الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 00:02

إسرائيل وأوكرانيا/ بقلم: رندة حيدر

كل العرب
نُشر: 18/04/14 09:52

رندة حيدر في مقالها:

من المنظور الأميركي يظهر الصمت الإسرائيلي عما يفعله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا دفاع إسرائيل عن مصالحها وعلاقاتها الجيدة مع روسيا على حساب علاقاتها مع الولايات المتحدة

من منظور الإسرائيليي، ثمة أكثر من سبب يجعلهم يتجنبون اتخاذ موقف ضد روسيا قد ينعكس سلباً عليهم في مواضيع اساسية مثل البرنامج النووي الإيراني والترسانة الصاروخية التي تملكها سوريا والنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني

من العوامل المؤثرة في العلاقات الوطيدة التي تربط إسرائيل بروسيا وجود مئات الآلاف من المهاجرين ذوي الاصل الروسي في إسرائيل يمثلهم في الكنيست حزب "إسرائيل بيتنا" المتحالف مع حزب الليكود الحاكم

شكل التجاهل الرسمي الإسرائيلي لما يحدث في أوكرانيا وعدم تنديد إسرائيل باعلان ضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا موضوع خلاف اضافي بين إدارة أوباما وحكومة نتنياهو. جاء هذا وقت تمر فيه العلاقات الإسرائيلية- الأميركية في ازمة بعد تحميل وزير الخارجية الأميركي جون كيري إسرائيل المسؤولية عن انهيار المحادثات السياسية مع الفلسطينيين.

من المنظور الأميركي، يظهر الصمت الإسرائيلي عما يفعله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا دفاع إسرائيل عن مصالحها وعلاقاتها الجيدة مع روسيا على حساب علاقاتها مع الولايات المتحدة. كما فسرت الإدارة الأميركية غياب إسرائيل عن جلسة التصويت في الجمعية العمومية للأمم المتحدة على ادانة روسيا بانه يعكس خوفها من اثارة حفيظة موسكو وتعكير صفو العلاقات معها.

ولكن من منظور الإسرائيليين، ثمة أكثر من سبب يجعلهم يتجنبون اتخاذ موقف ضد روسيا قد ينعكس سلباً عليهم في مواضيع اساسية مثل البرنامج النووي الإيراني، والترسانة الصاروخية التي تملكها سوريا، والنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني. فثمة اقتناع داخل إسرائيل بأن موسكو قادرة على الحاق الاذى بها في هذه المواضيع وخصوصاً في ظل تعاظم قوتها في المنطقة في مقابل تراجع نفوذ الولايات المتحدة.

توتر العلاقات مع روسيا
ولم تنس إسرائيل بعد التوتر الذي طرأ على العلاقات مع روسيا عقب الغارات التي شنها سلاح الجو الإسرائيلي العام الماضي على مخازن الصواريخ السورية، وتهديد روسيا بتزويد سوريا صواريخ متطورة مضادة للطائرات من طراز S-300، مما دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الى القيام باكثر من زيارة لموسكو، كانت آخرها في تشرين الثاني 2013 لتنسيق المواقف مع الرئيس بوتين. تربط إسرائيل علاقات وثيقة بالرئيس الروسي الذي كانت إسرائيل محطته الاولى بعد اعادة انتخابه في حزيران 2012 . وقد وقف بوتين موقفاً حيادياً من الوساطة الأميركية للتسوية السلمية وفي وسعه متى شاء ان يرد على صدامه مع الولايات المتحدة بتأجيج النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي. وثمة اكثر من وجهة نظر داخل إسرائيل ترى بوجوب عدم تركيز كل المصالح الإسرائيلية في سلة الولايات المتحدة، وان لبلادهم مصالح امنية خاصة تتطلب سياسة خارجية مستقلة، هذا هو رأي مدير الموساد السابق عاموس جلعاد.
ومن العوامل المؤثرة في العلاقات الوطيدة التي تربط إسرائيل بروسيا، وجود مئات الآلاف من المهاجرين ذوي الاصل الروسي في إسرائيل يمثلهم في الكنيست حزب "إسرائيل بيتنا" المتحالف مع حزب الليكود الحاكم. لذا تحرص إسرائيل على الوقوف على الحياد في الازمة الأوكرانية، فمصلحتها الحقيقية تتجلى فقط في هجرة يهود أوكرانيا اليها. 

*نقلا عن "النهار" اللبنانية

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة