الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 18 / أبريل 15:02

أسرار الياسمين / بقلم: محمد كنعان

كل العرب
نُشر: 25/04/14 15:27,  حُتلن: 09:13

 عدتُ إلى النهاية من جديد.. فلم أجدكِ،
ولا أدري لما انقَدّتُ إلى حيث كان اللقاء ضروساً متوعراً.. لا أدري!
المحصلة أنّي وجدتُ اسمكِ و أنفاسكِ والغيابَ هناك..
إلاّ أنتِ كنتِ عدماً مريداً !
فبترتُ وردةً يانعة و سميّتها باسمكِ، 
كانت تدعى ياسمينة ، فأسميتها ياسمينة..
بترتُها مسرعاً ومضيتُ بقهوتي حيثُ اللاّمكان، فانقضتْ عليَّ بهوادةِ متمردة،
حتى إزدردتْ بقايا مهجتي، والوجدانٌ ما زال ينثرُ أملاً بمخيلتي بصدفةٍ عابرة..
يا لكِ من قهوةٍ شرسة ! أمَا بجلتِّ الليلَ الأزرقَ ، وما تبلَّجَ فيه من نجومٍ شاجنة ؟
ليل و نجوم شاردة تدقُ ذاكرتي، والباب قاصلٌ كقلبي،
أما اسمك ما زال ينزفُ من وجهي ، وقهوتي تَتَلذَّذ بالسكونِ..
قهوتي أنا ، و فكرتي قصيدة ، والفكرة هنا، والقصيدة أنا ..ولا يوصبني إلاّ اسمكِ ، ولا ذنبَ لي إلاّ غيابكِ ... ماذا اقترفنا أيّتها الياسمينة لنترك القصيدة وحيدة ؟
اسألك و الوجدُ يراق من يدايَ ، والقهوة بدأتْ بالغثيان والغياب ..
أنا وحيدٌ أيها الليل فأقْبِل على براثنِ اسمها ،ولا تسألني عن الحال !
لا اسم لي إلا الغياب ثم الغياب ،
وَ صوتكِ يتصدع من قصائدي كالحبرِ الفاسد ،
يا لاسمكِ كم يعجُّ بالأمراض المزمنة، كانفلوانزا الحنين ، ومتلازمة النسيان ..
فوضوية الياسمين مؤنقة كعطرك ، تشتمها قصائدي فتغدو بلا قرآء ولا عناوين ، أما فوضوية هذا النص كالصبوة ..بعثرتهُ لأنساكِ فلا تخبري قلبي بذلك.. واسمك يحيطُ بالمكان ..
اسمكِ ليس جرحاً كما يدّعون ، ولا جناً شعرياً ، اسمكِ هو الياسمين أيتّها الغائبة ..
فلا تخذلني أيها الياسمين ..

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة