الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 22:01

حسابات إقليمية تعيق وقف إطلاق النار على غزة/ بقلم: د.هاني العقاد

كل العرب
نُشر: 21/07/14 13:49,  حُتلن: 08:44

د.هاني العقاد في مقاله:

المقاومة الفلسطينية لن تعود إلى التهدئة بأي ثمن لأنها تكون بذلك قد خسرت المعركة

العالم يشاهد ويسمع ويحلل ويفسر الإجرام والارهاب الإسرائيلي ويحاول بخجل وعلى استحياء بذل جهود خافتة لوقف إطلاق النار على الارض وإعادة الهدوء إلى الساحة الفلسطينية

أبو مازن يحاول أن ينسق مع كيري للوصول إلى المنطقة ليضغط على تل ابيب لوقف هذه الحرب إلا أن كيري أجل قدومه للمنطقة للمرة الثانية وهذا يفهم على أنه ترك اسرائيل تنفذ مخططاتها وتحقق جل اهدافه

فيما تتفاعل الجهود الخجلة في العديد من العواصم العربية والدولية كالقاهرة، والدوحة، وأنقرة والبحرين، ويتم دعم هذه الجهود والحركات دوليا من قبل فرنسا والولايات المتحدة والأمم المتحدة وإيطاليا واسبانيا، تواصل الدبابات والطائرات الإسرائيلية دك المناطق المدنية في احياء عديدة من قطاع غزة بالقذائف والصواريخ. الشجاعية من أكثر الأحياء اكتظاظا بالسكان في غزة، كانت مسرحا لانتقام اسرائيل التي ارتكبت فيها مجزرة طالت العديد من الأطفال والنساء والمسنين المدنيين، نسفت البيوت بقذائف الدبابات، دمرت الشوارع، فعلت كل ما يمكن فعله من جرائم الحرب، فيما تتصدي المقاومة الفلسطينية وكل الشعب الفلسطيني الى هذه الحرب التي لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن نقول عنها أنها متكافئة أو حرب متعادلة أو حتى حرب نظيفة كما يحاول أن يصورها الاحتلال الاسرائيلي أمام دول العالم ويدعي أنه يدافع عن اسرائيل.

كل هذا يحدث والعالم يشاهد ويسمع ويحلل ويفسر الإجرام والارهاب الإسرائيلي ويحاول بخجل وعلى استحياء بذل جهود خافتة لوقف إطلاق النار على الارض وإعادة الهدوء إلى الساحة الفلسطينية ووقف شلال الدم الذي تسفحه اسرائيل بطائراتها ودباباتها وكل ما تملك من أدوات أمريكية الصنع.

لم تتمكن تلك الجهود حتى هذه اللحظة والمستمرة منذ اكثر من أسبوع من التوصل الى صيغة معينة تقبلها الأطراف، لأن هناك كتلتين تعملان على الأرض لإيجاد صيغة لوقف الموت والدمار على الشعب الفلسطيني، هناك كتلة تقودها تركيا قطر، وكتلة سبقت هذا التحرك تقودها مصر، وهذا أدخلنا في حسابات إقليمية لمحاولة نزع قيادة المنطقة العربية وتولى دور مؤثر فيها دون الاكتراث للدم الفلسطيني النازف في غزة وحتى الخارطة الجديدة التي ترسمها اسرائيل بآلتها الحربية، قطر تتحرك بمبادرة جديدة لا تبتعد كثيرا عن المبادرة المصرية وتحشد معها جهود أنقرة الغير مقبولة على الاطلاق مصريا، ومصر تتحرك بمبادرتها التي رفضتها المقاومة لأنها لم تنسق معها منذ البداية وتحاول مع الإسرائيليين التحسين في شروطها دون أمل في خروج هذه المبادرة للنور ليقف الشلال النازف والجريمة المستمرة على غزة ويعود الهدوء والأمن والاستقرار ليعيش شعب غزة وكافة الفلسطينيين كباقي شعوب العالم تنمو وتتطور لكن حتى الان دون تقدم ايجابي بسبب وجود صراع عربي دولي حول هذه القضية يهدف عدم انجاح الجهود المصرية من طرف وعدم انجاح الجهود القطرية التركية من طرف آخر ليستمر الهجوم على غزة حتى تحقق اسرائيل ما تهدف الية من وراء حربها المجنونة التدميرية .

قبل أيام أعلنت اسرائيل انها تقبل بالدور المصري في فرض التهدئة دون الدور القطري بالعودة الى اتفاق التهدئة 2012 دون جدية في هذا القبول، إلا أن المقاومة الفلسطينية لن تعود إلى التهدئة مقابل التهدئة بأي ثمن لأنها تكون بذلك قد خسرت المعركة، وهنا باتت كل محاولات مصر وحراكاها وحشدها جامعة الدول العربية والامم المتحدة واسبانيا وفرنسا وايطاليا تدور دون قبول فعلى من اسرائيل ببعض شروط المقاومة وهى رفع الحصار عن غزة وتعمل على الارض وترفض حتى الآن أي حديث عن رفع الحصار عن غزة قبل تدمير سلاح المقاومة ومصادرة كافة صواريخها، قطر ايضا تحاول من طرفها ومعها تركيا وبعض الدول المركزية تحسين مبادرتها التي لم تسلم حتي اللحظة لإسرائيل أو حتى المقاومة لكن تم نشر بنودها التي تتحدث عن وقف متبادل لإطلاق النار و رفع الحصار عن غزة من خلال فتح المعابر وادخال السلع ومواد البناء الى غزة وتوقف حماس والمقاومة عملياتها العسكرية ضد اسرائيل لمدة 10 سنوات وتسمح اسرائيل بالصيد في بحر غزة لمسافة 10 كيلو متر وتفرج اسرائيل عن أسرى صفقة شاليط الذي اعتقلوا خلال الحملة الاخيرة على الضفة الغربية على أن يكون الضامن لهذه التهدئة واشنطن وليس مصر الا أن واشنطن رفضت اعتماد المشروع القطري وأجرت مفاوضات مكثفة لاعتماد الورقة المصرية دون أن تري النور هذه الورقة.

الرئيس أبو مازن منذ اللحظة الأولى للعدوان أجري اتصالات مكثفة مع واشنطن وبريطانيا والرباعية الدولية ومصر والأمم المتحدة ومنذ أكثر من اسبوع وهو يدور على العواصم العربية لوقف لإيجاد صيغة تحفظ دماء الفلسطينيين وتوقف هذا العدوان دون جدوي وخاصة أن موقف المقاومة الفلسطينية من الهدنه وشروطها بدت متواضعة جدا واقل من المستوي المطلوب، ويبدو أن الرئيس أبو مازن يحاول أن ينسق مع كل الفاعلين الاقليمين والدوليين على أمل أن يصل كيري الى المنطقة ليضغط على تل ابيب لوقف هذه الحرب المجنونة الا أن كيري اجل قدومه للمنطقة للمرة الثانية وهذا يفهم على أنه ترك اسرائيل تنفذ مخططاتها عبر العملية العسكرية وتحقق جل اهدافها، لم يحن الوقت لوقف الدم النازف في غزة والجريمة التي ترتكب بحق المدنيين منذ اكثر من اسبوعين حتي الآن بعيدا عن الحسابات الاقليمية التي تعلوا فوق الدم الفلسطيني وآهات الشعب الفلسطيني وعذاباته وحقوقه الآدمية، قطر ولا تركيا ولا حتى مصر يستطيعوا وقف النار ووقف الجريمة على غزة واجبار اسرائيل الامتثال للحق الفلسطيني دون حسابات اقليمية، ودون العلو على المصالح الاقليمية والتحالفات المخيفة، وبالتالي لا يستطيعوا أن يتوحدوا مع الفلسطينيين في معركتهم على الأقل باعتماد مبادرة واحدة تجمع الكل العربي والدولي ليضغط على اسرائيل قبولها وقف حربها المجنونة التي يدفع ثمنها الفلسطينيين دم وأرواح وأجساد أطفال ونساء ورجال مسنين أبرياء.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة