د. أرئيل هايمن مدير معهد ديفدسون:

مجال العلوم لا يعرف ولا يفرق بين عربي ويهودي وبدوي وشركسي ويتعدى السياسة ولا يعرف السياسة

هناك 600 عامل ومرشد في هذا المعهد ويزورنا في السنة حوالي 400 ألف زائر ومليون ونصف زائر ومتصفح لمواقع الانترنت الخاصة بالمعهد

اسرائيل هي دولة تعتمد على مجال العلوم والتكنلوجيا ونحن بحاجة الى أناس يعملون في هذه المجالات ونحن بدورنا نشجع ونجند اكبر عدد من الطلاب للتخصص في هذه المجالات العلمية

د. افيتال دوفدوفاني مديرة حديقة العلوم:

أردت أن اكون باحثة في المعهد بسبب البيئة الرائعة والخضراء والهدوء في هذا المكان اضافة الى حبي للأولاد والطلاب

الوسط العربي يتجاوب بشكل كبير مع البرامج التعليمية الخاصة بالمعهد لأنّ الوسط العربي يضع على سلم أولوياته موضوع التعليم على عكس الوسط اليهودي

د. جبر بشارات مدير التربية العلمية لمجتمع الناطقين باللغة العربية في معهد ديفنسون وايزمان:

ما الفرق بين الطالب العربي ابن مدينة الناصرة او الطيبة او كفرقرع وبين الطالب الروسي؟ الفرق هو أن الطالب الروسي او الاسرائيلي يأتي للمعهد ليشاهد ويتعلم ويتعرف لكن طالبنا العربي لا يخرج من بلدته!

أقول لكل طالب عربي إن "السماء هي الحدود" ويمكن الوصول الى أي مكان نريده من خلال الطموح ووسطنا العرب مشرّف جدا وسلاحنا الحقيقي هو علمنا وتعلمنا ومن يحلم بالقمر يمكنه أن يلمسه

يعتبر معهد ديفدسون للتربية العلمية من المعاهد الرائدة في اسرائيل بل في العالم لتميّزه بالطرق التدريسيّة في مواضيع العلوم والعديد من التجارب العلمية المختلفة، لا سيما حديقة العلوم التي تعتبر فريدة من نوعها في العالم .موقع العرب وصحيفة كل العرب تلقيا دعوة خاصة لزيارة معهد ديفدسون لجولة تعليمية في متحف الحديقة العلمية داخل معهد وايزمن للعلوم، والمختبرات ومختلف محطات واقسام حديقة العلوم وعلى رأسها معهد ديفدسون، وكانت لنا هذه اللقاءات مع مجموعة من المسؤولين لنتعرف واياكم حول هذا الصرح العلمي المتميّز.

د. أرئيل هايمن مدير معهد ديفدسون

افتتح د. أرئيل هايمن مدير معهد ديفدسون حديثه بالتعريف عن المعهد للتربية العلمية قائلا: "وظيفة هذا المعهد احضار العلوم بمستوى عالٍ للطلاب والمعلمين والمجتمع أجمع، وهو القسم العلمي لمعهد فايتسمان في رحوفوت، حيث ننظم هنا العديد من البرامج العلمية التي تنفذ في الحقل المدرسي وأماكن أخرى. هناك 600 عامل ومرشد في هذا المعهد ويزورنا في السنة حوالي 400 ألف زائر ومليون ونصف زائر ومتصفح لمواقع الانترنت الخاصة بالمعهد".

وأضاف د. هايمن: "الوسط العربي واليهودي متساوٍ بالنسبة لنا، نريد زيادة الوعي في الوسط العربي للبرامج والمشاريع التي تنظم في معهدنا. د. جبر اليوم يعمل على التنسيق ما بين المعهد والوسط العربي من خلال البرامج التي تنظم هنا في المعهد، ودولة اسرائيل هي دولة تعتمد على مجال العلوم والتكنلوجيا، لذلك نحن بحاجة الى أناس يعملون في هذه المجالات ونحن بدورنا نشجع ونجند اكبر عدد من الطلاب للتخصص في هذه المجالات العلمية، فنحن نؤكد على اننا سنقدم المساعدة لكل الاوساط إن كان الوسط العربي او اليهودي او البدوي او الشركسي وغيرهم من الأوساط لأننا نريد باحثين ومتخصصين في هذه المجالات العلمية".

