الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 24 / أبريل 06:02

سوء التغذية عند المسنين الجزء 2 /بقلم:سهير سلمان منيّر

كل العرب
نُشر: 27/05/14 07:28,  حُتلن: 10:10

سهير سلمان منيّر من واحة السلام خبيرة:

في حالة ظهور أعراض مؤشرة علي استفحال سوء التغذية يتوجب فورا مراجعة الطبيب المختص

ينصح بتقليل كمية الدهون في الغذاء اليومي بحيث لا تزيد نسبتها عن 30% من السعرات الحرارية

 قد يؤدي سوء التغذية عند المسنين لظهور بعض الأمراض المستجدة هذه الأمراض تكون للمريض وذويه في الغالب مفاجئة ومبهمة تماما

في القسم الأول من المقال أوضحنا أن حالة سوء التغذية تعني عدم التوازن بين استهلاك الغذاء اليومي وبين المتطلبات الغذائية من البروتينات والمركبات الغذائية الأخرى المتناولة يوميا، مما يؤثر سلبيا علي عمليات الأيض أو الاستقلاب، ومما يتسبب في حدوث خلل وظيفي، إضافة إلى انخفاض مؤشر كتلة الجسم والتأثير السلبي على قدرته في مكافحة الامراض. كما أشرنا أن هناك عدة عوامل تؤدي لسوء التغذية في سن الشيخوخة(الضعف الوظيفي للأعضاء، ضعف التمثيل الأساسي للطاقة، تأثير الأمراض المزمنة، تأثر حواس الجسم، تأثر الفم والأسنان، التأثر النفساني).

خبيرة الغذاء والطب البديل سهير سلمان منيّر: فوائد الرمان عرفها الناس من زمان
سهير سلمان منيّر من واحة السلام خبيرة في الطب الطبيعي- المداواة بالريفليكسلوجيا


أعراض سوء التغذية:
ينتج عن سوء التغذية بعض الأعراض، والتي تكون مؤشرا مفيدا للمصاب وذويه. وهذا حتى يتيح للمريض التعرف علي حالته الغذائية والصحية، ومن ثم زيارة الطبيب. ومن أهم أعراض ومؤشرات سوء التغذية عند المسنين : ضعف مناعة الجسم، فقدان الشهية، نقصان الوزن، الأرق والسهر، العصبية، الإعياء البدني، الارتباك، الاكتئاب، الصداع، غشاوة العينين، ضعف البصر، السقوط المفاجيء، جفاف الجسم، تساقط الشعر، تقصف الأظافر، آلام المفاصل والعضلات والعظام، تورم اللثة، حرقان المعدة، عدم انتظام عمل الجهاز الهضمي (تراكم الغازات، الإسهال، الإمساك)، احتقان الأورام المائية في الجسم، البدانة في حالات عدم الاستفادة من كميات الغذاء المتناولة يوميا، والتي تكون غنية بالطاقة.

الأمراض الناتجة عن سوء التغذية:
قد يؤدي سوء التغذية عند المسنين لظهور بعض الأمراض المستجدة. هذه الأمراض تكون للمريض وذويه في الغالب مفاجئة ومبهمة تماما، ولكن السبب الأساسي في حدوثها هي الفروقات التغذوية المزمنة الناجمة عن نقصان أساسيات الغذاء من فيتامينات، وأملاح ومعادن، ولابد للجسم منها. من هذه الأمراض: قابلية الجسم للإصابة بالعدوى (بكتيرية، فيروسية، طفيلية)، الأمراض الناتجة عن نقصان البروتينات، داء السكري من النوع الثاني، مرض الكساح، اضطرابات القناة الهضمية، هشاشة العظام، فقر الدم وأنيميا نقص الحديد، والبدانة المفرطة.

طرق علاج ووقاية المسنين من سوء التغذية:
في حالة ظهور أعراض مؤشرة على استفحال سوء التغذية، يتوجب فورا مراجعة الطبيب المختص. وفي بعض الأحيان يحتاج العلاج الطبي لتزويد المصاب بما يحتاج إليه من أشياء مساعدة، حيث يحول لأخصائيين آخرين. هذا لتزويد الشخص المصاب بنظارة أو جهاز سمع أو طقم أسنان. وفي كل هذه الحالات، لا يضمن التأكد من تناول المسن للكمية الكافية من طعامه اليومي رغم تزويده بهذه الأشياء المساعدة، حيث تتوجب المتابعة الدقيقة من جانب ذوي المسن. ولا يختصر دور الطبيب على الفحص والتشخيص فقط، بل إرشاد المريض أيضا على الأغذية التي يحتاجها الجسم يوميا ومحتوياتها وكميتها.
ومن الإرشادات التغذوية التي ينصح بها في سن الشيخوخة، حسب العمر، الحالة الصحية، والنشاط البدني، وتحمل الجسم لكل فرد على حدة للمواد الغذائية المتناولة هو الآتي:

1. الأغذية الغنية بالطاقة:
نسبة للتقدم في السن، يقل معدل الطاقة التي يحتاجها الشخص في سن الشيخوخة. والسبب هو قلة النشاط الحركي، و قلة أنسجة الجسم العضلية، مما يؤدي بدوره إلى تقليل معدل الطاقة المستهلكة للتمثيل الأساسي. وبناء عليه ينصح بتخفيض نسبة المواد الغنية بالطاقة يوميا للمسنين. مثال للأغذية الغنية بالطاقة: السكر والعسل.

2. البروتينات:
يجب على المسنين التركيز على تناول كمية مناسبة من البروتينات، والتي تقدر بناء على المحتويات الغذائية الموصى بها لكل شخص، وحسب الفئة العمرية. وللشخص الذي عمره فوق 50 سنة، هي تقريباً 60غرام للرجل و50غرام للمرأة. ومع هذه الكمية يجب مراعاة الزيادة في البروتينات ذات الكفاءة العالية و الكفاءة المنخفضة. مثال للأغذية المحتوية على البروتينات: اللحوم والبيض.

3. الدهون:
ينصح بتقليل كمية الدهون في الغذاء اليومي، بحيث لا تزيد نسبتها عن 30% من السعرات الحرارية. كما يتوجب تجنب الدهون المشبعة، للوقاية من أمراض القلب وتصلب الشرايين. وينصح بتبديل الدهون الحيوانية، بالزيوت النباتية غير المشبعة. زيادة علي ذلك يجب مراعاة نشاط الجهاز الهضمي عند المسنين، حيث يكون هضم وامتصاص الدهون بطيئا عندهم. مثال للدهون الحيوانية: السمن، والربيت والزيوت النباتية: زيت الفول وزيت السمسم.

4. النشويات:
بالنسبة للمسنين يفضل التقليل من السكريات البسيطة التركيب مثل (السكر، العسل، المكرونة)، وزيادة استهلاك السكريات المعقدة التركيب مثل (دقيق الردة، الأرز، البطاطس) مثال للنشويات: الخبز والذرة.

5. الفيتامينات والأملاح المعدنية:
ينصح للمسنين بتناول الكمية الكافية من الفيتامينات والأملاح المعدنية. في المقدمة فيتامينات: B12-B6-C-E-A، بالإضافة لتناول كل من عناصر الكالسيوم والحديد والزنك. وتغطية النقص في هذه المواد الهامة للجسم يعتمد في الأساس على تنوع مصادر الغذاء، خصوصا الخضار والفاكهة، ويبني على الحركة البدنية والنشاط الجسماني للشخص.

6. الماء والألياف الغذائية:
حرص المسنين على تناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل الخضروات والفواكه وخبز الردة والحبوب الكاملة (البليلة)، مما يساعدهم على تفادي اضطرابات المعدة ذات الصلة المباشرة بالغذاء اليومي. كما ينصح بضرورة شرب 8 أكواب كبيرة من الماء يوميا علي الأقل.
وأخيرا تختلف احتياجات الغذاء مع تقدم العمر. هذا حسب العوامل الوراثية، والنشاط البدني، وأوجه الاختلاف في نمط الغذاء اليومي في سني الطفولة والشباب. وقد تؤثر بعض العادات الغذائية والسلوك اليومي للشخص على ظهور بعض المشاكل الغذائية أو الأمراض المزمنة في سن الشيخوخة.

موقع العرب يدعو كافة الأطباء والصيادلة والممرضين وأصحاب الخبرة الواسعة في مجال الطب، الى إرسال مجموعة من المقالات التي تتعلق بالأمور الطبية على مختلفها لنشرها أمام جمهور الزوار الكرام لما فيه من توعية ضرورية للزوار. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الشخص المعني أو الطبيب، والبلدة وصور بجودة عالية على العنوان: alarab@alarab.net


مقالات متعلقة