الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 00:02

الفكر الإيراني والمشروع التركي في المنطقة العربية/ بقلم: فادي مرجية

كل العرب
نُشر: 01/07/14 12:25,  حُتلن: 15:49

فادي مرجية في مقاله:

تماما كما حصل قبل قرون عندما تناوبت الإمبراطوريتان الفارسية والعثمانية على احتلال الوطن العربي وتمزقت ما بين أطماعهما القوميةِ التوسعيةِ الهويةُ العربية

ليوم تكاد منطقتنا العربية تدفع دفعا باتجاه مزيد من التشرذم على أساس عرقي وطائفي وتحويل الدول العربية إلى دويلات وكيانات طائفية وعرقية

في الحقيقة إن كلا النموذجين الإيراني والتركي في ظل انحسار المشروع العربي لا يمثلان سوى مشاريع استعمارية توسعية تنوي التمدد على حساب الضعف العربي

حزمة من النظريات والرؤى كانت بمثابة القصف التمهيدي للمباشرة بخطة تفتيت المنطقة العربية تدريجيا والانتقال من مرحلة التخطيط على منضدة الرمل إلى التنفيذ الفعلي على ارض الواقع، فإزاحة العراق كحجر زاوية وقطب الرحى في توازن المنطقة الإقليمي وتماسكها على يد القوة العظمى الأولى في العالم أدى إلى تخلخل في الضغط، وحصول دورة جديدة من الاندفاعات الإقليمية غير المسبوقة منذ قرون باتجاه عمق المنطقة العربية على ضوء تدهور وغياب المشروع العربي الموحد والذي ينادي بالفكر القومي.

تماما كما حصل قبل قرون عندما تناوبت الإمبراطوريتان الفارسية والعثمانية على احتلال الوطن العربي، وتمزقت ما بين أطماعهما القوميةِ التوسعيةِ الهويةُ العربية، وتوزعت الولاءات للسلطان العثماني والشاه الفارسي باسم المذهب والطائفة. اليوم تكاد منطقتنا العربية تدفع دفعا باتجاه مزيد من التشرذم على أساس عرقي وطائفي، وتحويل الدول العربية إلى دويلات وكيانات طائفية وعرقية يدين بعضها -بسبب ضعفها إلى إيران التي تطرح نفسها قائدا وحاميا لطائفة معينة لتكريس مشروعها الإستراتيجي في المنطقة المتمثل بجعل الخليج العربي بحيرة فارسية تحيط بها شعوب تدين بولاية الفقيه، في حين سينجذب بقية العرب بدواع مذهبية باتجاه القطب الإقليمي الثاني في المنطقة وهو النموذج التركي الذي يتطلع إلى استعادة مجاله الحيوي ومجده القديم وتهميش الأقليات العرقية والطائفية وتحويل المنطقة العربية كولاية قائمة على اساس مذهبي والتي تسيطر عليها تركيا بالخفاء .

في الحقيقة إن كلا النموذجين الإيراني والتركي، في ظل انحسار المشروع العربي ، لا يمثلان سوى مشاريع استعمارية توسعية تنوي التمدد على حساب الضعف العربي، وهذا التفاهم يشبه اتفاقية غير معلنة على غرار "سايكس بيكو" جديد لتقاسم تركة الرجل العربي المريض بين.

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net


مقالات متعلقة