الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 24 / أبريل 17:02

يوم الارض:أبطال إعتلوا سَّرج التاريخ/ د.شكري الهزَّيل

كل العرب
نُشر: 27/03/14 15:46,  حُتلن: 08:24

د.شكري الهزَّيل :

ارى اثار السنين واثار الحروف وجملة خطيتها قبل عدة اعوام على يمين طاولتي اقول فيها " الفلسطينيون وإن اردنا إحياء جميع ذكرى وذكريات الاحداث التي حدثت لنا وعصفت بنا

اننا نحتاج الى عام زمني من طابقين على الاقل حتى نتمكن من إحياء جزء من ذكرى مأسينا ومجازرنا وبطولاتنا ايضا

طرق مصادرة اراضي فلسطينيي الداخل متعددة لكنها جميعا تصب في صالح المشروع الصهيوني الاحلالي والاقتلاعي..من بين طرق المصادرة نذكر: الاستيطان المباشر و شق الشوارع عبر اراضي القرى والمدن العربية، مصادرة الارض عن طريق القوة وقوانين الغابة ومن بينها ايضا القوانين العسكرية

على طاولتي العتيقة تراكمت امور كثيرة من بينها تراكمات الذاكرة الفلسطينية، وطاولتي هذه كانت وطني الثاني والاخر وتمسكي بها وبصيانتها على مدى سنين طويلة يُعتبر بالنسبة لي واجب وطني مرتبط بالوطن، والاغرب في الامر انني اراها وطن مرتبط بالوطن والتنازل عنها اصبح بالنسبه لي تنازل مجاني عن جزء عزيز كتَّب وخلَّد معي ذاكرة الوطن، وانا اكتب لكم هذا ارى آثار السنين واثار الحروف وجملة خطيتها قبل عدة اعوام على يمين طاولتي اقول فيها " الفلسطينيون وإن اردنا إحياء جميع ذكرى وذكريات الاحداث التي حدثت لنا وعصفت بنا، فاننا نحتاج الى عام زمني من طابقين على الاقل حتى نتمكن من إحياء جزء من ذكرى مآسينا ومجازرنا وبطولاتنا ايضا".
وعليه ترتب القول ان الغاصب قد اخطأ الظن او ان الظن اخطأه وهجَّره حين ظن خاطئا ان الفلسطينيون اهل فلسطين الذين تركوها قسرا وغصبا عام 1948 سيموتون في المنافي بينما ستنسى الاجيال القادمة فلسطين في حين طالب غاصب اخر بضرورة عدم ابقاء حجر على حجر من القرى الفلسطينية المهجرة حتى لا يتمكن الفلسطيني من العودة الى دياره، واخر متغطرس ذهب بعيدا الى حد انكار وجود شيء اسمه الشعب الفلسطيني, ومضت بنا الايام في المهجر والداخل الفلسطيني بين تهجير قرانا ومدننا ومرورا بالحكم العسكري ومصادرة اكثرية اراضينا واملاكنا وعبورنا من مرحلة النكبة الى النكسة الى ان وصلنا في العام 1976 الى مشروع كينغ التهويدي اللذي اراد تغيير وجه وهوية مناطق التواجد الفلسطيني العربي جغرافيا وديموغرافيا من خلال تهويد منطقتي الجليل والنقب، عبر مصادرة الاراضي العربية وزرع المستوطنات اليهودية كحزام جغرافي وديموغرافي يُطَّوق المدن والقرى العربية..مشروع كينغ هذا لم يكن المشروع الوحيد ، بل سبقته ولحقته مشاريع تهويدية كثيرة من بينها مشروع توطين عرب النقب قسريا 1970 ومشاريع تهويد المثلث الشمالي والجنوبي ووادي عارة في تسعينات القرن الماضي وحتى بلغنا مشروع "برافر" التهجيري عام 2013 مع التاكيد على ان مشاريع تهويد فلسطين كانت وما زالت مستمرة منذ ثلاثينات القرن الماضي وحتى يومنا هذا..!!

يوم الارض الاول عام 1976 لم يكن سوى محطة من محطات نضالية فلسطينية كثيرة، لكن ما ميز هذا اليوم هو انه جاء تتويجا لتراكمات غضب ونضالات فلسطينيي الداخل الذين ذاقوا ذرعا بممارسات التهويد التي طالت وما زالت تطول وجودهم الديموغرافي والجغرافي والتاريخي في وطنهم فلسطين.. نعم فلسطين ولا تلاعب في هذه الحقيقة التاريخية الدامغة والثابتة، وذلك بالرغم من انه يوجد من بين ظهرانينا من خانتهم الذاكرة واستهوتهم مغريات الحياة، وتأسرلوا مجانا وتعَّبرنوا تحت حجج ومصوغات كثيرة تبرر ضرورة العيش والمعاش على حساب غياب الوطن والوطنية، وهؤلاء نحسبهم في الصف الاخر وليست في الصف الوطني الفلسطيني وعليه ترتب القول اننا سنتحدث عن ابطال الاحداث التاريخية وعن صانعي يوم الارض ومجد تاريخ الشعب الفلسطيني، واول ما نُحيي ونترحم عليهم هم شهداء يوم الارض الاول عام 1976 الذين سقطوا اثناء المواجهات وهُم: 1.خير ياسين من عرابة.2.رجا أبو ريا من سخنين.3.خضر خلايلة من سخنين.4.رأفت الزهيري من نور شمس.5.حسن طه من كفركنا.6.خديجة شواهنة من سخنين...هذا إضافة لعشرات الجرحى والمصابين، وبلغ عدد الذين اعتقلتهم قوات الشرطه الاسرائيليه أكثر من 300 فلسطيني....الى كل هؤلاء الابطال والشهداء من من إعتلوا سرج التاريخ وصنعوه نؤدي التحيه  ونترحم عليهم جميعا باسم كامل شعب جمل المحامل..المجد والخلود للشهداء الابرار..
هنا لا يغيب ولن يغيب عن ذهني ابطال وبواسل اخرون من من إعتلوا سرج التاريخ الفلسطيني وهم ينتظرون اليوم او بعد ايام فك قيد اسرَّهُم الطويل بعد ان غابوا طويلا خلف القضبان وفي عتمة الزنازين الصهيونية، وهم اسرى الداخل وعلى رأسهم المناضل كريم يونس احد جنرالات الصبر الفلسطيني وهو واحد من قائمة ابطال الداخل وهُم : 1.كريم يونس فضل يونس 2. ماهر عبداللطيف عبدالقادر يونس 3. وليد نمر اسعد دقة 4. ابراهيم نايف ابراهيم ابومخ 5. رشدى حمدان محمد ابومخ 6. ابراهيم عبدالرازق احمد بيادسة 7. احمد على حسين ابوجابر 8.بشير عبدالله كامل الخطيب 9. محمود عثمان ابراهيم جبارين 10. سمير صالح طه سرساوى 11. ابراهيم حسن محمود اغبارية 12. محمد سعيد حسن اغبارية 13. يحيى مصطفى محمد غباريه.14 محمد توفيق سليمان جبارين ..هؤلاء ليسوا مجرد اسماء ولا ارقام لابل ابطال وطنيون لابد من التضامن معهم والاصرار على اطلاق سراحهم التي من المفروض ان يحدث في الايام القادمة وذلك بالرغم من عدم مصداقية السجان وساديته اللتي تتلذذ باللعب والتلاعب بمواعيد اطلاق سراح هؤلاء الاسرى وآخر الاخبار تفيد استثناءهم مرة اخرى من قائمة الدفعه الرابعة المزمع اطلاق سراحهم نهاية هذا الشهر .. الحرية ولا اقل من الحرية لأسرى الحرية ممن إعتلوا سرج التاريخ الفلسطيني وصنعوه وخطوه بالصبر والثبات..نتمنى ان يُحيي كريم يونس ورفاقه الذكرى ال38 ليوم الارض 30.3.014 وهم في رحاب الحرية وبين صفوف شعبهم واهلهم!!


كل الاسماء والرموز التي ذكرت اعلاه استشهدت وناضلت وثابرت وصبرت صبرا اسطوريا من اجل الارض الفلسطينية والوطن الفلسطيني السليب الذي يتعرض الى سطو و نهب منظم منذ العام 1948 ومرورا بالعام 1976 وحتى يومنا هذا يوم موعد الذكرى ال38 لانطلاقة يوم الارض الخالد والذي سطر تاريخه بالدم الشهداء والجرحى وجموع الشعب الفلسطيني الذي هب في وجه النهب والطغيان والغطرسة الاستيطانية الصهيونية اللتي ما زالت تمارس الامر نفسه من نهب وسطو مسلح على كل ماهو فلسطيني من الارض وحتى الانسان...الصهيونية الاستكبارية والاستيطانية سلبت وما زالت تسلب الارض الفلسطينية، وللأسف نجحت الى حد ما في سلب عقول بعض الفلسطينيون الذين تعَّبرنوا وتأسرلوا مقابل إغراءات معيشية وحياتية تبرر وجود وحضور هؤلاء المعيشي وغيابهم الوطني عن امور وشجون الشعب الفلسطيني... الحقيقة المُرة والامر من هذا الاعتراف بحقيقة نجاح استراتيجية عناصر السيطرة الاسرائيلية نحو فلسطينيي الداخل وعلى رأسها السيطرة الاقتصادية والثقافية، بتحييد عقول فئة لا يستهان بعددها من مجموع تعداد فلسطينيي الداخل، لكن نؤكد على حقيقة ان هذه الفئة الجاهلة والضالة ما زالت تشكل اقلية بينما الاكثرية من فلسطينيي الداخل كانت وما زالت ملتزمة بواجباتها الوطنية الفلسطينية ضمن الامكانيات المتاحة لهذا القطاع وهو جزء لا يتجزأ من كامل الشعب الفلسطيني اللذي يحيي سنويا ذكرى يوم الارض كمناسبه فلسطينيه يستذكرها الفلسطينيون وطنا ومهجرا منذ عام 1976.....نحن نتحدث عن مساهمة فلسطيني الداخل في إعتلاء سرج التاريخ الفلسطيني والمشاركة في صياغته وكتابته لابل المشاركة في جميع المناسبات الوطنية الفلسطينية.. لا ننسى طبعا ان الادب الفلسطيني المقاوم مصدره الداخل الفلسطيني لابل ان شاعر الثوره الفلسطينيه محمود درويش هو ابن فلسطين الداخل ولا ننسى رفيقه سميح القاسم ورفاقهما حنا ابوحنا وتوفيق زياد واميل توما وراشد حسين ومحمود دسوقي وتوفيق فياض وغيرهم الكثيرون من من رحلوا عن هذه الدنيا ومن بينهم المعاصرون او جيل مابعد الرعيل الاول والثاني..جميع هؤلاء حملوا ويحملوا الهم الفلسطيني وجسدوه ودوَّنوه كتابيا...سردا ونثرا وشعرا ونضالا..هؤلاء ايضا من من إعتلوا سرج التاريخ الفلسطيني ومَّروا من هنا تاركين اثارهم في المكان وعبر الازمان.. الحديث عن يوم الارض يبقى ناقصا اذا لم نتحدث عن تراث من زرعوا حب الارض والوطن في وجدان الاجيال الفلسطينيه الحاضره والغابرة.. دور المثقف الوطني في الدفاع عن قضايا شعبه..خبز الجلاد مذله والجوع من اجل الوطن كرامة..صحن الوطن وايادي اهله التي تزرع وتقلع في ومن ارضه.. نحن نتحدث عن الوطن واهم مقوماته وهما الارض والانسان!!
من هنا لابد لنا ان نُحيي ابناء وبنات الشعب الفلسطيني وطنا ومهجرا بمناسبة نضالهم المتواصل والمتعدد الاشكال ضد الغطرسة الصهيونية وعقلية الاستكبار والاحتلال وعنجهية القوة التي تمارسها سلطات الاحتلال الاسرائيلي ليس في مناطق الضفة الفلسطينية والقدس فقط لابل تشمل جميع مناطق تواجد فلسطيني الداخل من الجليل شمالا ومرورا بالمثلث الشمالي والجنوبي ومناطق الساحل وحتى النقب جنوبا اللذي يتعرض فيه فلسطيني النقب الى ابشع اشكال الاضطهاد ومصادرة الاراضي وهدم البيوت والتمييز ومحاولة محو وجود اكثر من 45 قرية عربية في النقب.. لايمكن فهم عملية زعم بكون سكان هذه القرى مواطنين في دولة تسلبهم كل شئ لابل انهم يعيشون في ظروف القرون الوسطى!...جميع مناطق التواجد الفلسطيني في الداخل تعاني من التمييز والفقر والاكتظاظ السكاني بسبب سياسة الدولة الاسرائيلية العنصرية التي صادرت اراضي العرب ومنحتها للمستوطنين والمستوطنات اليهودية اللتي تحاصر القرى والمدن الفلسطينية لابل ان اسراويل قد حوَّلت رقعة سكن سكان المدن الفلسطينية "ما يسمى بالمدن المختلطة" الى جيتو يطلقون عليه اسم "الجيتو العربي"..جيتو في الرملة واللد ويافا الخ يعيش فيه العرب على هامش مدنهم المُهَّودة..!


طرق مصادرة اراضي فلسطينيي الداخل متعددة، لكنها جميعا تصب في صالح المشروع الصهيوني الاحلالي والاقتلاعي..من بين طرق المصادرة نذكر: الاستيطان المباشر و شق الشوارع عبر اراضي القرى والمدن العربية، مصادرة الارض عن طريق القوة وقوانين الغابة ومن بينها ايضا القوانين العسكرية..فرض واقع قسري على الارض.، عدم المصادقه على الخرائط الهيكليه للمدن والقرى العربية بهدف اتاحة الفرصة للمستوطنات بالاستيلاء على المزيد من الاراضي العربية، التوطين القسري وحصر العرب على اصغر مساحة جغرافية ممكنه كماهو حاصل في النقب, سحب "الشرعيه" سواء شرعية ملك الارض او البيوت العربيه التي تهدمها اسرائيل بحجة " البناء الغير مرخص"، لا ننسى طبعا ان هنالك بعض السماسره العرب الذين يشاركون احيانا في "قوننَّة " وشرعنة الاستيلاء على الاراضي العربية بحجة ان هذا المستوطن او ذاك اشترى قطعة الارض وفي اكثر الاحيان تكون الاوراق مزوَّرة من وراء ظهر مالك الارض..التهويد ما زال ساري المفعول ويستغول عام بعد عام ومنذ عام 1948 وحتى يومنا تراجعت ملكية الفلسطيني من الارض من 16 دونم للفرد الواحد الى اقل من نصف دونم في الوقت الراهن لابل ان الاكثريه من الجيل الشاب الفلسطيني في الداخل لا تملك ارضا لا للبناء ولا للزراعه...صادرتها اسرائيل على مراحل وبطرق ملتويه ومع كل هذا لابد ان تكون الارض في صلب وجدان الشعب والانسان الفلسطيني لان الانسان هو عماد الارض وهو من يصونها ويذود عنها، لذا نطالب بإعادة بناء ودعم الوعي الفلسطيني لقضية معنى واهمية الارض..طرح الفلسطنة والعوربة كمشروع مضاد للأسرله والتغريب والتهجين وضرورة التأكيد على لساننا الناطق بالعربية وليس العربية.. لايجب ان تتكلم الارض فقط عربي لابل الواجب الاول ان يتكلم العربي عربي وليست عبري حتى يتمكن من حمل رسالة الارض وترسيخ مسؤولية الاجيال عن قدسية معنى وفحوى الارض والوطن..ضرورة ايضا استذكار واحياء ذكرى ابطال الارض كرموز وطنية... يوم الارض: أبطال إعتلوا سَّرج التاريخ الفلسطيني وخلدوا معنى قيمة الارض.. الى هؤلاء كل التحايا والرحمة كل الرحمة عليهم والى الارض الفلسطينية في يومها نقول: ما ضاع حق ووراءه مطالب...وعاش يوم الارض الخالد بخلود الشهداء وثبات الاحياء من من إعتلوا سرج التاريخ الفلسطيني وصنعوه ومجدوه...وحياكم الله اينما كنتم وتواجدتم وطنا ومهجرا..!!

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net


مقالات متعلقة