الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 18 / أبريل 21:02

لماذا دحلان؟ نظرة تحليلية 3/بقلم:سميح خلف

كل العرب
نُشر: 23/10/14 11:49,  حُتلن: 06:47

سميح خلف:

رؤية جديدة خارج الارث والموروث مع دراسة للماضي للتقدم للأمام يضعها القائد الشاب محمد دحلان لصياغة معادلة فلسطينية جديدة تتناول أزمة الصراع الداخلي وأزمة الصراع مع العدو الصهيوني

نستطيع القول اننا قد اجبنا على التساؤلات: لماذا محمد دحلان على صعيد مفهوم القيادة والقائد او على صعيد العلاقات الوطنية وبرنامجها او على الصعيد الاقليمي والصعيد الانساني

يبقى محمد دحلان هو الحاضر في جميع التصورات لمستقبل الشعب الفلسطيني وفتح والقضية وصورة التحالفات الوطنية والعلاقات الوطنية

القيادة لا تأتي صدفة أو بعامل الارث والموروث كما هو الحال من صفات المحنطين الذين استجلبوا في مواقع قيادية، بل القيادة لا تأتي من فراغ او من صانعي مراكز القوى ومؤثراتهم وتاثيرهم، بل تأتي القيادة والقائد من عوامل متعددة للإبداع والذكاء والفطنة وإرادة الخير والعطاء والإنصهار مع رغبات الشعب والأمه والتجاوب بصدق وإيمان ووفاء في وضع حلول وعلاجات لما يواجه الشعب من مطبات ومشاكل قد تهدد وجوده ووحدته ووحدة اراضيه، هكذا هي القيادة الحقة التي تستحق أن تتقدم الصفوف، لاشيء في الزمن يتوقف، فعامل التاريخ قد يرفض التعاطي مع من أتوا واستحضروا نتيجة معادلات او سطوة او في فترات التراجع او كبوات الشعوب ليتمترس هؤلاء بطغيانهم وأنانيتهم ليبقوا فوق سقف المصالح الوطنية وفي مؤثر سلبي على حياة الشعب ووحدته وتطلعاته.

رؤية جديدة خارج الارث والموروث مع دراسة للماضي للتقدم للأمام، يضعها القائد الشاب محمد دحلان لصياغة معادلة فلسطينية جديدة تتناول أزمة الصراع الداخلي وأزمة الصراع مع العدو الصهيوني، رؤية لها بعد في التعامل مع دول الاقليم في ظل متغيرات كثيرة وخطرة في المنطقة، تستدعي القفز عن الماضي ومسببات الإشكاليات والمشكلة التي أصابت الأيقونة الفلسطينية بالتفتت والتقسيم والتقاسم على قاعدة الارث في تغييب حقيقي لمصالح الشعب الوطنية والإنسانية والإجتماعية.

محاولات شيطنة القائد الشاب محمد دحلان قد تعطي مدلولا خصبا لفشل هؤلاء وفشل برنامجهم وبطلان أقاويلهم، وبطلان قراراتهم ومؤامراتهم، فالمد الشعبي الذي يلاقيه محمد دحلان وإتساع رقعة التاييد له يضع هؤلاء في لائحة الإتهام وعلى رأسهم سيد الشيطنة والشياطين.

مؤشرات خصبة لبروز القائد الشاب من مخيم للاجئين خارج حساباتهم وحسابات غيرهم التي عملت دائما على إحتكار مراكز القيادة لذاتهم ولا بعاد عميقة سياسية وفئوية وتقاسم ارث حركة وإحتكار لها ولإرادتها وغزو ادبياتها لتتلخص في سياسة الفرد وتوجهاته وأنانياته المختلفة، تكاد تكون المعادلة مبسطة كثيرا على من تأخر في دراسة التجربة الفلسطينية بكل نغماتها وارهاصاتها وكبواتها ومنعطفاتها.

وقفات لابد منها ربما البعض فهمها متأخرا، ربما إستيقظوا من أوهامهم وتصديرهم للأزمة لتتلخص في محمد دحلان ونسوا رأس الهرم السياسي والمسؤول الاول عن الإنقسام وتهتك حركة رائدة ذات أهداف سامية ليصدروا المسؤولية لقادة تنفيذيين في ذاك الوقت متناسين ومتجاهلين مسببات الأزمة وأصحابها، إفتراءات تدعو للشفقة عليهم ولتشخيصاتهم ومواقفهم التي أفاقوا منها أخيرا، أهي لمجرد حسابات لأزمة ام توجه صادق نحو وحدة أبناء الشعب الفلسطيني في غزة ومواجهة التحديات والسناريوهات المختلفة التي تستهدف فيها غزة بتهميشها عن إدارة المشروع الوطني وجعلها جزء من بقايا الوطن المتسول على الهبات والمصدره لابنائه القرارات الظالمة والمميزة بين أبناءه.

قد تكون صحوة بأن الجميع مستهدف بل الشعب الفلسطيني كله مستهدف من هؤلاء النرجسيين الفئويين، أوصلوا القضية والشعب الى ما هو عليه الان من إنقسام وتشرذم وإستهداف جغرافي يهم الجميع تجاوزه، وبحصار هذا السلوك وهذا النهج المدمر بالشراكة الحقيقية وبالإرادة الوطنية الجامعة بين كل الأبناء، لنوقف جميعا عجلة برنامج فاشل يذهب للأمام في سلوكيات سياسية ونضالية محبطة وفي فرقعات بالونية لا أثر لها على ارض الواقع وإصطدام لفيتو أمريكي، هروب للأمام نحو الفشل بحد عينه.

في ترابط بين كل الأحداث والمواقف فالتشابك قائم بين مواقف القديم والحاضر وماهو متوقع مستقبلا، تأتي التصريحات من هنا وهناك من مسؤولين فقيادة رام الله تتخبط وشغلها الشاغل دحلان ومحاصرته ومحاصرة مؤيديه، وفي مشهد اخر ترتكب ابشع الممارسات من قبل الاحتلال بحق المسجد الأقصى وفي ظل عجز كامل يعبر عنه بحالة الإستنكار والإدانه فقط، صورة تبين حالة العجز في المعالجات للمشهد والهروب للأمام نحو التشنج وإشغال الشعب بقرارات قد تكون وقد لاتكون، ومشاهد أخرى من غزة لقادة من حماس ومفكرين ومحللين، يدعون لفتح قناة إتصال مع القائد الشاب محمد دحلان ولضرورة وحدة الشعب وما هو من الأهمية لصياغة برنامج جديد يخرج عن المألوف وحساباته لا يمكن أن يتم او تتم اركانه إلا بوجود محمد دحلان، فها هو القيادي في حماس يحيى موسى يتحدث بوضوح معبرا عن قاعدة عريضة في حماس بأن ماضي دحلان افضل من حاضر عباس رفعت الاقلام " فما بالكم في المستقبل الذي يطمح به دحلان لشعبه ولوطنه من عدالة وقيادة جماعية تدير البرنامج الوطني على الصعيد الداخلي والخارجي ومع الاحتلال،،اما من سبق يحيى موسى السيد احمد يوسف مستشار هنية ومفكر وكاتب ومحلل سياسي في حماس ومن المعتدلين فيها الذي دعى للتقارب مع دحلان وتلى ذلك د صلاح البردويل ومحللين سياسيين من حماس، اختلف مع من حللوا هذه الظاهرة بانها سلوك فردي بل استطيع القول ان من الضوابط في حماس لا تعطي تخويلا فرديا باتخاذ مواقف تكتيكية او استراتيجية منفردة لاحد قادتها او كوادرها ، بل في سياسة المراجعات التي اتخذتها حماس على الصعيد الذاتي والاقليمي كان من اهم اوراقها الشراكة مع محمد دحلان والقاعدة العريضة من فتح والتي ستوحد فتح برؤية جديدة خارج نرجسيات من يقودوها الان في رام الله.

اذا قد نستطيع القول اننا قد اجبنا على التساؤلا ت: لماذا محمد دحلان، على صعيد مفهوم القيادة والقائد او على صعيد العلاقات الوطنية وبرنامجها او على الصعيد الاقليمي والصعيد الانساني، ويبقى محمد دحلان هو الحاضر في جميع التصورات لمستقبل الشعب الفلسطيني وفتح والقضية وصورة التحالفات الوطنية والعلاقات الوطنية.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة