الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 23:02

النفط سيد الأخلاق!!بقلم:موسى حصادية


نُشر: 28/05/08 07:11

كلمات محسوبة...النفط سيد "الأخلاق"!!

هذه المادة التي  يسمونها الذهب الاسود ارتفعت اسعارها بشكل يكاد يهدد الحياة البشرية على هذه الارض, لماذا؟
هل لأن هذه المادة بدأت تتناقص؟
هل جفت آبار ومخزونات البترول في بعض مناطق الدنيا؟
الجواب بكل بساطة:لا. لا كبيرة!
اذن لماذا هذا الارتفاع الجنوني في الاسعار والذي لم يسبق له مثيل؟
والجواب مرة اخرى وبكل بساطة: انها حيتان الرأسمالية التي لا يعرف جشعها حدوداً وتريد تكديس تريليونات الدولارات في حساباتها ولو كان ذلك على حساب البشرية ورفاهيتها ومستقبلها
 وحتى على حساب شعوبها نفسها !!
فهذه اميركا, قمة الرأسمالية في العالم تدعي بأنها حامية حمى الحرية وحاملة لواء الديموقراطية في الدنيا, ترى الاطفال يموتون جوعاً في افريقيا واسيا وفي اماكن  اخرى عديدة دون ان تتحرك مشاعرها ودون ان يندى لها جبين , وفي الوقت نفسه تسارع الى افتعال ازمات واثارة حروب في السودان ودارفور وتشاد والعراق وايران وغيرها, ليس غيرةً على حرية الانسان ورفاهيته كما تدعي, وانما لأن هذه المناطق تمتلك ذلك  السائل السحري المسمى  بالبترول.
شركات البترول الغربية بشكل عام والشركات الاميركية الاحتكارية بوجه خاص تعلم جيداً بأن استخراج البترول وتكلفة انتاجه تبلغ حوالي 40% فقط من ثمنه واما باقي الارباح الخيالية التي تترواح بين 50% حتى 60% فتتم مقاسمتها سوية بين الدول المالكة لآبار النفط وبين اصحاب الشركات الاحتكارية " التي تتلفع بشعارات الحرية والديموقراطية!!
والامر الذي هو مدعاة للعجب انهم لا يرحمون حتى شعوبهم  في هذا المجال, فالشعب الامريكي الذي يساوي حوالي 5% من سكان العالم يستهلك حوالي25 % من انتاج النفط العالمي وبذلك عليه ان يدفع من امواله نفس النسبة عندما ترتفع اسعار النفط.
فالصراع اذن ليس صراعاً على المبادىء ودفاعاً عن الحريات!
احتلال العراق وتدمير بنيته التحتيه وقتل الملايين من ابناء شعبه ليس بسبب امتلاكه "لأسلحة الدمار الشامل" وانما لأن الله كتب له ان يكون غنياً بالنفط.
صراع اميركا مع شافيز ليس صراعاً على المبادىء وانما هو صراع على النفط.
اهتمام اميركا والغرب الرأسمالي بمنطقة الشرق الاوسط مصدره النفط ليس إلا.
هذه النغمة النشاز تتكرر في كل مكان وزمان! الغرب الرأسمالي يقيم الدنيا ولا يقعدها ضد ايران ليس لأنها تريد امتلاك سلاح نووي كما يزعمون, ولكن لأنها تمتلك مخزوناً كبيراً من السائل السحري. وليست محسوبة على الصف الامريكي.
الهند وباكستان امتلكت سلاحاً نووياً مدمراً على مرأى ومسمع من الدنيا كلها فلم يحرك ذلك للغرب وعلى رأسه اميركا طرفة عين.
فالنفط اذن هو ساحة الصراع. والنفط اذن ورفع اسعاره فرصة للحد من تطور الصين واضعاف نفوذها, حيث ان هذا البلد يستهلك حوالي 9% من نفط العالم.
فلا غرابة اذن ان تفهم الصين هذا الأمر وأن تقف الى جانب ايران  والسودان من خلال استثمارها في انتاج النفط والغاز في هذه الدول, وبذلك اصبحت الصين قطباً موازياً للقطب الاميركي الغربي ومتحالفاً مع القطب الروسي قي هذا المجال.
وما دام النفط قد تحول الى مفاهيم مالية فان اسعار كل المنتوجات والمواد الاستهلاكية لكل مواطني الدنيا ستبقى منطلقة نحو الأعالي دون ان تقف على ضوء احمر!!
حقوق الانسان والحرية والديموقراطية ما كانت تشغل النظام الرأسمالي ولو للحظة واحدة في يوم من الايام!
وانما هو .... النفظ الذي يحدد سلوكها.

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.76
USD
4.01
EUR
4.65
GBP
241485.00
BTC
0.52
CNY