الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 05:02

حاضرهم لم يتغير عن ماضيهم/ بقلم: عوض حمود

كل العرب
نُشر: 02/05/14 13:56,  حُتلن: 08:11

عوض حمود في مقاله:

عندما تصل الامور الى هذه الدرجة من الغرور والعربدة السياسية والعسكرية فمن هنا يفقد اي رجاء وأمل بالوصول الى اي حل مع نتنياهو وحكومته 

الكارثة الكبرى والمؤامرة نفذت عام 48 بحق الشعب الفلسطيني وتم اقتلاع هذا الشعب من أرضه ووطنه بقوة السلاح وذلك استناداً وتنفيذاً لمؤامرة الدول الكبرى الاستعمارية وبريطانيا بشكل خاص

حاضرهم لم يتغير عن ماضيهم متمثلاً بالرشاوى والغش هكذا كانت صنائعهم.

هرتسل مؤسس الحركة الصهيونية كان يحاول الوصول عام 1901 الى قصر يلديز في العهد التركي لمقابلة السلطان عبد الحميد وكان هذا الزعيم يرفض المقابله رغم تكرار المحاولات ووضع المغريات والرشاوى من قبل هرتسيل ومن كان معه. والهدف كان من وراء عقد هذه الاجتماعات مع السلطان اقناعه بالسماح ليهود الدولة القيصرية انذاك بأن يهاجروا الى فلسطين ولو كان الامر بأعداد قليلة ولكن كل هذه المحاولات من قبل هرتسيل ومجموعته كانت تصطدم بالرفض القاطع من قبل السلطان عبد الحميد. وللمقاربة والتذكير فقط ما اشبه البارحة فأينهم اليوم مما مضى؟؟!

مفاوضات فاشلة
فنتنياهو ومن يشاركه بالحكم اليوم يركبون حصان العربدة والغرور والعنجهية. وقد تكون قمة الفاشية. فهو يصرح اليوم ان على ابو مازن ان يقف في جامعة بيرزيت ودون اي تردد وضجيج حسب قوله ويعترف بيهودية دولة اسرائيل واسقاط حق عودة اللاجئين الذين شردوا عن وطنهم بقوة السلاح عام 48 والا فلا تقدم نحو عملية السلام!!؟ وكأن السلام كما يقولون ضارب عصاته بعد 20 سنة من المفاوضات الفاشلة!!
هذا ما جاء في آخر الترهات التي اطلقها نتنياهو للتلفزيون الاسرائيلي في التاسع من شهر مارس الماضي. وقال: (هذا الزعيم الاوحد في العالم) وبالمعنى السياسي أن على أبو مازن وذلك فعل أمر أن يلقي خطاباً سياسياً أي التنازل والاستسلام لمشيئة وإرادة حكومة نتنياهو بالتنازل عن كل الحقوق التابعة للشعب الفلسطيني منذ أن إنتكب وحتى يومنا هذا!!؟ وقد نسى او تناسى بأن الأمم المتحدة اعترفت بالدولة الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني فهذا الامر لا يعني نتنياهو وهو مشطوب كلياً بقاموس سيادته.

غباء وعنجهية وتياسة سياسية 
وقد ينم ذلك عن الغرور الاعمى بمعطف القوة العسكرية بأن يصل الامر بذهن المحتل ان يطلب من صاحب الارض الاول والاساسي التنازل عن حقه بوطنه وبأرضه بلا قيد ولا شروط!!؟ إعتماد القوة وقوة الغباء تسيطران. فعندما تصل الامور الى هذه الدرجة من الغرور والعربدة السياسية والعسكرية فمن هنا يفقد اي رجاء وأمل بالوصول الى اي حل مع نتنياهو وحكومته وخاصة من مواقف وزراء حوله مثلاً (يعلون وليبرمان وبنيت) وهل هذه الجوقة تستطيع جلب السلام للشعبين اشكُ في ذلك!

بحيث ان هؤلاء لم يروا سوى انفسهم آخذة بهم العظمة حتى الهوس والجنون ففي كثير من الاحيان يؤدي هذا الغرور وهذا الاستعلاء الشوفيني بأصحابه الى نسيان حقيقته هو وأصله وفصله وأيام ضعفه وهوان حالته امام الاقوياء فيما مضى وأن هذا الحال ينطبق بالتمام على نتنياهو وعلى الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة المتعلقة بمواقفهم الماضية والحاضرة بالقضية الفلسطينية وعدم اعترافهم ولا تنفيذهم للقرارات الأممية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية منذ قيام الدولة وحتى الآن. ولاحقاً سأعود ببعض التفاصيل التي جهدت من اجل الوصول اليها الحركة الصهيونية بقيادة تيدورهرتسيل بإقامة وطن لليهود وليست دولة وذلك اقتباساً مما ورد في كتاب الارض دراسة وتحليل لكاتبه الدكتور محمود مصالحه. فالكارثة الكبرى والمؤامرة نفذت عام 48 بحق الشعب الفلسطيني وتم اقتلاع هذا الشعب من أرضه ووطنه بقوة السلاح وذلك استناداً وتنفيذاً لمؤامرة الدول الكبرى الاستعمارية وبريطانيا بشكل خاص لتنفيذ الوعد المشؤوم وعد بلفور عام 1917 وبموافقة او غض الطرف من قبل الحكام والملوك العرب آنذاك ونفذ هذا المشروع بكثير من الأغطية الوهمية الكاذبة وتم تحويل القسم الأعظم من الشعب الى لاجئين في الدول العربية المجاورة كالأردن ولبنان وسوريا وغيرها من الدول الاكثر بعداً وللأسف فإن كل القرارات الأممية المكدسة في أروقة الأمم المتحدة لصالح القضية الفلسطينية لم ولن تفلح حتى الآن بحلحلة القضية الفلسطينية ووضعها على سكة الحلول.

واحة ديموقراطية
وأنني استطيع القول وبدون أدنى رتوش ان منذ قيام الدولة وحتى الآن ومن رئيسها الاول بن غوريون ووصولها الى نتنياهو لا يتركون باب (حظيرة بقر امريكية) كالكونجريس مثلا واللوبي الصهيوني إلا ويطرقونه سلاماً وكأن هذه الابواب منبع وواحة للديموقراطية والسلام بين الشعوب وهي بواقع الحال عكس ذلك تماماً وأن حكام اسرائيل سابقون كانوا او لاحقون وحاليون يطلقون من خلال هذه الابواب تصريحاتهم الرنانة التي اصبحت ممجوجة بنظر غالبية شعوب الارض بحيث تعود الجميع الاستماع اليها وهي فارغة المضمون والمعنى وهي فقط تستخدم للدعاية والتضليل من أجل كسب الوقت وهي خالية المصداقية بأنهم يبذلون ما استطاعوا من الجهد للتلاقي وصنع السلام مع الشعب الفلسطيني!! الا ان هؤلاء يناقضون أنفسهم بأنفسهم وتصريحاتهم قبل ان يجف حبرها ويضعون شتى العراقيل وأقسى ما يمكن من الشروط المسبقة على الجانب الفلسطيني هادفين عمداً وإصراراً لإفشال ما يطلقونه من تصريحات. ومن ضمن هذه التصريات جملة ثابتة في قاموسهم السياسي على سبيل المثال وكلمة وهي اذا واذا قبل الفلسطينيون كذا.. واذا تنازلوا عن كذا وإذا قطعوا صلاتهم وعلاقاتهم السياسية مع دولة كذا كإيران مثلا فهذا المسلسل من الشروط لم يعد أحد يعير لها اهتمام. الشروط التي اطلقها نتنياهو خلال زيارته (للبيت الاسود) في اميركا لا يمكن لفلسطيني حتى ولو كان خارج عن الوحدة الوطنية الفلسطينية ان يقبل بها تحت اي ظرف من الظروف لأن معناه بقاء الاحتلال جاثماً على صدره وصدر شعبه الى يوم الدين!!؟ وهذا ما لم ولن يحصل لا حاضراً ولا مستقبلاً. على ما يبدو أن هذا السلوك لم يغير من ماضيهم وكيف يمكن ان يقبل مثل هكذا سلوك؟!!

ديرحنا

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة