الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 15:02

العنف في المدارس/ بقلم: الدكتور صالح نجيدات

كل العرب
نُشر: 09/10/14 21:10,  حُتلن: 07:03

الدكتور صالح نجيدات في مقاله:

أكثر جوانب الحياة المدرسية سلبية وتعقيدا هو الجانب المتمثل في السلوك العدواني الذي يمارسه بعض الاطفال نحو اصدقائهم في المدرسة

الجو المتوتر والانفعالي الذي يعيشه الطفل في البيت أو المدرسة له أثر عميق على تصرفاته وحركاته وتحصيله الدراسي ومدى عدوانيته

الطالب الراضي غالبا لا يقوم بتصرفات عدوانية والطالب غير الراضي يستخدم العنف كأحدى الوسائل التي يعبر بها عن رفضه وعدم رضاه واحباطه

المدرسة هي المؤسسة الاجتماعية الثانية بعد البيت، من حيث التأثير على تربية الطفل ورعايته وتعود أهميتها لما تقوم به من عملية تربوية مهمة وصقل لعقول الأطفال، حيث أن وظيفتها الطبيعية أن تستقبل الأطفال في سن مبكرة فتكون بذلك المحطة الاولى للتعامل معهم بعد الاسرة مباشرة، مما يضعها في موقع هام جدا من الناحية التربوية والتعليمية، وبإمكان المدرسة تشخيص شخصياتهم واكتشاف قدراتهم وميولهم السلبية والايجابية.

إن أكثر جوانب الحياة المدرسية سلبية وتعقيدا هو الجانب المتمثل في السلوك العدواني الذي يمارسه بعض الاطفال نحو اصدقائهم في المدرسة. وإن الجو المتوتر والانفعالي الذي يعيشه الطفل في البيت أو المدرسة له أثر عميق على تصرفاته وحركاته وتحصيله الدراسي ومدى عدوانيته، فقد يشعر الطفل بالتعاسة في المدرسة بسبب موقف الاطفال الاخرين، كالسخرية منه او الاعتداء عليه او شعوره بعدم الانتماء لهم، وقد يعتدي الاطفال احيانا على زميل لهم لإعتقادهم بأنه لا يستطيع الرد عليهم. إذا لم يلقَ الطفل المعاملة التربوية الحسنة في المدرسة، ولا يستطيع أن يستوعب المناهج التربوية ولم يلق المساعدة في البيت فإن حياته سيصيبها الفشل والتقاعس نحو التحصيل العلمي، ويحل جو اليأس والاحباط وهذا يخلق دوافع العدوانية عند الطفل ويبدأ بكراهية المدرسة والمدرسين، فنرى اليوم في أماكن كثيرة طلاب فاشلون يعتدون على المدرسة ويسرقون منها ويخربون من منطلقات فشلهم الذي يعزونه الى المدرسة والمدرسين.

الإحباط يولد الدافع العدواني لذا يجب علينا أن نزيل كل عوامل الاحباط عند طلابنا، حتى نبعد عنهم العدوانية بقدر المستطاع. الطالب الراضي غالبا لا يقوم بتصرفات عدوانية والطالب غير الراضي يستخدم العنف كأحدى الوسائل التي يعبر بها عن رفضه وعدم رضاه واحباطه، فمثلا: عدم التعامل الفردي مع الطالب وعدم مراعاة الفروق الفردية داخل الصف، واهماله يؤدي الى العنف، كذلك عدم تقدير الطالب واحترامه من قبل المعلم، وعدم السماح له بتعبير عن مشاعره واحيانا يقوم المعلم بأهانته واذلاله، انتقاد الطالب وتحقيره والاستهزاء به أمام زملائه، عدم الاهتمام بالطالب ووجود مسافة بين المعلم والطالب، وكذلك عنف المعلم، كل هذه الاسباب تخلق العنف عند بعض الطلاب. أسلوب المعلم، اهتمامه واحترامه للطالب يجعل الطالب راضيا وبعيدا عن العدوانية.

حتى نقلص العنف بين الطلاب وخاصة في المرحلتين الاعدادية والثانوية أقترح على مدارسنا، توقيع طلاب المدارس على اتفاقيه عدم الاعتداء كالتالي:
اتفاقية عدم اعتداء
أنا الموقع ادناه اصرح واتعهد والتزم أن أنبذ العنف وأن لا أقوم بأي اعتداء على الاخرين وان أحل كل مشكله تواجهني بطريقه سلمية وعقلانية وأن أحترم القانون والاداب العامة، وأحترم الاخرين واحافظ على ممتلكات المدرسة، وبحالة لا استطيع حل المشكلة لوحدي سوف اتوجه الى الاهل او المسؤولين او القانون لحل المشكله بدون عنف.
اسم الطالب: ........
العنوان: ............
تلفون او بلفون: ..........
التوقيع على هذه الاتفاقية تشعر الطالب بالمسؤولية وتذكره دائما بأنه ملتزم بمحاربة العنف.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة