنا هذا في نهج استعماري لإعادة النظر في تقسيمات سايكس بيكو ودخول إيران النووية على خط النفوذ في المنطقة وتقاسم المصالح مع الطرف الأمريكي والأوروبي، فقدت الأمّة أهم انظمتها في العراق ومصر وليبيا واليمن وسوريا وهي الانظمة التي حافظت علبى المنسوب الثوري والتاريخي لمعاني القضيّة الفلسطينية والقدس.

ومن أهم المؤثرات المباشرة على القدس هو تحول التعاطي مع القضيّة الفلسطينية من قضيّة وطنية قومية وقضيّة حقوق وشعارات تحرير الى قضيّة امنية يتم من خلالها بحث الحلول المقترحة مثل حل عادل ومتفق عليه لقضيّة اللاجئين، وتدويل القدس أو عاصمة الدولتين في منظور حل الدولتين الذي اهدر وتناسى اهم قرارين يمكن أن يبنى عليهما حل الصراع، وهو القرار181 والقرار 194 وخير ما نضعه الان حالة التشتت والتوهان والجدار الغلقة لحل الدولتين من نافذه اوسلو المدمرة والتي دمرها الاحتلال ويتعامل مع واقعها على الارض بسلطة وهي لا سلطة ولا تمتلك نفوذ على الارض وغير قادرة على حماية نفسها او حماية الشعب او القدس وبواقع التقسيمات لمناطقها الامنية abc والتي مازالت اسرائيل تسيطر على 60% من اراضي الضفة في المنطقة سي وبتغيير ديموغرافي وصل الى 750 ألف مستوطن.

واقع القدس والمسجد الأقصى هو لوحة متكاملة لواقع العرب ولواقع الأمّة الاسلاميّة التي تفتقر في غالبيتها السيادة على قرارها الوطني، ولذلك كان هكذا واقع المسجد الأقصى وانتهاكات يومية لتقسيمه والدخول الى اروقته والعبث فيها وفي ظل عجز مطلق للسلطة او الانظمة بل هناك من طالب بالتهدئة في القدس امام الهبة الشعبية لحماية الأقصى والتي مازالوا يعملوا امنيا لاحباط أي انتفاضة تهدد الوجود الامني والاحتلالي في القدس.

بعد احتلال للقدس حوالي 60 عامًا فشلت كل المؤتمرات العربيّة والاسلاميّة في أخذ خطوات جادة لاعادة القدس لموقعها العربي او حمايتها امام عملية التجريف والانفاق وتغيير معالمها، وربما صهيوني واحد يتبرع للمستوطنيين في القدس ولتغيير معالمها ودعم اقتصادهم ما يوازي ما تتبرع به الانظمة او صندوق القدس.

اما عن السلطة والهروب من مسؤلياتها وخلو موازنتها من دعم القدس فقد احالت مسؤلية حماية المقدسات الى المملكة الأردنيّة الهاشميّة بموجب اتفاقيات في عهد الانتداب واتفاقيات وادي عربة.

تغير المناخ الوطني والقومي من لغة الحرب والتحرير لفلسطين الى مناخات التسوية الامنية والتنسيق والتعاون الامني واعتمدت الدول العربيّة في ظل مفهوم التطبيع الى العمل الدبلوماسي والسياسي مع العدو لكبح جماح الاحتلال في عمليّاته ضد المسجد الأقصى والتي في الغالب لا تعطي لها اسرائيل وزنًا.

أما الجانب الفلسطيني الممثل بسلطته في ظل الاحتلال فهو عاجز عن التمويل او الحماية في ظل الشروط والبنود التي وضعتها الدول المانحة للسلطة وبموجب الاتفاق الأمني المتمسكة به السلطة فهي تدعوا لعدم الفوضى والعمل المسلح والانتقامي ضد اليهود في حين ان الاحتلال يطلق العنان لمستوطنية بعمليات القتل والمداهمة للأماكن المقدسة.

هكذا هم يتعاملون مع القدس والقضيّة الفلسطينيّة ويبقى الباب مفتوحا امام حالة تمرد للشعب الفلسطيني في القدس تمرده اعلى سقفا من كل البرامج الامنية وليسقط جميع الاتفاقيات والمراهنات على احتواء الانتفاضة وكبتها ليعود الواقع كما كان من اريحية وامن وامان لكل مشاريع الاستيطان والتهويد.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة