الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 13:01

المؤتمر الحركي السابع وأيقوناته المجهولة/ بقلم: سميح خلف

كل العرب
نُشر: 16/10/14 15:44,  حُتلن: 08:58

سميح خلف في مقاله:

يرتبط البرنامج الحركي بشكل مباشر باطروحات السيد عباس السياسية فلا شيء يخرج عن اطروحاته وتقديراته وخطواته

المؤتمر الحركي السابع وإن انعقد فلا بد أن ينعقد وهناك موافقة امريكية واسرائيلية على انعقاده في الزمان والمكان

اذا كنا نريد أن نتحدث عن المؤتمر وعن حركة فتح فإننا بالتأكيد نصل الى ايقونات مجهولة في مسيرة هذه الحركة من حيث التكوين والأداء

اللجنة المركزية ومجلسها الثوري التي قبلت بامتيازاتها ووجودها عن المصالح العليا لحركة فتح وللوطن الفلسطيني المحتل لا يمكن ان تصيغ مؤتمرا ً حركيا ناضجا ً متكاملا ً يضع قاعدة التفاعل والحراك في داخل المؤتمر من اجل الوصول للأفضل

فتح تحتاج الى لجنة تحضيرية مكونة ممن هم خارج الاطار وداخله والرجوع للنظام الداخلي لصياغة اعمال المؤتمر ولصياغة برنامجه السياسي والتنظيمي بعيدا عن الاستقطاب والتجاذبات ومراكز القوى التي تستحكم في القرار الحركي

الشعب الفلسطيني يحتاج الان لمن يجسد طموحاته ويكرس نضالاته بعيدا ً عن التشرذم والفئوية والخصخصة والتناحر على المصالح الذاتية وليس التناحر في اتجاه بلورة خط سياسي ونضالي مستحدثا ً جديدا ً

من جديد ، خرجت الأقاويل عن البدء في اجراءات انعقاد المؤتمر السابع لحركة فتح بعد تعثر عن الوقت المحدد والذي كان من المفترض ان يعقد في شهر اغسطس ، ربما لعوامل ذاتية واخرى ما فرضه العدوان الصهيوني على غزة، وربما بعد أخر بأن الخطوط السياسية للسلطة وللسيد محمود عباس غير ثابتة ومتخبطة ومحددات اقليمية ودولية لمناسيب تحرك الرئيس عباس والسلطة في اتجاه ماهو مطروح سياسيا ً على المستوى الفلسطيني ، سواء بأطروحات عباس التي تصطدم بالجدار الامريكي وبتحديد سقف زمني لانسحاب اسرائيل من اراضي 67 واقامة الدولة الفلسطينية ، أو في حالة التعثر الذهاب الى محكمة الجنايات الدولية والمنظمات الدولية الاخرى .

يرتبط البرنامج الحركي بشكل مباشر باطروحات السيد عباس السياسية، فلا شيء يخرج عن اطروحاته وتقديراته وخطواته ، قد تحولت اللجنة المركزية لحركة فتح الى مجرد كومبارس او فئة من الموظفين لدى رئيس حركة فتح ورئيس السلطة ، ولذلك مازالت حركة فتح تعاني سواء على مستوى الاطار او على مستوى البرنامج السياسي المرتبط بكل الاطروحات الفاشلة طوال اكثر من سبع سنوات.

المؤتمر الحركي السابع وإن انعقد فلا بد أن ينعقد وهناك موافقة امريكية واسرائيلية على انعقاده في الزمان والمكان، ولذلك لا يمكن ان تخرج الاطروحات السياسية او ما يتمخض عن المؤتمر من برنامج سياسي خارج الرؤية المرتبطة للسيد محمود عباس . واذا كنا نريد أن نتحدث عن المؤتمر وعن حركة فتح فإننا بالتأكيد نصل الى ايقونات مجهولة في مسيرة هذه الحركة من حيث التكوين والأداء ، فاللجنة المركزية والمجلس الثوري الذي عجزت في الدفاع وعن حماية العضوية لا يمكن ان يثمر عنها نباتا ً خصبا ً تترعرع فيه سنابل حركة فتح وتنضج حبوبها ويصلب عودها .

اللجنة المركزية ومجلسها الثوري التي قبلت بامتيازاتها ووجودها عن المصالح العليا لحركة فتح وللوطن الفلسطيني المحتل لا يمكن ان تصيغ مؤتمرا ً حركيا ناضجا ً متكاملا ً يضع قاعدة التفاعل والحراك في داخل المؤتمر من اجل الوصول للأفضل ، فهناك مشاكل مستعصية في حركة فتح ليست على صعيد البرنامج السياسي والوطني فقط ، بل هناك مشاكل الفئوية وتطلعاتها ومشاكل العضوية ومشاكل الذين تم اقصائهم من داخل حركة فتح سواء اعضاء مؤتمر او اعضاء اقاليم او قادة او كوادر في المناطق .. الترتيبات التي يمكن ان تحضر في هذا المؤتمر لا يمكن ان تخرج عن رؤية محمود عباس والتيار الفئوي المستحكم والحاكم في حركة فتح .

فتح تحتاج وان كان هناك انعقاد مؤتمر الى لجنة تحضيرية مكونة ممن هم خارج الاطار وداخله والرجوع للنظام الداخلي لصياغة اعمال المؤتمر ولصياغة برنامجه السياسي والتنظيمي ، بعيدا عن الاستقطاب والتجاذبات ومراكز القوى التي تستحكم في القرار الحركي. بالتأكيد أن حركة فتح حركة واسعة الانتشار ومن هم خارج الاطار اكثر ممن داخله ، فلا بد أن تنتهي عملية الفرز التي اتت على قاعدة المنظور الفئوي والاقصائي ، فهناك قادة في حركة فتح يجب ان يأخذوا دورهم الريادي في رسم منهجية الحركة المستقبلية ، هؤلاء الكوادر والقادة الذين تم اقصائهم في مسلسل التصفيات والاقصاءات بالمنظور الفئوي والمنظور السياسي معا ً والذي يتعارض مع السلوك النضالي والوطني والنظام الداخلي لحركة فتح .

تأتي نية انعقاد المؤتمر الحركي وهناك اصوات تنادي بقائمة موحدة مع حركة حماس وكذلك الامر هناك اصوات تنادي بنفس المطلب بقائمة موحدة بين حماس وفتح ومن داخل حماس ايضا ً ، وهنا نستكشف حالة التيه والضعف والشك في مقدرة كل من الفصيلين على حسم الانتخابات القدمة لصالحه ، بلاك شك ان هناك تيارا ً ثالثا قد تنبأنا به قبل ثلاثة سنوات وهو الذي يمكن ان يملئ مناطق الفراغ التي تركتها اللجنة المركزية ورئيسها وتركتها حركة حماس .

الشعب الفلسطيني يحتاج الان لمن يجسد طموحاته ويكرس نضالاته بعيدا ً عن التشرذم والفئوية والخصخصة والتناحر على المصالح الذاتية وليس التناحر في اتجاه بلورة خط سياسي ونضالي مستحدثا ً جديدا ً يمكن ان يخرج حركة فتح من حالة التيه والفوضى والنرجسيات الحاكمة فيها .

اذا لم تراعي اللجنة المركزية واللجنة التحضيرية تلك المقاييس والمناسب المفقودة في حركة فتح الآن ، فان على من تم اقصائهم وتهميشهم من داخل اطر حركة فتح ومواقعها على ان يشكلوا تيارا ً ثالثا لدخول الانتخابات ، فالشعب الفلسطيني قد سئم من تلك القيادات البالية ولا يمكن ان يمثل المؤتمر الحركي السابع أي مقاييس لانقاذ حركة فتح مادامت العقليات التي تحضر لهذا المؤتمر هي نفس العقليات التي هي دمرت حركة فتح وجردتها من خطها النضالي وجعلت اعضائها اسرى للرتبة والراتب وما تابع ذلك من تجهيل ثقافي و خصخصة تشرذمية امتلأت الساحة الفلسطينية بها ،فالمنقذ الوحيد ان يتجرد هؤلاء عن نرجسياتهم اذا كانوا يريدون الوطن والشعب والا فالمواجهة القادمة ستهدد وجود حركة فتح وستهدد وجود فصائل اخرى ولان الشعب الفلسطيني سئم الانقسام وادارته وسئم كل اوجه الترهل والغثيان التي تقود الساحة الفلسطينية.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة