الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 22:02

يا معشر الشباب ان رأسين يفكران معا خير من رأس واحد/ بقلم: د. صالح نجيدات

كل العرب
نُشر: 13/08/14 07:50,  حُتلن: 09:24

د.صالح نجيدات في مقاله:

نصيحتي للشباب أن يستشيروا كبار السن من أهلهم قبل أن يتخذوا قراراتهم الهامة وأقول لهم أن الاستشارة لها أهميتها وقدرها

أنا أعرف أن كلمه الاهل صعبة على الشاب الصغير وهو مستعد أن يسمع من كل الناس ما عدا أهله وأريد أن اقول له أن أصدق نصيحة واستشارة تتلقاها هي نصيحة الاهل

أخي الشاب اطلب الرأي من أهله أي ممن هم جديرين بالاستشارة الذين لا يخونون أمانة الاستشارة فطالبُ الرأي من غير أهله مخطئ لأنه أضاع رأيه وازداد توهاناً مما هو فيه كائن، وعمن أراده أن يكون 

الحياة مليئة بالمشاكل التي قد تجبر الفرد على الاستعانة بغيره وبالذات الشباب الصغار الذين يفتقدون الى التجربة ويفكرون بعاطفتهم أكثر من عقلهم وهم سريعي القرارات المتهورة التي توقعهم أحيانا في أخطاْء مصيرية، هؤلاء الشباب هم اولادنا، اخواننا، أبناء مجتمعنا، هم في عنفوان الشباب وأحيانا يتعيبون أو يخجلون من استشارة الاهل لأنهم يعتقدون أن استشارة الأهل تمس برجولتهم أو باستقلاليتهم أو بكبريائهم ، فلذلك نصيحتي لهم أن يستشيروا كبار السن من أهلهم قبل أن يتخذوا قراراتهم الهامة، وأريد أن اقول لهم أن الاستشارة لها أهميتها وقدرها، فهنالك أهمية كبيرة للتشاور قبل اتخاذ أي قرار في المسائل الهامة للوصول الى القرار الصائب.

في الماضي قالوا: النصيحة بجمل، أي أن الناس في الماضي كانت تشتري النصيحة بالمال، واليوم عز وندر وجود ذلك، والهدف من الاستشارة حتى تقلل من الاخطاء والزلل، فمن وقي نفسه من الخلل فقد هدى الى طريق الصواب ونجا، والذي لا يستشير أصحاب الرأي ويتبع هواه سيخسر ويندم، فقد قال الإمام علي بن ابي طالب:"من استبد برأيه هلك ومن شاور الرجال شاركها في عقولها" وكذلك قال:"من شاور ذوي الالباب دل على الرشاد"، ولكن المهم أخي الشاب، أن لا تستشير اللئام وصاحب الأشرار، بل استشر الأهل أو الذي طبعه الخير وفي نيته الخير وفي تربيته الخير، وفي نفسه الورع والإخلاص، لا علواً ولا غروراً ولا فساداً في الأرض.

أنا أعرف أن كلمه الاهل صعبة على الشاب الصغير وهو مستعد أن يسمع من كل الناس ما عدا أهله، وأريد أن اقول له أن أصدق نصيحة واستشارة تتلقاها هي نصيحة الاهل لأنهم لن يغشوك أبدا لأنك فلذت كبدهم وأغلى ما عندهم في الوجود، فلا تكن حساس لكلماتهم ونصحهم الصادق واسمع كلامهم وإذا قالوا لك لا تصاحب فلان، هم يعرفون لماذا قالوا لك هذا، فهم يريدون مصلحتك ، فلا تضع كلامهم على الرف.

أخي الشاب ، اطلب الرأي من أهله أي ممن هم جديرين بالاستشارة، الذين لا يخونون أمانة الاستشارة، فطالبُ الرأي من غير أهله مخطئ، لأنه أضاع رأيه، وازداد توهاناً مما هو فيه كائن، وعمن أراده أن يكون . إن طالب الرأي والمشورة والعمل بها ، هو مثل طلوع النهار بعد العتمة ، وكإنبزاغ الشمس على الأرض ، تنير لك الطريق وتزيد البصر وضوحا وامتداداً ، فتسلم القدم من الزلل ، والجسد من السقوط في الهوة .

وأما بالنسبة للمستشار الحكيم سيصبح ملجأً لقومه وأهل بلده ، حين تعصف بهم الشدائد، ويشار له بالبنان ويسمى عند القبائل البدويه بأنه " فكاك النشب " أي حلال المشاكل ، وكم هي حاجتنا اليوم للعديد من فكاكي النشب، علّهم يرأبون الصدع ويصلحون شؤون ألامه ، ويوداون الجراح ، فتأمن الأمة ، ويغزوها الورع ، وتنام قريرة العين، وتبقى في منأى عن عدوى أمراضٍ تفشت وانتشرت ، وأكلت اللحم ونخرت عظام الأمة.

وأخيرا وليس آخرا أخي الشاب ، النصيحة ليست كما يراها البعض تدخلاً في شؤونه الخاصة بغير حق ، وليست إحراجاً له ، أو انتقاصاً من شأنه لعدم نضجه ووعيه ، أو إظهار لفضل الناصح على المنصوح ، بل هي أسمى من ذلك وأرفع ، إنها برهان محبة ، ودليل مودة ، وأمارة صدق ، وعلامة وفاء ، وسمة وداد ، وإضاءة الطريق امامك حتى تسير بدون تعثر وتصل الى هدفك بسلام . فهدانا وإياكم الله الى طريق الصواب وحسن الاستماع وتقبل النصيحة.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة