الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 23:02

الزعامة المحمية بالدبابات وأقوى المخابرات/ بقلم: د. صالح نجيدات

كل العرب
نُشر: 08/08/14 18:23,  حُتلن: 07:20

د.صالح نجيدات في مقاله:

جعلوا في كل دويلة عصابات مسلحة وقسموا الأمة الى طوائف وأحزاب وأقاموا داعش والقاعدة والنصرة بدعم خوارج هذه الأمة

من حفر حفرة لشعبه سوف يقع بها في الوقت المناسب فجاءوا بهؤلاء وبأيديهم خرائط تقسيم الوطن العربي الى دويلات لكي يسهل عليهم السيطرة عليها ليستولوا على خيراتها

هذا الوضع خلق شرق اوسط جديد فأصبح الاعداء اصدقاء وتكونت تحالفات لم يحلم أحد بحدوثها والخاسر الوحيد من كل هذا هم أمة العرب الذين اصبحوا ريشة في مهب الريح

 مخططات الغرب ضد الأمة العربية لم تعد خافية على أحد، فإن لهيب شرها الحارق صْلى الوجوه وحرق الاجساد، وحتى البسطاء منا، الذين أنهكهم الجوع والعطش والفقر والذل والهوان، أدركوا مخاطرها ولكن ضعف شرفاء هذه الأمة أفقدهم الدفاع عن حيضها لإحكام السيطرة عليهم، فأجهزة مخابراتهم جندوا لهذا الغرض سفهاء القوم وعديمي الكرامة والضمير والانتماء الى امتهم وجلبوهم على ظهر الدبابات ومنهم من دربوه وهيئوه واعدوه لهذه المهمة القذرة واخذوا يشبهونه بالزعماء الشرفاء لكي يسوقونه عند شعبه ولكن تصرفات هذه " الشلة " ومواقفهم من قضايا شعبهم رويدا رويدا تكشف خيوط المؤامرة، ومن حفر حفرة لشعبه سوف يقع بها في الوقت المناسب، فجاءوا بهؤلاء وبأيديهم خرائط تقسيم الوطن العربي الى دويلات لكي يسهل عليهم السيطرة عليها ليستولوا على خيراتها وثرواتها بمساعدة هذه الشرذمة الخائنة المتعاملة من أجل مصالحها.

وقعت امتنا ردحا من الزمن تحت الحكم الجائر للامبراطورية العثمانية التي نهجت بسياسة التجهيل والقمع اتجاه العرب وبعد انكسارها في الحرب العالمية الاولى سنة 1914 واتفاقية سايكس –بيكوا عام 1916 وقعت الأمة العربية تحت استعمار بريطانيا وفرنسا عشرات السنين، وانطلاقا من فهم الاستعمار الغربي لنفسيه وعقلية الانسان العربي وبخطوة ذكية منه وبدل أن يبقى جاثما على صدر هذه الأمة، نصبوا نواطير على هذه الدويلات من القبائل العربية العاربة الذين نشك في عروبتهم وبدمهم الجاري في عروقهم ليرعوا مصالح الاستعمار الغربي ويوضعوا كل المليارات من ثروات الأمة تحت تصرف الاستعمار يبني بها مجتمعاته ويوفر لهم الرفاهية، وآمتهم تموت جوعا ولحم الضأن تأكله الكلاب منهم، فَسَادَ عليهم المستعمرون بواسطة أبناء جلدتهم، وعرفوا ضعفهم ومكامن مقتلهم فاحكموا عليهم الخناق، وأفقروهم وجهلوهم وسلبوا خيراتهم، وأشاعوا الفتن، ليقتل الرجل اخاه والجار جاره، وهكذا اسالوا الدماء وجعلوا اخذ الثأر مئات السنين عند هذه الأمة الجاهلة، فما زال الشيعة يبكون وينتقمون من قتل الحسين الى يومنا هذا.

هكذا خططوا للسيطرة المطلقة على الأمة العربية، وجعلوا في كل دويلة عصابات مسلحة وقسموا الأمة الى طوائف وأحزاب وأقاموا داعش والقاعدة والنصرة بدعم خوارج هذه الأمة، وأمدوا كل طائفة بالسلاح، لكي تضرب رقاب بعضها البعض، وهم يقطفون الثمار، ينهبون ويسلبون بالليل والنهار كل ما تقع عليه أيديهم. قسموا ونخروا عظام الاتحاد السوفيتي تحت ذريعة الاصلاح وأضعفوه لكي تصبح امريكا قطبا آحاديا حتى لا يعترض خططهم أحد، فسادت على العالم اجمع بدون منازع، وبلغت بها العنجهية والغطرسة بالقول من لم يكن معنا فهو ضدنا، ورسمت بعد ذلك لها هدف نهب خيرات العرب ثم عمدت على وضع المخطط الممنهج، بإخراج العراق ومصر من ساحة التهديد والتأثير ونصبت اقزامها هناك، ثم جاءت بمبادرات خارطة الطريق، فكانت اكبر خداع لأهل فلسطين، ثم امعنت امريكا بالتضليل فجاءت بمشاريع كثيرة، وبعدها جاءت بالربيع العربي المصطنع في عز فصل الخريف وجلبت معه الانفلات والفوضى الخرابه، التي دمرت الوطن وأنهكته، واشعلت نار فتن الطوائف والمذاهب وإذا بمشايخ ديننا يظهرون ضعفاء الوعي، وبدل من توعية الأمة وقيادتها وتصحيح مسارها أذكوا نار الطائفيه وسكبوا عليها كازا لتشتعل النار بوهج كبير.


هذا الوضع، خلق شرق اوسط جديد، فأصبح الاعداء اصدقاء، وتكونت تحالفات لم يحلم أحد بحدوثها، والخاسر الوحيد من كل هذا هم أمة العرب الذين اصبحوا ريشة في مهب الريح ووزنهم لا يساوي قشرة البصل، فشرفاء هذه الأمة يبكون ألما على مصيرها لأنهم عاجزون عن الوقوف امام هذه المخططات الاستعمارية الخبيثة وهم يرون امام أعينهم كيف أن وطنهم الكبير يحترق وخيراته تنهب وأبناؤه يقتلون بعضهم بعضا.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة