الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 04:02

تدمير النفق الأخير!/ بقلم: د. محمد خليل مصلح

كل العرب
نُشر: 07/08/14 08:17,  حُتلن: 08:04

د. محمد خليل مصلح في مقاله:

البيئة السياسية والأمنية الداخلية لا تساعد قيادة الاحتلال في تحقيق الاهداف التي رسمتها القيادة

حقيقية أن حماس لا تعرف الهزيمة تفرض نفسها على الجميع، وهو ما يعقد مهمة حفظ ماء الوجه لدولة الاحتلال وحلفائها في المنطقة


لا ادري كيف تتحدث الاوساط السياسية والأمنية والعسكرية في الكابينت والإعلام الاسرائيلي عن هدم الانفاق في الوقت الذي يتبادلون فيه التهم حول المسؤولية في اخفاق اكتشاف ما يجري تحت الارض من قبل المقاومة حتى وصلت الى هذا الحد من التحصين تحت الارض؛ الجيش يعلن اكثر من الاستخبارات عن الانفاق؛ وهذا بعكس الوقائع والخطط؛ الجيش تعود السير في ضوء المعلومات الاستخباراتية حتى تتلاشي المفاجآت في الميدان، وهذا ما يحدث في مجريات المعارك والمواجهات العسكرية؛ معركة رفح تعكس صعوبة المهمة بل استحالتها؛ المقاومة تفاجئ جيش الاحتلال النخبة مما أودي بحياتهم جميعا .

الكل ضد الكل؛ هذا واقع دولة الاحتلال الجميع لا يثق بالجميع حتى رأس الحكومة وأقطابها لا يثق بعضهم ببعض؛ ما يعقد مهمة نتنياهو، حيث يفقده القدرة على ادارة المعركة مع المقاومة؛ فالبيئة السياسية والأمنية الداخلية لا تساعد قيادة الاحتلال في تحقيق الاهداف التي رسمتها القيادة؛ كيف اذا اضفنا اليها العوامل الاخرى التي لا تتحكم بها اسرائيل استراتيجية الانفاق؛ سر المقاومة الدفين وإبداعاتها في مواجهة سلاح الطيران؛ نزع افضلية جيش الاحتلال؛ سلاح الانفاق قبة المقاومة الارضية المفاجأة التي اذهلت جنرالات الاحتلال؛ جنرال اسرائيلي " لم نشهد حربا تحت الارض من التاريخ كحربنا مع غزة ".

قوات الاحتلال العسكرية تسير بلا هدى في معركتها، وهذا ما لم تقم به من قبل في معاركها مع دول عربية؛ حتى في لبنان؛ الجيش ينتظر الاوامر؛ في كل لحظة قرار ميداني؛ لم يعد الحديث القضاء على حماس حتى الانفاق اصبحت جزء من المهمة؛ مهمة اليوم البحث عن الجنود المخطوفين؛ عندما تتداخل التكتيكات الميدانية ترتبك الخطط العسكرية العملياتية على الارض؛ تتبلبل التحركات الميدانية، ويفقد الجند وقيادته الثقة بنفسها؛ خاصة وان المقاومة لا تعطيهم الفرصة في توقع تحركاتها ولا مفاجآتها.

لجنة التحقيق؛ عنصر آخر يقلق المستويات القيادية والأجهزة المسئولة عن توفير المعلومة؛ تدعو بعض الاوساط في دولة الاحتلال لتشكيل لجنة للتحقيق لمعرفة كيف تم معالجة الاتفاق؛ لماذا لم نكن نعلم بها ؟ ولماذا لم نكن نعلم انها تحت " اسرائيل " وأنها وصلت الى الداخل من كيلوا واحد الى اثنين تخترق قلب المستوطنات ؟ وهذا خلق معركة بين الجيش وأجهزة الامن؛ عامي درور؛ لا داعي للجنة التحقيق؛ الجيش لم يعلم وعلى الاقل ما يعلمه الجيش اكثر ما علمته المخابرات "

يقولون " سنجد حلا للأنفاق عندما سألوا من اصدقائهم جنرالات امريكا؛ بأننا سنجد علاج للأنفاق ".

تدمير الانفاق يحدد مصير المعركة ومصير القيادة السياسية والعسكرية؛ مخارج التهدئة تتضاءل امام اصرار المقاومة بحماية الاتفاق وعدم السماح بهدمها دون اثمان باهظة في صفوف جيش الاحتلال، وإصرار نتنياهو هو ايضا عقبة امام التهدئة مهمة نتنياهو والجيش الرئيسة " لن نوافق على أي اقتراح دون اعطائنا الفرصة لتدمير الانفاق " الجنرال غالنت سنتحدث معهم بالقوة لا تسألني المسموح وعدم المسموح، ويجب ألا نكتفي بهدم الانفاق بعد عملية خطف الجندي الضابط، نحن سننهي عملية هدم الانفاق بعملية توغل؛ النتائج غير مضمونة "؛ يدركون ان حماس قوية ولها نقط تفوق وقوة في استراتيجية الانفاق والتوغل يبدد أي فرصة للتهدئة وفي نفس الوقت أي تراجع للأهداف التي تقلصت بهدف الانفاق حتى آخر نفق هزيمة لحساب الطرف الآخر .
حقيقية أن حماس لا تعرف الهزيمة؛ تفرض نفسها على الجميع، وهو ما يعقد مهمة حفظ ماء الوجه لدولة الاحتلال وحلفائها في المنطقة؛ كيف ستتصرف القيادة مع هذه الحقيقية والواقع والمتغير السياسي دون تلبية مطالب المقاومة ؟!

مهمة هدم آخر نفق عسيرة جدا؛ لن تتم بأي ثمن؛ دولة الاحتلال وحلفائها يدركون انه ليس من مصلحة اسرائيل تعزيز مصلحة حماس ووجودها عسكريا وسياسيا بعد فشل المهمة؛ خاصة ان ابو مازن لم يستطع في السابق معالجة حماس في غزة؛ كيف اذا حققت حماس انتصارها على الارض؟!.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة