الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 18 / أبريل 05:02

الرئيس ينقلب على عقبيه/ بقلم: د. محمد خليل مصلح

كل العرب
نُشر: 31/08/14 12:06,  حُتلن: 07:58

د. محمد خليل مصلح في مقاله:

اسرائيل استندت على عنصرين أساسيين في احتلال الارض وانتزاع الاعتراف الدولي من الأمم المتحدة بقرار التقسيم 194

 أولا : الرعاية والحضانة والدعم الاوروبي في البداية ثم الامريكي

ثانيا : مشروعية الحرب والقتال حتى ضد الانتداب البريطاني بالسلاح الغربي في البداية والدعم السياسي الدبلوماسي الامريكي حتى وصل إلى الدعم بالسلاح 

هي في حربها على غزة اليوم تخسر عنصرين مهمين كانا حبل ووريد امداد و رئة تنفس للكيان الغاصب

اسرائيل بحربها اليوم على غزة خسرت صورة الضحية المحتاجة إلى الحماية والدعم العسكري والمالي لتحافظ على نفسها مما يتربص بوجودها من مخاطر بحسب ادعاءها مستغلة الذاكرة الانسانية لما تعرض له اليهود على ايدي النازية وإ

اسرائيل خسرت الصورة الخادعة أكذوبة الدولة القوية والذراع الطويلة ودور الشرطي في المنطقة اسرائيل خسرت هيبتها دولة ديمقراطية وهيبتها كقوة عسكرية امام المقاومة في غزة 

من المهم جدا أن نوضح حقيقة صناعة دولة الاحتلال أو نذكر كل من حولنا أو من هو جزء من القضية والصراع مع الاحتلال ؛ ما يسمونها دولة اسرائيل " - أن هذا الكيان أقيم بقرار أممي انتزع اغلبها من اصحابها وأهلها ؛ وأنها عكست المصالح الغربية والصراعات الدولية والأقطاب ؛ كانت الاداة الوظيفية لترعى مصالحها في غمرة ذلك الصراع الدولي لتلك الحقبة من التاريخ ؛ الحرب العالمية الاولى الى الحرب العالمية الثانية حتى الحرب الباردة ، والتي اعتبرت عنصر مهم جدا في التوازنات الدولية والنفوذ والمصالح على حساب وحدة الامة العربية والإسلامية جغرافيا وسياسيا وفكريا واقتصاديا – أن اسرائيل استندت على عنصرين أساسيين في احتلال الارض وانتزاع الاعتراف الدولي من الأمم المتحدة بقرار التقسيم 194 وهما أولا : الرعاية والحضانة والدعم الاوروبي في البداية ثم الامريكي ؛ عندما لاحظ قادة الحركة الصهيونية انتقال الثقل الدولي الى الولايات المتحدة ؛ فنقل تحركاته السياسية الى الساحة الأمريكية لكسب تعاطفها وتحالفها ونجحت في ذلك . وثانيا : مشروعية الحرب والقتال حتى ضد الانتداب البريطاني بالسلاح الغربي في البداية والدعم السياسي الدبلوماسي الامريكي حتى وصل إلى الدعم بالسلاح الى أن اصبحت جزء من المصالح الامريكية في المنطقة لإقامة كيانهم الغاصب .

وهي في حربها على غزة اليوم تخسر عنصرين مهمين كانا حبل ووريد امداد و رئة تنفس للكيان الغاصب ؛ العنصر الاول : اسرائيل بحربها اليوم على غزة ؛ خسرت صورة الضحية المحتاجة إلى الحماية والدعم العسكري والمالي لتحافظ على نفسها مما يتربص بوجودها من مخاطر بحسب ادعاءها مستغلة الذاكرة الانسانية لما تعرض له اليهود على ايدي النازية وإعراض الدول الاوربية عن حمايتها من الإبادة والمحرقة واليوم من الاعداء المحيطين بها " عقدة الضحية " ، والعنصر الثاني : انها خسرت الصورة الخادعة ؛ أكذوبة الدولة القوية والذراع الطويلة ، ودور الشرطي في المنطقة اسرائيل خسرت هيبتها دولة ديمقراطية وهيبتها كقوة عسكرية امام المقاومة في غزة .

لكن الدول الحاضنة للمشروع الصهيوني ، والتي ما زالت على ولاءها للصهيونية والدولة اليهودية ؛ تسعى اليوم لانتزاع قرار أممي لنزع سلاح المقاومة وهدم الانفاق في غزة ؛ يتزعم هذا الطلب كل من الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا ؛ يبدو أن هذا المسعى مرتبط بآفاق سياسية يفصح عنها الرئيس عباس في مسعى منه طمأنة رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو للقبول بما صرح به أن نتنياهو وافق على دولة فلسطينية على حدود 1967 ولم يبقى إلا ترسيم الحدود ، والذي نفي من قبل الناطق باسم نتنياهو ؛ الصورة بحاجة الى إعادة تركيب وتجميع كل عناصرها ؛ القرار الأممي ومشروع أبو مازن وعودة نتنياهو الى مطالبه بإنهاء الوحدة الفلسطينية وفسخ العلاقة مع حماس تخيير ابو مازن اما حماس او اسرائيل والمفاوضات ؛ يبدو انه كانت هناك تجري لقاءات بين الرئيس وتلك الاطراف بعيدا عن ساحة القتال في غزة ؛ الصورة تكتمل وتفسر بعضها ؛ تصريحات ابو مازن الانقلابية على صورة الوحدة الميدانية والسياسية ؛ وفتح المعركة على حماس ؛ ظن ابو مازن بإمكانه تلبية رغبة ليفني بالسيطرة على قطاع غزة واستبعاد المقاومة ومصادرة القرار بالحرب والسلم من المقاومة ؛ عباس ينقلب على عاقبيه بقتل الفرص القائمة والممكنة والقفز على انجازات المقاومة للعودة الى وحل اوسلو ؛ في خطوة تكتيكية لإعادة احياءها بعد أن قبرتها حرب غزة تحت انقاضها ؛ لكن السؤال هل هذا يكفي لجر نتنياهو لرقصة التانغو مع عباس ؟ مشروع الثلاث خطوات للسيد الرئيس عباس في هذه المرحلة ؛ إما انه منفصم عما يجري في الداخل الاسرائيلي ؛ أو تخريف لرجل تجاوز الثمانين من عمره ؛ مشروع السيد الرئيس هروب الى الامام من الالتزامات الوطنية والتفاف على انجازات المقاومة والحرب على غزة ؛ الوحدة الميدانية العسكرية والسياسية التفاوضية ؛ يبدو أن هناك سؤال يطرح نفسه ؛ هل ما صدر عن الرئيس من مشروع ثلاثي له علاقة من جانب بما يجري في اروقة الامم المتحدة بانتزاع قرار نزع سلاح المقاومة ومن جانب آخر احباط المفاوضات غير المباشر وإفشال لها بحسب اتفاق المبادرة المصرية ؟ .

الحقيقة والواقع أن خيارات نتنياهو المحدودة والمحددة بخيارين هما : خيار تفكك حكومة نتنياهو والذهاب الى انتخابات جديدة ، والخيار الثاني ؛ تشكيل حكومة وحدة وطنية ، وهي اليوم متعذرة امام نتنياهو بسبب التناقض الشديد واختلاف المصالح بين المكونات السياسية الحزبية لدولة الاحتلال ؛ لن تسمح له برقص التانغو ابي مازن ؛ لكن بإمكانه القيام بذلك مع من يسعوا لانتزاع قرار نزع سلاح المقاومة في غزة.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة