عير هملاخيم في ايلات: تعامل عنصري بعد سماع اللغة العربية

المحامي عماد الحاج- لم يحلم ابدا بتعامل كهذا وبالذات في يوم العيد

لم يتخيل المحامي عماد الحاج من قرية كابول في الجليل في اسوأ احلامه انت تتحول رحلته  العائلية لايلات لقضاء عطلة العيد الى اهانة ومعاناة.
وروى الحاج في حديث له مع صحيفة "كل العرب" الصادرة اليوم الجمعة تفاصيل رحلته ومعاناته قائلا:" سافرنا انا وزوجتي افنان واولادي جواد (4 سنوات) وابنتي ليليان (9 سنوات) الى مدينة ايلات لقضاء عطلة العيد هناك وذلك بعد ان قمنا بالحجز في احد فنادق المدينة".




"الأولاد اصروا على الذهاب بعد مشاهدة الاعلان في التلفاز"

وتابع الحاج يروي قصته:" صباح يوم العيد قررنا زيارة مدينة الملوك (عير هملاخيم) وهي مدينة ملاهي حديثة، حيث قمنا بشراء تذاكر الدخول من شباك التذاكر والتي وصلت قيمتها الى حوالى 500 شاقل ولم تقم الموظفه التي تبيع التذاكر باعطائنا اي تعليمات باستخدام المرافق هناك. بعدها، انتظرنا بالدور حتى نستطيع الدخول الى مكان يسمى مغارة الملك سليمان حيث توجد هناك سفينة تنزلق على الماء، حيث اننا زرنا المكان خصيصا من اجل ان يستمتع اولادي بالركوب فيها بعد ان شاهدوها في احد الاعلانات التلفزيونية وطلبوا خصيصا الذهاب اليها. وعلى مدخل مغارة سليمان وقفت فتاه من اصل اثيوبي تقوم بتنظيم الدخول الى المكان، دخلت انا اولا لاقوم بحجز دور للصعود للسفينه وبقيت زوجتى خلفي حيث طلبت من الفتاه اعطائها تعليمات حول استخدام السفينة وبدأت الفتاة تشرح التعليمات وفي الوقت ذاته قامت زوجتي بترجمة التعليمات لاطفالنا باللغة العربية، ويبدو ان حديث زوجتي باللغة العربية لم يرق للفتاه وتغير حالها وقالت لزوجتي انها لن تسمح لهم بالصعود للسفينة. وحصل جدل بين زوجتي والفتاه التي بدأت تتحدث بكلمات نابيه ومنها "عربية وقحه" وقامت الفتاه بالاتصال بالمسؤول عبر جهاز الارسال وهي تقول تعال حالا يوجد هنا عرب يحدثون فوضى، بعدها اتصلت زوجتي وقالت لي انه حدث معهم مشكله وانه علي العوده الى الخارج لكي يتم حل المشكله".

"أكاذيب وافتراءات بعد سماع اللغة العربية"
واستطرد الحاج الحديث:" بعد وصول المسؤول غيرت الفتاه اقوالها وقالت للمسؤول انها شرحت لزوجتي انها لا تستطيع الدخول لان ابني طوله اقل من متر و (20 سنتمتر) ووفق تعليمات الامان ليس بامكانه استخدام السفينه وان زوجتي بدأت بشتمها واهانتها، وهذا كان كذبا لانها لم تقل لها شيئا من هذا القبيل، وطلبت من المسؤول ان يقوم بقياس طول ابني لاثبت للفتاة الاثيوبية افتراءاتها الكاذبه. وبالفعل بعد قياس طول ابني تبين لسوء حظهم ان طوله بالضبط متر و(20سنتمتر)، عندها طلبت من المسؤول اعادة ثمن التذاكر لاننا لا نريد البقاء في المكان وقلت له ان معاملتهم عنصرية وان العمال يتصرفون بفضاضة ووقاحه وعنصرية. عندها بدأ المسؤول بالصراخ وقال لي اخرج من هنا لن اسمح لك بالحديث عن العمال هنا، وبدأ بدفعي بالقوة حتى اخرجني الى المدخل الرئيسي واعطى التعلميات للعمال بمنعنا بالدخول مره اخرى رافضا اعادة ثمن التذاكر. اتصلت بالشرطة التي حضرت الى المكان وقامت بايقاف المسؤول للتحقيق وقمت بعدها بتقديم شكوى رسمية في شرطة ايلات".
وعن تجربته المريرة وخاصة ان اطفاله كانوا معه قال الحاج:" قررنا الغاء جميع الحجوزات وقمنا بحزم حقائبنا استعدادا للعودة، لقد شعر اطفالي بالاشمئزاز من هذه المعاملة وخاصة ان الرحلة كانت من اجلهم، واتذكر كيف انه عندما حضرت الشرطة بدأوا بالبكاء والصراخ".
وفي ختام حديثه وجه الحاج نداءا لكل مواطن عربي بعدم زيارة  اماكن ترفيه يديرها غير العرب وقال :" انصح كل مواطن عربي بعدم زيارة اماكن ترفيه لا يديرها عرب خاصة في المناسبات والاعياد وذلك تفاديا لاي معاملة عنصرية مثلما حصل معنا، والاستجمام في الدول العربية المجاورة او في المتنزهات العربية في البلاد، وانا اقولها ليس من منطلق عنصري رغم اقتناعي ان ما حصل معي لا يمثل افكار كافة الشعب الاسرائيلي".

تعقيب "عير هملاخيم" في ايلات:
وجاء في تعقيب مدينة الملوك على لسان ران راهف:" يؤسفنا ان الوالدان المشتكيان رفضوا الانصياع لتعليمات الامان في المكان والتي تلزم بان يكون طول الشخص الذي يريد استخدام مرفق السفينة وشلالات سليمان، متر و20 سنتمتر، ورغم امر المنع ومخالفا لكل تعليمات الامان اصر الوالدين ادخال ابنائهم الى السفينة وبذلك يتم تشكيل خطر على حياتهم.
وجاء في التعقيب ان العاملة قامت بعملها وفق التعليمات وبامانة ورغم ذلك تلقت الشتائم والكلمات النابيه من الوالدين، ولاسفنا الشديد يحصل ذلك رغم حرصنا الدائم على سلامة الزائرين للمكان".

تعقيب النائب محمد بركة:
النائب محمد بركة، رئيس كتلة الجبهة البرلمانية قال:" الاعتداءات علىالمواطنين العرب تحولت في الاونة الاخيرةالى ظاهرة مقلقة من حيث حجمها ومدى انتشارها، والامر لا يقتصر على رجال الامن - كما كان سابقا - وانما انضم اليهم الان، افراد شركات الحراسة وبعض المواطنون اليهود.
الاعتداء على العائلة من قرية كابول في ايلات ينضم الى سلسلة اعتداءات حدثت في اسبوع واحد، وهذا انعكاس لحالة الانفلات العنصري، الذي تفشى في سدة الحكم والخطاب السياسي الرسمي ليتنقل الى الشارع الاسرائيلي بهذا الحجم."

تعقيب النائب د. احمد الطيبي:
عقب النائب الدكتور أحمد الطيبي رئيس الحركة العربية للتغيير قائلا:" ظاهرة السلوك العنصري ضد المواطنين العرب معروفة وتكررة خاصة في المناسبات والاعياد،عندما يكثر المواطنين العرب من زياراتهم إلى المتنزهات والأماكن العامة. الاحتكاك في حادثة المحامي عماد الحاج لم يكن حول موضوع طول قامة الاطفال انما على اساس عنصري لان الالفاظ العنصرية  التي تفوهت بها الموظفة وتصرفات المسؤول عنها كانت فاضحة وعنصرية. "
واشار المكتب البرلماني للنائب احمد الطيبي ان الطيبي سيرسل رسالة  الى ادارة مدينة الملوك وكذلك الى بلدية ايلات والى الجهات الرسمية المختصة من اجل التحقيق في هذه التصرفات واحقاق عائلة عماد الحاج.

هل تعتنبر فعلا ان ما حدث لعائلة الحاج في "عير هملاخيم" في ايلات هو عمل فردي ولا يمكن تعميمه على جميع المتنزهات واماكن الاستجمام اليهودية؟