الدكتور أحمد الطيبي:

يشرفني انكم هنا في منزلي ويشرفني أن اهل هذا البلد يختارون هذا المنزل مرة تلو الاخرى لنعلن الصلح ولنتوج جهود الخير

العنف الذي يستشري في مجتمعنا اصبح وباء لا بد ان نضع له حدا فنحن لا نريد ان نصل الى هذه اللحظة بل نريد ان نمنع الجريمة والعنف وان نقف ضده في الشارع والبيت والمسجد والمدرسة وفي كل مكان

الشيخ محمود نادر:

اليوم نقف امام رجال اصحاب مواقف الجميع يرسمون لهذا البلد الجريح صورة حقيقية لطالما اشتقنا اليها واشتقنا لان تعود البسمة والصورة الكريمة لبلدنا الحبيب اذ لا يوجد اعظم من هذه المواقف الطيبة، وعلى الجميع ان يتحلى بنفس الصفات

إستقبل عضو الكنيست الدكتور أحمد الطيبي، مساء الاثنين، في منزله القائم في مدينة الطيبة، حفل راية الصلح بين عائلتي حاج يحيى وناشف الذين دام بينهما خلاف طويل على اثر مقتل طفلة (5 سنوات) من عائلة ناشف على يد قاصر من عائلة حاج يحيى في عام 2004. جدير بالذكر أن هنالك جاهة صلح عملت ليلا ونهارا في سبيل إتمام مراسيم الصلح وهم الشيخ أبو سفيان شلاعطة، والشيخ زياد جبارة، وعضو الكنيست الدكتور احمد طيبي، وعدنان الجروشي، واشرف اشقر، والشيخ محمود نادر، والشيخ عبد المعز ابو راس، والمربي يوسف شاهين حاج يحيى، حيث قاموا بإستقبال العائلتين على أحسن صورة، وإفتتح الاحتفال الشيخ عبد المعز أبو راس الذي تولى العرافة، ثم إستمع الحضور لآيات عطرة من الذكر الحكيم.

 الدكتور أحمد الطيبي قال خلال الاحتفال:"هذا اللقاء خير ومبارك بين عائلتين عزيزتين من أهالي بلدتنا الطيبة، وهما عائلة جوهر ناشف وعائلة حاج يحيى. تحية الى كل الذين وضعوا بصمات أدت الى هذا اللقاء". وتابع الطيبي قائلا: "يشرفني انكم هنا في منزلي، ويشرفني أن اهل هذا البلد يختارون هذا المنزل مرة تلو الاخرى لنعلن الصلح ولنتوج جهود الخير، فهذا البيت هو بيت كل الطيباويين، وهو خادم لكم. هذه الجهود والنتيجة هي التي يجب أن تشهر لأن في هذا الجهد الوجه الطيب والجيد للطيبة". وأضاف قائلا: "أن العنف الذي يستشري في مجتمعنا اصبح وباء لا بد ان نضع له حدا، فنحن لا نريد ان نصل الى هذه اللحظة بل نريد ان نمنع الجريمة والعنف وان نقف ضده في الشارع والبيت والمسجد والمدرسة وفي كل مكان، لأن الجريمة والعنف تنهش في جسد مجتمعنا العربي الفلسطيني في الدخل وقد تهدد بهدمه وهدم هذا البنيان". وفي نهاية حديث الطيبي شكر كل من وقف من اجل اخراج الصلح الى حيز التنفيذ، وعلى رأسهم جاهة الصلح.

الشيخ محمود نادر قال:"نحيي اخواننا الجميع من كل العائلات التي شاركت في هذا الحدث العظيم. اليوم نقف امام رجال اصحاب مواقف، الجميع يرسمون لهذا البلد الجريح صورة حقيقية، لطالما اشتقنا اليها واشتقنا لان تعود البسمة والصورة الكريمة لبلدنا الحبيب، اذ لا يوجد اعظم من هذه المواقف الطيبة، وعلى الجميع ان يتحلى بنفس الصفات".

عدنان الجروشي تحدث قائلا: "ما قامت به عائلة ناشف هو من شهامة الرجال، لان الاصلاح والصلح والمسامحة والصفح هو شهامة، اذ ليس كل انسان لديه المقدرة، لذلك يقال "العفو عند المقدرة"، اي ان العفو اصعب بكثير من العنف، حيث أن العنف يقدر عليه القاصي والداني، بينما المصالحة والمصافحة والسماح هي من قيم الرجال". ومضى قائلا:" بهذه المناسبة اريد ان احيي بلدة الطيبة تحية كبيرة، لانه في الاونة الاخيرة نرى تحولا كبيرا فيها من حيث الصلح والاصلاح والمسامحة، وان شاء الله في المستقبل القريب ستكون المفاجئة الكبرى بين الاخوان المتصارعين في هذا البلد، ومن خلال هذا البلد سننطلق لجميع البلاد لتكون الطيبة قدوة لجميع القرى والبلدات العربية في الداخل".

ثم تحدث المربي يوسف شاهين وقال:" اننا نعتز ونفتخر لهذا الصلح الطيبة والقيم، ولا بد أن تتواصل هذه المسيرة الخاصة حتى تصفى كافة القلوب المتخاصمة، ولا يسعني في تلك المناسبة الا ان اشكر كل من وقف على رأس هذا الصلح المميز". في نهاية اللقاء وقع الاطراف المتخاصمين على اتفاقية الصلح، ومن ثم صافحوا بعضهم البعض، وعادوا لبيوتهم سعداء.