الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 10:01

دور مواقع الانترنت والمثقف في توجيه مسار المجتمع/ د. صالح نجيدات

كل العرب
نُشر: 20/09/14 08:03,  حُتلن: 08:04

د. صالح نجيدات في مقاله:

إنَّ للمثقف دور كبير وتأثير على الناس وتفكيرهم ولا نريد أن يكون المثقف مخزنا للمعلومات فقط

القيادات التقليدية فشلت في قيادة جماهيرنا الى شاطئ الأمان فنرى كل يوم تقع افظع الجرائم في مجتمعنا نتيجة انتشار تجارة المخدرات وفوضى السلاح

يجب على مواقع الانترنت أن تلعب دورا مهما الى حد كبير في توجيه الناس في مجتمعنا العربي بغياب تأثير القيادات الاجتماعية، وتستطيع هذه المواقع أن تؤثر في تكوين توجهات وأفكار وميول السياسية لمجتمعنا ومعالجة الظواهر السلبيه ونشر الانتقادات البناءة من أجل تصحيح مسار المجتمع وتقوده الى بر الأمان.

كذلك... هناك دور هام للمثقفين وهم كثر، بالتأكيد يستطيعون التأثير على شرائح مختلفة من الناس في المجتمع، لكن هؤلاء جميعا بحاجة الى من يحثهم ليأخذوا دورا فعالا في توعية مجتمعهم ويحتاجون كذلك إلى الارادة والإعلام، ولا حول لهم ولا نفوذ من دون جسور التواصل التي يوفرها إعلام اليوم من مواقع الانترنت وغيرها من وسائل الاتصال.

للمجتمع العربي في البلاد عتب على اساتذة الجامعات والباحثون والمثقفون من ابناء جلدتنا الذين يدرسون في الجامعات وهم كفء وناجحون جدا في اختصاصاتهم، لكن للأسف ينظرون نظرة المتفرج على ما يدور ويحدث في مجتمعهم العربي دون أن يكون لهم دور بارز ومؤثر على ما يجري من أحداث، وباعتقادي لمجتمعهم حق عليهم ويجب أن يلعبوا دورا مهما أكثر فاعليه مما هم عليه اليوم مثل كتابة مقالات او اعلان مواقف توجيه وإرشاديه وإسداء النصائح وإلقاء المحاضرات كل في اختصاصه، في كيفية علاج المشاكل الشائكة التي يعاني منها مجتمعنا وعليهم ابداء آرائهم عبر مواقع الانترنت والفيسبوك وغيرها من وسائل الاتصال للتأثير على مجريات الامور على ما يحدث في المجتمع.

القيادات التقليدية فشلت في قيادة جماهيرنا الى شاطئ الأمان، فنرى كل يوم تقع افظع الجرائم في مجتمعنا نتيجة انتشار تجارة المخدرات وفوضى السلاح وهذا الوضع للأسف لا يقلق الكثير من القيادات ورؤساء لبعض السلطات المحلية، بالرغم من أن مجتمعنا سائر نحو الفوضى والتفكك وهو بحاجة الى قيادة شابة وواعية ومثقفة لتقوده الى بر الأمان، فأين أنتم يا أهل العلم والمعرفة، مجتمعكم يناديكم وهو بحاجة لكم أكثر من أي وقت مضى.

أتوجه الى مثقفينا وأقول لهم إنَّ للمثقف دور كبير وتأثير على الناس وتفكيرهم، ولا نريد أن يكون المثقف مخزنا للمعلومات فقط، بل نطمح بأن يكون له دور ريادي في إصلاح المجتمع والواقع الذي يعايشه، وعدم اعتزاله عن مجتمعه.

وهنالك دور كبير للمثقف عند وقوع الازمات والمشكلات والانفلات والفوضى التي تقع على مجتمعه فهو الذي يعيد له الصحوة وإخراجه من كبوته، وهو المنقذ له من وقوعه بالهاوية وانتشار الرذيلة والجريمة، لأن الجماهير بدون قيادة واعية تنحرف عن مسارها الطبيعي وتنزلق بالهاوية، والأمّة التي تعيش في جهل وبعيده عن القيم والشهامة والكرامة، مسيرها محتوم بالفشل والتخلف.

المثقفون هم قادة المسيرة ومحددو نتائجها، ولهم دور ريادي ومحوري في قيادة مجتمعهم والدفاع عن مكتسباته، وعليه تقع المسؤولية في تثقيف وتعليم وتوعيه ابناء مجتمعه وعليه أن لا يتعب ولا يمل من محاولة بذر روح الأمل والعمل في قلوب الناس، ورفع المعنويات للجماهير، التي أصيب بعضها بروح اليأس والقنوط.

إنَّ المثقف هو قلب وعقل الأمَّة النابض وعموده الفقري، وهو الذي يشعر بهموم شعبه، ولا بدَّ أن يكون له موقف أخلاقي نابع من قوة انتمائه لشعبه تجاه ما يحدث فيكسب رضا الله ورضا الناس ويمنح التخليد في التاريخ .وعليه فإنَّ من المهم أن يكون للمثقف وعي اجتماعي ويتبعه دور اجتماعي، يصلح به الواقع المعاش، وللأسف أصبح كثير من المثقفين يعيشون في صومعة فكرية، ودورهم في المجتمع ضعيف ولا يظهر إلا من خلال كتاب أو مقالة، ولا ريب أنَّ هذا خلل في المفهوم، فالمثقف إن كان قصده المعرفة والثقافة فحسب، فإنَّه لن يكون له دور إصلاحي وريادي في المجتمع وهو ما نسعى له.

فإن من واجبات المثقف أن يعالج مشاكل الناس، فلا يكون كالكثير ممَّن يطرحون الإشكاليات التي يعجَّ بها العالم العربي، ولا يعطون لها حلاً، أو يفكرون بطرق عملية تفيد السائل، وتثري المجتمع، وفي الحقيقة فإنَّ كثيراً من المثقفين يعيشون في أزمة وتكمن في إثارة الإشكاليات الثقافيَّة أحياناً في وجوه المخاطبين، دون تبيين حلول لتلك الإشكاليات، لذا وصف كثير من المثقفين بأنَّهم يعيشون في واد والناس يعيشون في واد آخر.

لكن ما نرجوه أن يكون المثقف كالطبيب الذي يعالج مشكلات الجسم، وهو يعالج مشكلات الروح والمجتمع، فضلاً عن تعزيزه لذوات الناس والمجتمعات، وزرع روح التكافل والتضامن الروحي والاجتماعي فيما بينهم. وأخيرا على مثقفينا وكل المخلصين في مجتمعنا انقاذ مجتمعنا من الانهيار بالتدخل السريع والحد من انتشار الجرائم وانفلات السلاح غير المرخص وهذا واجبهم ودورهم التاريخي والوطني، وحمى الله مجتمعنا من كل شر.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة