الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 24 / أبريل 08:01

الحرم الشريف والأجندة اليمينية/ بقلم: النائب عيساوي فريج

كل العرب
نُشر: 02/11/14 15:34,  حُتلن: 17:43

النائب عيساوي فريج في مقاله:

حزب ميرتس يدعم حل الدولتين وهذا الحل الذي يؤكد على أن تكون القدس الشرقية هي عاصمة دولة فلسطين

بناءً على هذا فإن الوضع الراهن يحدد أن الحرم الشريف هو منطقة عبادة المسلمين ويعد وقف إسلامي وأن حائط المبكى هو منطقة عبادة اليهود! 

اقتحامات المتطرفين لساحة الحرم الشريف كعربدة وتأتي من منطلق "أنا القوي ولهذا أستطيع أن افعل ما أريد" وكل تحرك يغيّر من الوضع الراهن بعيدا عن حل شامل للصراع يشكل عائقًا أمام التوصل إلى حل 

قصة الهيكل المزعوم وحاخامات الهيكل الذين يطالبون ببنائه فوق قبة الصخرة كانوا في الماضي على هامش الأجندة اليمينية وما يقلقني اليوم هو أن هذا الهامش أصبح التيار الرئيسي عند اليمين 

مسؤولية الحفاظ على سلامة الجمهور وعلى المقدسات وعدم التعرض لها هو من مسؤولية الحكومة التي تساهم في إشعال القدس والمنطقة وهي نفس الحكومة التي تبتعد عن المسار السلمي المدني لإنهاء الصراع!

أحبائي يا أهلي وناسي، لي ولحزبي " ميرتس" موقف واضح حول قضية اقتحام المستوطنين والمتطرفين للحرم الشريف وعملية تهويد القدس، وهذا الموقف مبني على تاريخ المنطقة السياسي والاتفاقيات الواضحة بين الإطراف المسؤولة عن المنطقة، منها الأردن، السلطة الفلسطينية وإسرائيل.

حزب ميرتس يدعم حل الدولتين، وهذا الحل الذي يؤكد على أن تكون القدس الشرقية هي عاصمة دولة فلسطين، وبناءً على هذا فإن الوضع الراهن يحدد أن الحرم الشريف هو منطقة عبادة المسلمين ويعد وقف إسلامي، وأن حائط المبكى هو منطقة عبادة اليهود! هذا ليس الحل الأمثل أو الأفضل، ويوجد من الطرفين من يريدون أكثر من هذا، ولكن من باب منع اشعال المنطقة وحقن للدماء، فإني أرى اقتحامات المتطرفين لساحة الحرم الشريف كعربدة، وتأتي من منطلق "أنا القوي ولهذا أستطيع أن افعل ما أريد"، وكل تحرك يغيّر من الوضع الراهن بعيدا عن حل شامل للصراع يشكل عائقًا أمام التوصل إلى حل الصراع، ويشكل سببا لإشتعال المنطقة ويجرنا إلى العنف الذي سوف يطال الجميع.

القدس هي مهد الديانات، وهناك علاقة بين جميع الديانات وبين مدينة القدس، وللقدس مكانة خاصة وحساسة جدا لدى الجميع، ولكن هناك وضع قائم وواضح وهو أن الحرم الشريف هو مكان عابدة للمسلمين ومكان عبادة ذا أهمية كبرى لدى الأمة الإسلامية، ولا يوجد أي مبرر بالعالم لتصريحات اليمين المتطرف الذي ينادي بهدم الأقصى وبناء هيكل مكانه، قصة الهيكل المزعوم وحاخامات الهيكل الذين يطالبون ببنائه فوق قبة الصخرة كانوا في الماضي على هامش الأجندة اليمينية، وما يقلقني اليوم هو أن هذا الهامش أصبح التيار الرئيسي عند اليمين ويؤخذ دعمًا من عدة أطراف سياسية ومن الحكومة أيضا، وتبعا لهذا كله فإن عملية تهويد القدس وبناء المستوطنات هي شيء باطل ويجب والتصدي له!
من هنا فإن مسؤولية الحفاظ على سلامة الجمهور وعلى المقدسات وعدم التعرض لها هو من مسؤولية الحكومة التي تساهم في إشعال القدس والمنطقة، وهي نفس الحكومة التي تبتعد عن المسار السلمي المدني لإنهاء الصراع!

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net


مقالات متعلقة