الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 01:01

عباس ونتنياهو ومعدلات القوة والضعف/ بقلم: سميح خلف

كل العرب
نُشر: 22/09/14 15:28,  حُتلن: 08:32

سميح خلف في مقاله:

عندما نتحدث عن نتنياهو فإننا نتحدث عن قادة المشروع الصهيوني الذين ارسوا هذا المشروع وادارته على الارض الفلسطين

بلا شك أن المهنية في إدارة المؤسسة هي أحد مصادر القوة للجبهة الداخلية والتي هي من أهم العوامل لمواجهة التحديات الخارجية

فلسطينياً الحال مبكي ومحزن بل مفجع كل شيء يخضع لرؤية ونرجسية رئيس المؤسسة بدء من الرئيس إلى المؤسسات الفرعية التي تقود منظمة التحرير وأفرعها في الخارجية والسفارات والأجهزة

لم تمارس إسرائيل عمليات إسقاط على مواطنيها لإضعافهم وإسكاتهم أو إذلالهم وهذا ما يحدث في أجهزتها ولأن المهنية قد غابت والمؤسسة قد غابت في عهد الرئيس عرفات كانت هناك نرجسية الفرد الذي تناولها ياسر عرفات بحكمة وإقتدار

نعم نحن تحت الإحتلال ولكن هذا لا ينفي أن يكون هناك عدالة وتجرد وتطبيق القانون في خدمة المواطن الفلسطيني لا أن تحول المؤسسة من رئيسها إلى أفرع المؤسسات الأخرى هي صوت يرفعه جلاد أمام المعارضين

وصف الرئيس الامريكي اوباما السيد عباس بالرجل الضعيف، ووصف نتنياهو بالرجل القوي، اذا ما هي اوجه القوة والضعف لدى الرجلين، واذا ما خضعت الاجابة للمنظور السلوكي لكلا الرجلين وطريقة ادارة كل منهما لمسؤلياته تجاه شعبه، حيث عنصر القوة لا يأتي بسوء ادارة المؤسسات او القوة الكامنة في المجتمع الاسرائيلي او الفلسطيني، ومن هنا تحدد قوة الرجلين، وعندما نتحدث عن نتنياهو فإننا نتحدث عن قادة المشروع الصهيوني الذين ارسوا هذا المشروع وادارته على الارض الفلسطينية وتوحيد عدة جنسيات وثقافات لليهود وفي مؤسسة واحدة وجيش واحد وبرنامج واحد وان اختلفت نسبيا التضاريس المختلفة للاحزاب الاسرائيلية فهم موحدين حول المشروع وامن اسرائيل والامن الاجتماعي وبلورة الثقافة السياسية وسياسة المواطنة.

بلا شك أن المهنية في إدارة المؤسسة هي أحد مصادر القوة للجبهة الداخلية والتي هي من أهم العوامل لمواجهة التحديات الخارجية، الشخص أو الفرد في إسرائيل له حرية التعبير وحرية الإنتقاد والجميع تحت سلطة القانون حتى لو طالت رئيس الكيان الصهيوني أو رئيس وزراءه أو رئيس مؤسسة أو حزب فكلهم في خدمة ما يسمى المجتمع الإسرائيلي وقوة الجبهة الداخلية الإسرائيلية وإن إختلفت الرؤية، في الحرب الأخيرة على غزة التي سميت الجرف الصامد وسميت فلسطينيا بأكثر من إسم، كانت الإنتقادات واسعة لناتنياهو ولوزارته ولكن لم تتحرك قوى الأمن لاعتقال مواطن أو حجب فكرة أو وجهة نظر أو إنتقاد، بل كثير من المراقبين توقعوا سقوط حكومة ناتنياهو نتيجة العثرات والكبوات التي صادفها الجيش الإسرائيلي على حدود غزة، وكثير من الإنتقادات الدولية لعدوانية إسرائيل اللاإنسانية على السكان المدنيين في غزة، ولكن ومن إستطلاع قامت به جامعة تل أبيب أوضحت أن نتنياهو حصل على 35% من الأصوات، أي أعلى الأصوات بالنسبة للمرشحين من الأحزاب الأخرى الذين قلت نسبتهم عن 10%، هكذا هو أداء مجتمع إستيطاني تقوده المؤسسة والجميع تحت قيادة القانون، فلا عدوان على مواطن ولا جبروت جهاز ولا تلفيق ولا تشويه لإسرائيلي، بل هناك مهنية في التعامل مع جميع الظواهر مع سلامة والحفاظ على الأسر وكانت البراهين شتى ومتعددة في العلاقة ما بين المسؤول والمستوطن، حيث أكيلت الشتائم لرئيس الوزراء ووزير الجيش الصهيوني يعالون من الكيبوتسات المحيطة بغزة، فلم نرى جهاز تحرك أو جندرمة إعتقلت أو لفقت تهمة لهؤلاء المستوطنين لأنهم أصابوا رأس المقامات العليا، هذه مصادر القوة في المجتمع الإستيطاني الإسرائيلي الذي تقوده المؤسسة.

فلسطينياً الحال مبكي ومحزن بل مفجع، كل شيء يخضع لرؤية ونرجسية رئيس المؤسسة بدء من الرئيس إلى المؤسسات الفرعية التي تقود منظمة التحرير وأفرعها في الخارجية والسفارات والأجهزة، لم تمارس إسرائيل عمليات إسقاط على مواطنيها لإضعافهم وإسكاتهم أو إذلالهم، وهذا ما يحدث في أجهزتها ولأن المهنية قد غابت، والمؤسسة قد غابت، في عهد الرئيس عرفات كانت هناك نرجسية الفرد الذي تناولها ياسر عرفات بحكمة وإقتدار جامعا لا مفرقا بين ما هو دون الصفر الحيادي وما هو فوق الصفر الحيادي، ولكن كانت أيضا البطانة التي قيل عنها إذا صحت البطانة صح الوالي، فكانت تفعل ما تريد وتضطهد من تريد وتقصي من تريد، فلغة الإقصاء مزمنة في حركة فتح، وعليها شواهد كثيرة ولم تكن وحدة البرنامج كافية لإنهاء الصراعات والتزوير والتلفيق من القوي للضعيف، لم تكن سياسة السمو الوطني موجودة، بل التناحر وخاصة بعد ظهور الإستنفاعات مما يسمى السلطة واتفاق أوسلو وظهور الرتب، للأسف في المعركة الأخيرة على غزة وجدت رتبا عسكرية كبيرة أصيبت بالذعر والإسهال من مجرد قصف للطيران، هذا التعبير وهذا الوصف الذي ينطبق على مدى حشد جموع من البطالة المقنعة والغير مهنية، من السهل أن يلفق لك تهمة ولأنك تشكل خطرا على مصالحهم أو دوائرهم المغلقة فهي عبارة عن مافيات بأسماء أجهزة لا مهنية بل هناك إبتعاد عن الضمير الوطني، لا أقول الإنساني الذي يمكن أن يتجرد منه رجل الأمن أحياناً.

الرئيس عباس قوي بما يحوز من صلاحيات من خلال مواقعه الإعتبارية على أبناء شعبه وكما وصفه مؤخرا بعض الكتاب أو نقل عنه بأنه هو الرئيس الأوحد للشعب الفلسطيني، ولأنه يتدخل في القدر، ولأن لا رئيس لفلسطين بعده، أو سياسياً قد نصل لمفهوم أن لا دولة للفلسطينيين يحكمها رئيس.

نعم نحن تحت الإحتلال ولكن هذا لا ينفي أن يكون هناك عدالة وتجرد وتطبيق القانون في خدمة المواطن الفلسطيني، لا أن تحول المؤسسة من رئيسها إلى أفرع المؤسسات الأخرى هي صوت يرفعه جلاد أمام المعارضين فكل من تلك المؤسسات التي تسمى مؤسسة وهي بالطبع غير مهنية يمكن أن تلفق وتزور ويمكن أن تأخذ توقيع الرئيس أيضا على هذا التزوير والتلفيق ليتم إقصاء الكثيرين ويمكن أن يقوموا بتعذيب المظلومين لا غطاء لهم إلا نرجسيتهم وعنجهيتهم وما امتلكوا من صلاحيات، هذه هي مكامن القوة والضعف بين نتنياهو أو أي رئيس وزراء سابق للإحتلال وبين من أتوا ليمثلوا شعبنا ويتحدثوا باسمه، فهم الضعفاء في حيثيات الصراع مع الصهاينة وهم الأقوياء على الكثير من أبناء جلدتهم، وهي تلك المعادلة الغريبة السخيفة التي أضفت معالم الضعف وعدم وحدة الشعب ووحدة أداء المؤسسة أمام كل السياسات الإسرائيلية، فالشعب الفلسطيني يفتقر لسمات ثقافة المهنة وتجردها من النرجسيات الشخصية، ولذلك في مكامن القوة والضعف لا يمكن أن ننتصر إلا إذا حكمت المؤسسة وأضفت مظلة من التأمين الإجتماعي والسلم الإجتماعي والعدالة لكل مواطن فلسطيني سواء أكان رئيس مؤسسة أو رئيس سلطة أو إنسان فلسطيني فقير يعيش في عشة فلهذا الواجب والحقوق ولرئيس المؤسسة الإحترام مادام يحتكم للقانون والعدالة وهذا هو المفقود في الساحة الفلسطينية فهي تعيش في حالة نرجسيات مختلفة أضفتها ثقافة المصالح من واسطة ورشاوي ومحسوبيات وغش وتزوير من أجل أن تسود طبقة المستنفعين.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة