الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 24 / أبريل 17:02

مجتمعنا العربي بحاجة الى قائد اجتماعي/ بقلم: د. صالح نجيدات

كل العرب
نُشر: 25/09/14 08:16,  حُتلن: 10:07

د. صالح نجيدات في مقاله:

نحن بحاجة الى العقليه القادرة على تجاوز حالة الفوضى والعجز والكسل والركود

مجتمعنا بحاجة الى قائد يعالج قضايا العنف والجريمة وانتشار السلاح غير المرخص ويحمي المجتمع من التفكك والتشرذم والانقسام

نحن بحاجة الى قياده تقود الى نبذ فلسفة الهدم ومرحلة المراهقة السياسية التي رقدنا وبقينا بها سنين طويلة وأن نغادر مرحلة التذمر والشعور بالعجز ولغة الخصام والفرقة

مجتمعنا العربي في البلاد يمر بمرحله حساسة وخطيرة هو بحاجة إلى قائد اجتماعي يمتلك عقلية الابتكار والرؤية والبناء والتوجيه والإرشاد والنصح، وقادر على وضع برنامج اصلاحي قابل للتنفيذ، قائد يبذل جهودا في التفكير من اجل التغيير وقيادة الجماهير العربية نحو بر الأمان، نحن بحاجة الى العقليه القادرة على تجاوز حالة الفوضى والعجز والكسل والركود، مجتمعنا بأمس الحاجة الى من يمتلك القدرة للتغلب على التخلف الذي يغرق به، ومجتمعنا بحاجة الى قائد يعالج قضايا العنف والجريمة وانتشار السلاح غير المرخص ويحمي المجتمع من التفكك والتشرذم والانقسام، نريد قائدا يوحّد الجماهير ولا يفرقها.

نريد قياده قادرة على تصحيح المسارات الفكرية والأنماط الثقافية السائدة في مجتمعنا، وإرساء معالم ثقافة المحبّة والتسامح والبناء عبر التوجيهات النظرية والعمل الدؤوب، وعبر الأنشطة واللقاء المحاضرات والمهرجانات العديدة التي يجب أن تنبثق جميعها من هذه الفلسفة وتخدم هذه الغاية، نحن بحاجة الى قياده لإصلاح العمليّة التربويّة والتعليميّة القائمة على اعداد الاجيال وصياغة عقولهم وتقوية انتمائهم الى عروبتهم، بعد وضع معالم الفلسفة الشاملة التي تنطلق منها العملية الاصلاحية، والتي ينبغي أن تركز على ايجاد "العقلية البنائية" التي تتجاوز أقاويل الفوضى والهدم إلى أفاق العمل والإنجاز، وهذا ينبغي أن ينعكس في بناء مناهج دراسية جديدة تلائم متطلبات العصر في هذا المفهوم عبر المراحل الدراسية، والمصحوبة بإعداد المدرِّس القادر على فهم هذه الفلسفة ومقتضياتها وامتلاك أدواتها وأساليبها.

نحن بحاجة الى قياده ترعى عملية بناء العقليّة الايجابيّة المنتجة منذ مرحلة الروضة حيث تبدأ شرارة القدرة على التفكير بمنهجية علمية ثم تواصل المشوار عبر المرحلة الابتدائية إلى الإعدادية والثانوية، بعيدًا عن الطائفيّة والعصبيّة القبليّة من أجل الشروع بعملية بطيئة ومتدرجة للصياغة الشاملة للجيل الجديد القادر على امتلاك أدوات النهوض وعناصر القوة الفكرية وهذا يحتاج إلى ثورة عارمة على صعيد المناهج والخطط الدراسية، وعلى صعيد الأساليب والأدوات، وعلى صعيد المدرسين والأساتذة.

هذا البرنامج لا طريق لتنفيذه إلّا عبر مشروع اجتماعي واضح الذي تنخرط فيه السلطات المحليه العربية في البلاد وأصحاب الرأي والنخب على الصعيد السياسي والاجتماعي والفكري والثقافي وأبناء المجتمع العربي الذين يملكون الرؤية الصحيحة والشعور بالغيرة على مجتمعهم، والانتماء الوطني العميق القائم على حب متأجّج ومشاعر فيّاضة بعشق مجتمعهم الذي يصل إلى مستوى التضحية بالمال والوقت بلا أدنى تردد.

نحن بحاجة الى قياده تقود الى نبذ فلسفة الهدم، ومرحلة المراهقة السياسية التي رقدنا وبقينا بها سنين طويلة، وأن نغادر مرحلة التذمر والشعور بالعجز ولغة الخصام والفرقة وفن إلقاء التهم والتخوين، والانطلاق نحو مرحلة جديدة وثقافة جديدة تتمحور بجوهرها على فلسفة البناء والتفكير الايجابي المفعم بالأمل وروح المبادرة، والمدعومة بروح التوافق والمشاركة، والتسامح وتقبل الآخر وتتجاوز الطائفيه والعصبية العائليّة، عبر إطار حضاري واسع ومرجعيّة قياديّة واعية وشريفة مستمدة من تاريخنا وواقعنا وتنسجم مع العقل والفطرة.

ليس من المبالغة القول إن أحد أسباب فشل الأمّة العربية هو عدم تبني فلسفة البناء على مستوى الشعوب والمؤسسات، وعلى مستوى القوى السياسية كذلك، التي عجزت عن إعداد نفسها وكوادرها لعملية البناء والتغيير، وغرقت واستمرت في عملية الهدم، حيث أن عملية البناء تحتاج إلى جهود جبارة، وسهر الليالي وإعداد رؤية ووضوح فكري، وامتلاك أساليب ومهارات علميه وعملية متخصصة، وتجربة ميدانية بالإضافة إلى الانتماء الوطني والشعور الوجداني العميق الذي يظهر بوضوح في الأجيال الجديدة التي تتحمل عبء النهوض والإمساك بمفاصل التغيير بكفاءة واقتدار.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net


مقالات متعلقة