وتابع: "في السنة القادمة سنفتتح برنامجا خاص للوسط العربي، يعتمد على تقريب المواضيع العلمية من الطلاب الذين ما زالوا في المرحلة الابتدائية وخاصة اولئك المتميزين في خمس مدارس لكي نوفر الفرصة لهم لتكوين شراكة علمية حقيقية لطلاب الوسط العربي للعمل والانخراط في هذا المجال، حيث يضع المعهد امامه هدفا لتطوير مجال العلوم للطلاب العرب واليهود على حد سواء، كون موضوع العلوم اليوم موضوعا هاما واساسيا".
واختتم د. أرئيل هايمن مدير معهد ديفدسون للتربية العلمية حديثه قائلا: "نعمل على تطوير هذا المعهد من يوم الى يوم، ومجال العلوم لا يعرف ولا يفرق بين عربي ويهودي وبدوي وشركسي، ومجال العلوم يتعدى السياسة ولا يعرف السياسة، لذلك الكل مدعو للانخراط بمعهدنا من اجل التعلم والتمتع معا".

د. افيتال دوفدوفاني مديرة حديقة العلوم

د. دوفدوفاني: نهتم في الوسط العربي
أما د. افيتال دوفدوفاني مديرة حديقة العلوم فقد بدأت حديثها قائلة: "بدأت تعليمي عندما كنت في الـ19 من العمر، في معهد فايتسمن. كنت مرشدة هنا في معسكر العلوم، ومن ثم انضميّت لأكون طالبة جامعية للقب الثاني والثالث في موضوع البحث الدماغي. بعد انهاء دراستي انتقلت للعمل في الموضوع عام 1991، عملت في مجال البيوتكنلوجيا، ويوما ما رأيت اعلانا لوظيفة مدير حديقة العلوم، وفعلا توجهت الى ذلك المكان وبدأت العمل. توجهت الى هذا المجال لانه كان مثيرا بالنسبة لي، احببت هذا المجال لانه ومن خلاله اصبحت افهم عدة ظواهر أشاهدها في الحياة اليومية، لذلك أردت أن اكون باحثة في المعهد بسبب البيئة الرائعة والخضراء والهدوء في هذا المكان، اضافة الى حبي للأولاد والطلاب".

وتابعت بالقول: "اولادنا اليوم لا يريدون المثابرة بل يبحثون عن المواضيع السهلة، وأن تكون باحثا وعالما في مجال العلوم، أمر صعب ويتطلب منك الجهد والمثابرة".

ونوّهت قائلة: "معهد العلوم هو الأول في العالم الذي يجمع كل أنواع الطاقة تحت سقف واحد، الطاقة الخضراء، الطاقة الشمسية وغيرها من انواع الطاقة الأخرى، حيث يتم شرح ظواهر فيزيائية كثيرة. كما وننظم في كل سنة معرضين مثل معرض الدماغ الذي ينظم هذه الأيام. المعهد مفتوح طيلة أيّام السنة وهو معد للعائلات والمدارس. التعلم هنا يتم من خلال مشاهدة كل الظواهر العلميّة وتذويتها من خلال المشاهدة الحيّة للأمور. هناك العديد من البرامج والمشاريع العلمية المعدّة للمدارس، اضافة الى وجود المرشدين الذين يزورون المدارس من خلال سيّارة العلوم المتنقلة، حيث يشرحون للطلاب عن المخ والماء مثلا من خلال التجارب العلمية والمعارض التي تقام هنا في المختبرات".

وأضافت د. افيتال دوفدوفاني مديرة حديقة العلوم في معهد فايتسمان أن "الوسط العربي يتجاوب بشكل كبير مع البرامج التعليمية الخاصة بالمعهد لأنّ الوسط العربي يضع على سلم أولوياته موضوع التعليم على عكس الوسط اليهودي، وما يعجبني أن المعلم العربي ما زال يحظى باحترام الطالب العربي في الوسط العربي. نحن نهتم كثيرا في الوسط العربي ونبحث دائمًا عن برامج ومرشدين عرب يتحدثون العربية وقد قمنا بترجمة كل اللافتات هنا للغة العربية". ختمت بالقول: "من خلال عملي أردت أن أطوّر حديقة العلوم من خلال تفعيل برامج داخل المدارس لطلاب الجيل المبكّر في المرحلة الابتدائية ليثير من اهتمامهم وحبهم لموضوع العلوم. وأقول للأهالي بأنه يجب عليكم أن تطوروا حب العلوم والتكنلوجيا لدى اولادكم من خلال زيارة معاهد العلوم في البلاد، وزيادة الوعي لديهم لحب موضوع العلوم".

د. جبر بشارات

د. جبر بشارات: السماء هي الحدود
وافتتح د. جبر بشارات مدير التربية العلمية لمجتمع الناطقين باللغة العربية في معهد ديفنسون وايزمان حديثه قائلا: "معهد ديفنسون هو الذراع التربوي لمعهد فايتسمان وينظم 70 برنامجا تعليميًّا للمدارس العربية لطلاب من الابتدائية حتى الثانوية. في نطاق عملي احاول أن أوصل الطلاب العرب والمعلمين العرب والعائلات العربية الى كل هذه البرامج حتى يستفيد منها الجميع. ومن البرامج التي نقوم بها في المدارس برنامج "الرياضيات والعلوم في المراسلة" – ويعرض هذا البرنامج في الثلاث لغات وهناك آلاف المشاركين في هذا البرنامج ،ونحن في عصر الحاسوب والتكنلوجيا، ويتم التواصل من خلال موقع الانترنت الخاص، حيث يعمل هذا البرنامج على تطوير الادراك الرياضي والعلمي وهو غني جدا بالمعلومات والفائدة".

وتابع حديثه قائلا: "يقوم المعهد بإجراء استكمالات خاصة للمعلمين تساعدهم على ادارة هذا المشروع والبرنامج، اضافة الى تنظيم برامج خاصة لطلاب المرحلة الاعداديّة من المتفوقين من خلال الوصول الى المعهد والعمل ضمن مختبراتنا الخاصة والمجهزة بكافة الوسائل العلمية والتقنية. كما وننظم برنامجا خاصا للطلاب الضعفاء في موضوع الرياضيات، اضافة الى برنامج خاص للطلاب المتسربين او النازحين والذي تتولى ادارته وتنفيذه مؤسسة خاصة بنا ترعى هؤلاء الطلاب وتعيدهم الى المسار الصحيح وتقدمهم الى امتحانات البجروت ويحصلون على شهادات بجروت رائعة، وما يحزنني هنا أن الوسط العربي لا وجود له في هذا البرنامج".
وأضاف د. بشارات قائلا:" أنا على تواصل دائم مع المفتشين العرب ومع مدراء مدارس من اجل التعاون معهم ودعمهم وتوجيههم، لا سيما وأن المعهد يدعم المعلمين العرب كثيرا".

وصرّح بالقول: "يتواصل المعهد اليوم مع غالبية جامعات العالم، ويقوم العديد من الأشخاص بدعم هذا المعهد ماليا ولكن يتساءل جميعهم أين الوسط العربي من برامجكم؟!، لذلك انا اقولها بصراحة نريد من خلالكم توجيه نداءٍ لوسطنا العربي للوصول والانخراط بهذا المعهد، حيث أننا قمنا بترجمة موقعنا الالكتروني لخدمة الناطقين باللغة العربية ونحن بتواصل دائم مع الوسط العربي وقمنا بإعداد مرشدين عرب لتلبية احتياجات الوسط العربي والطلاب العرب".

وأضاف د. بشارات: "وزارة المعارف تريد أن يتواصل الطلاب العرب مع معهد فايتسمان، ونحن بدورنا نشجع كل من يتوجه الينا، فنحن بحاجة للطلاب العرب لإنشاء جيل جديد من الطلاب المتمكنين من العلوم والفيزياء والرياضيات. الوسط العربي يفتقر لأناس مهنيين في هذه المجالات، لذلك حان الوقت للانضمام لمعهدنا من خلال البرامج المعدة للوسط العربي ومن خلال برامج معدة لطلاب المرحلة الابتدائية تعمل على تعريف الطالب على المعهد والبرامج المقدمة هنا. نريد من الأهالي الاهتمام اكثر بأولادهم ونريد منهم أن يشجّعوا اولادهم على الانضمام للمعهد لمعرفة ولو القليل من العلوم".

وختم حديثه قائلا: "هناك طاقات غير مستغلّة لدينا في الوسط العربي وهذا أمر مؤلم جدا، ما الفرق بين الطالب العربي ابن مدينة الناصرة او الطيبة او كفرقرع وبين الطالب الروسي؟ الفرق هو أن الطالب الروسي او الاسرائيلي يأتي للمعهد ليشاهد ويتعلم ويتعرف لكن طالبنا العربي لا يخرج من بلدته!. لذلك فإن مشاركة الوسط العربي في برامج المعهد ترفع من مستوى الوسط العربي العلمي وتدفع بمجتمعنا الى الأمام فلا يعقل أن يدرس طلابنا فقط موضوع الطب وننسى مواضيع أخرى نحن بحاجة لها. اطمح بأن ننجح في كل المجالات إن كان في الطب أو الهندسة أو التكنلوجيا وأن نكون بنسبة عالية وذات تمثيل دائم في شتى المجالات العلمية، وأقول لكل طالب عربي إن "السماء هي الحدود"، ويمكن الوصول الى أي مكان نريده من خلال الطموح ووسطنا العرب مشرّف جدا وسلاحنا الحقيقي هو علمنا وتعلمنا ومن يحلم بالقمر يمكنه أن يلمسه".