الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 24 / أبريل 23:02

وليَسْطع نجم الإرتقاء/ بقلم: نانسي مزاوي شحوك

كل العرب
نُشر: 23/05/14 12:00,  حُتلن: 13:46

نانسي مزاوي شحوك في مقالها:

صحيح أن الناس هم علاقات مُترابطة ودائرة موصولة وأيادي ربما متشابكة ولكن عند الضّيق اليوم يتبخّر حتى الرفيق

حرّيتك تستقيها جُرعات حُلوة المذاق من خذلان الناس لك وسعادتك الحقيقية تبتدئ عند تَفكّك شباك العُبودية للآخر من صميمِك

الحُلم المنشود والمُراد المُبتغى، ليسوا بالمهمّة المستحيلة أو اليد العاجزة عن تسيير الأمور قُدُماً...على المرء اتّباع خطوات دقيقة، واضحة ومنطقية لتحقيق " الإعجاز" الذي طالما أرهقُهُ وأعياه نفسيّاً وجسديّاً. يتشبّث الواحد منّا بكذبة سمّاها البشر حبال الوهم، حبال الألم، مُرتفعات الحُلُم الشاهقة، يلوي عُنُقَه من أجل التسلّق صوبها... ولكن، المُدرِك الواعي للحقيقة الجافّة المأساوية التي نعوم جوفها بالوحل، يطحن تلك الوساوس من صميم فِكرِه، ويرميها جانباً على مرمى دربِه، يُوسّع آفاق نظرِه لتصل الى البعيد، لتعي معنى الصواب، وأنّه لا يوجد مصطلح ملعون يُدعى "مستحيل"، يكون هو قد ابتكره أثناء نومِه ولحظات ضعفِهِ!

أنت لست مُتعلّقاً بفرد أو جماعة حتى تحصل على مُبتغاك، فكثير من الناس المُتنحِّية جانباً، مُدّعِية الفشل ويلفّها الإحباط، وتنزف وجع التعثُّر من بداية درب " حلمها"، تتعلّق بخيطٍ رفيعٍ سرعان ما يذوب ويبلى، وتهوى أرضاً مُنتحبة! ما هذا الهُراء؟ في أي عصرٍ بتنا نحن؟ على من جئنا نعتمد اليوم؟ على من أبكانا أم على من ملأ ثغرنا بالبسمات؟
"الأنا" بتعريفها هي الذات المُقدّسة التي هي وفقط هي بمقدورها أن تجلب لك عطرَ الإنجاز، وإن كان مصطنعاً في البداية، تَرُشُّك بوهج التحقيق ولمعان التألّق...!
الفَرد المُقابِل يكون أحياناً جسراً آمناً للوصول، أو هذا ما نظنه، ولكن، لتعتبر نفسك بطلاً مُستقلا مُتألقاً، إقْفِز عالياً واعبُرالى الجهة المُقابلة، قبل أن تُصبح حجارتُه فتات دون أن تدري وأنت تدوس عليه أنك تهوى إلى القاع.

صحيح أن الناس هم علاقات مُترابطة، دائرة موصولة، أيادي ربما متشابكة، ولكن عند الضّيق اليوم يتبخّر حتى الرفيق... تنوجد في حلقة الدائرة نعم ، لكن كل شخص مُعَلّق بهذه الرابطة لونُه حتماً داكناً لا تراه بالعين المُجرّدة، مشغول بما هو له مخنوق لما هو عليه، أنت فقط من عليه حُبّ ذاته كي تحصل على ما تطمح.
تنظر إلى الشّفق، فتنهال عليك الرومانسية وتلفّك الأحلام... رائع يا عزيزي ... أبدعت! رائع أن تُسافر صوب منأى الأفق، وأن تطفو على الموج الساكِن، ولكنك للأسف تضرّ بنفسك جسدياً ثُمّ معنوياً! تصحو على غفلةٍ.... أين أنا؟ ماذا ألمح؟ أتحقّق حُلمي بمراقبة قُرص الشمس وهو يغرق؟ لا وألف لا... عليك أن تُعاند الصّخور وتُشاكس الأمواج، وأن تثبت للشمس أنك نور نفسِك في الظلام، ولا تُصدّق أن الحلمَ قد نوّلك السعادة، الفائز المُنجِز هو أنت، وليس هو، هو مُجرّد كذبة وهميّة اختلقتها الأقدار لتبرير ضعف وعجز الأنسان، لا يجوز النظر للوراء، فشمس حلمك الوهمية ستلسعك بنار وهجها.... فاليوم آن الأوان لتعتلي العرش في حُضن الشمس لتوزّع على مُحبّيك بسمة النصر الشامخة. على المرء أن يُصغي لفكرِه ومنطِقه... وأن يُبقي قلبه جانباً للحُب فقط لا غير...
.واليوم إذاً أنت العظيم المُتعالي، أضواء النجاح هم لباسك الذي تلفح به حياتك وبسمتك.
رائع أنت حين تكون أنت، ولا أحد سواك، تسير وقت الدّجى للمصير دون كللٍ أو رهبة أو أتكالية...
حرّيتك تستقيها جُرعات حُلوة المذاق من خذلان الناس لك....سعادتك الحقيقية تبتدئ عند تَفكّك شباك العُبودية للآخر من صميمِك....أنت هو أنت... والآخر لن يكون أنت...فلتحيا السعادة الآتية...وليَسْطع نجم الإرتقاء...

الرامة

 موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة