الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 05:02

في ذكرى غسان/ بقلم: بـ. فاروق مواسي

كل العرب
نُشر: 08/07/14 07:47,  حُتلن: 07:48

في مثل هذا اليوم الثامن من تموز سنة 1972 صرعت يد الغدر كاتبًا فلسطينيًا فذًا هو غسان كنفاني.

............

كنا في باقة الغربية قبل بضع سنين قد أجرينا له أمسية تذكارية، وإليكم ما قلته يومها:

............................

كلمات في ذكرى غسان
أ. د . فاروق مواسي

لا أدري لماذا جندلوه؟ لماذا فجروا البي إم في - القديمة - عليه وعلى طفلة هو خالها؟ لا ذنب لها إلا أنه خالها.
يقتلون كاتبًا، كاتبًا يبحث عن وطن أو كتاب أو عن معجبـ/ـة بكتابته أو عن حزن أو صديق أو عن نفسه .
لا ينتظرون عبوره عبر الحياة بعد أن أخذ السكري ينهش في جسده. فالوقت لديهم قصير.
قرأت قصصه ورواياته ومقالاته، فما رأيت أمرًا يحتم الفاجعة، بل رأيت الجندي في
"عائد إلى حيفا" يأبى أن يعود إلى أبيه الفلسطيني، ورأيت الفلسطينيين لم يقرعوا باب الخزان، ورأيت صورة اليهودي في "ما تبقى لكم" ذات أبعاد إنسانية رغم كل أجواء العداء المستحكم، فلماذا إذن هذه المتابعة لحياته ولحركاته حتى يفجروه أشلاء
تتناثر هي وشظايا المعدن الأصم؟

أنتظر الكشف عن ذلك، وقد عودونا أن كل الأسرار ستنكشف بعد حين من الدهر،
وستظهر الملفات وتبين الحقائق ......
قضى غسان في الثامن من تموز سنة 1972، ولكن جراحه ظلت على طلة الزهرة وعبير البرتقال وشميم البحر وحروف الكتب.
لقد أحب الحياة لأجل الحياة والحرية؟ فهل أخطأ؟ هل دعا لقتل أحد بريء؟ فما هو الهدف من قتل صاحب "الهدف"؟
قتلوه، وكأنهم يقولون إن للحرف أثرًا وخطرًا، فهل حروفنا الساطعة التي تبحث عن الحق والعدل معرضة هي وأصحابها للاغتيال؟
عندما صرعوه ورد وارد الكتابة علي، فتنافست الألوان الأدبية - أيها تقول دمعة، وتذرف نصًا ، فكانت قصتي (أمام المرآة) تروي حكاية اللحم المتناثر، وكيف أن قطعة متحركة كانت تحضن عشبة على سقف بيت.

كانت القصة تُفجع بقاص.

يقول خليل مطران:
أخمدوا الأقلام هل إخمادها يمنع الأيديَ أن تنقش صخرا
قطعوا الأيديَ هل تقطيعها يمنع الأعين أن تنظر شزرا
أطفئوا الأعين هل إطفاؤها يمنع الأنفس أن تصعَدَ زفرا
أخمدوا الأنفاس هذا جهدُكم وبــه منجاتُنا منكم، فشكرا!

لكني لا أختم ما ختم به مطران، بل أقول:
أخمدوا الأنفاس هذا دأبكم كل موت يبعث الميلادَ حرا



( ألقيت في أمسية "ذكرى غسان كنفاني" التي أقامتها جمعية الثقافة في باقة الغربية - 13 / 7 / 2004 ).

***

نبــوءة/ بقلم: ب. فاروق مواسي
.............

يَأتي جيلٌ بعدَ سنينْ

يَضْحَكُ مِلء الأشْداقْ

عَنْ جيلي المَيِّت

في حَبّات الرَّمْلْ

انطفأت فيه الأحداقْ

**

عن هذا العصر

القاتِلِ وَقتًا في صُنْعِ

الطّياراتْ

والدَّباباتْ

في الكيدِ وفي الطغيان

يتفـنّـنُ في كل عـداءْ

حَتّى يَقْتُلَ أبْناءً

أبناءْ

وُلِدوا لِيَعيشوا

ما أقسى الإنسانْ

إذ يَقْتُلُ أطْفالاً،

يَقْتُلُ عُمّالاً!!

باسمِ الكفرِِ

وباسمِ الإيمانٍ


باسم الشيطانْ

يا للبهتان!

وبدعوى باسم الرحمن

شُلَّتْ أيدي العُدْوانْ!!

ما أقسى الإنسان!

.................................................
من مجموعتي للطلاب: إلى الآفاق. (بتصرف)- عكا: الأسوار- 1979، ص 77

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net


مقالات متعلقة