الكونديتور محمود عباس:

زوجتي في البيت لا ترغب بدخولي الى المطبخ لأن عملي في بعض الأحيان يجعل المطبخ غير مرتب ولكني دائماً أحب أن أبتكر أمورًا مميزة داخل مطبخ بيتي

العين هي التي ترغب فعندما ترى العين أن الطبق مميزا فهي التي تأكل وهذا بالضبط ما أحتاجه وهو ان أطعم العين قبل الفم فأعمل على الفن الخارجي في الشكل والفن الداخلي في الذوق

ابتكرت خمس كعكات على شكل قطار بدون أي بيضة واحدة وأهتم كثيراً اذا كان الشخص يعاني من مرض السكري أو أي مرض آخر فاجعل الكعكة صحية تماماً للشخص وأبتعد كلياً عن المواد الكيماوية التي تستخدم في مجال الحلويات

شيف الكونديتور محمود عباس ابن دير حنا، صاحب اياد ذهبية تعرف كيف تداعب الخضراوات والفواكه لصناعة الحلويات بأشكالها وأصنافها، ما لذ منها وما طاب، وهذا لم يأت من فراغ إنما بعد مشوار سنوات قضاها بين اكبر وافخم الفنادق في البلاد وخاصة في طبريا، فمحمود متزوج ولديه ابنة وحيدة. ويقول عباس:" منذ أكثر من واحد وعشرين سنة وأنا أعمل في الفنادق، وعملت في أفخم الفنادق في البلاد وفي طبريا خاصة، كنت مولعاً بالمطبخ منذ صغري، فتعلمت فن الطبخ في مدرسة "هوليداي ان" الطبرانية، وبعدها انتقلت للعمل في فندق حوف جولان وعملت هناك خمس سنوات، كنت الشيف كونديتور، تعلمت اللقب الأول في مجال الطبخ وبعدها اخترت مجال تحضير الحلويات بحكم إرضاء ذاتي وهوايتي، واستلمت في الفندق عمل صنع الحلويات، ومن ثم انتقلت للعمل في فندق شيراتون وفندق ليوناردو بلازا لفترة تسع سنوات، وقد شهد الجميع ازدهار هذا الفندق، وأيضاً عملت كشيف كونديتور".

ويضيف محمود عباس:" مشواري بين الحلويات ولّد لدي موهبة الرسم على الفواكه وتزيين الصحون، وأنا أمارسها بشكل يومي في مناسبات الأعراس والأفراح، واستقبال وفود وزراء ورؤساء وشخصيات رسمية، والكثير من المناسبات الرسمية، وهكذا بدأت في تطوير هذا الأمر حتى شعرت ان علي ان استقر في عمل خاص بي، فافتتحت كونديتوريا بيتية، أمارس من خلالها، تعليم طلاب في دورات، وتشمل فعاليات نافورة الشوكولاطة وعمل الكوبكيك، وأيضاً الرسم على الصحون وفن التزيين وفعاليات عديدة أخرى. أعتبر مجال تحضير الحلويات فناً لا متناهي الحدود، لأن الحلويات التي أقوم بصنعها هي بمثابة صور فنية، أعبر بها عما يجول في خاطري كالريشة في يد رسام، وما يثلج الصدر ان العين تأكل قبل الفم، والزوار والمشاركون في المناسبات يتذوقون الاشكال قبل تناولها، ودائماً أتبع أسلوباً جديداً، فأنا أحاول ابتكار أساليب مميزة وجديدة، مثل كعكة العشرة أمتار التي صنعتها في أول فندق عملت فيه، وأيضاً صنعت كعكة ثمانية أمتار، ومن هنا أصبح من السهل علي أن أقوم بصنع كعكة متر ونصف في بيتي، على حسب طلب الشخص صاحب الكعكة، فمثلاً هناك شخص لديه حساسية من البيض، طلب مني صنع كعكة له، فابتكرت خمس كعكات على شكل قطار بدون أي بيضة واحدة، وأهتم كثيراً اذا كان الشخص يعاني من مرض السكري أو أي مرض آخر، فاجعل الكعكة صحية تماماً للشخص، وأبتعد كلياً عن المواد الكيماوية التي تستخدم في مجال الحلويات، وعملي فقط من المواد الطبيعية، لأني أعي أن من سيأكل منه أنا وأهلي، وكل شيء أبيعه يجب أن أغرس فيه كل فن واتقان والضمير والذوق، لذلك فأنا دائماً مميز في كل شيء، والحمدلله، فهذه من نعم الله علي".

وتابع محمود عباس: "هذه المرة الأولى التي أنظم فيها دورة للنساء في مجال الطبخ والذي هو مجال النساء، ولكن في الحقيقة في كل مرة أتواجد في مناسبة مثل الأعراس، جميع النساء تقريبًا، يتوجهن الي حتى يشاهدن عن كثب ما اقوم به، والاسئلة لدى النساء في هذا المضمار كثيرة ومتنوعة، ويردن معرفة كل صغيرة وكبيرة، ان مجال الطبخ والحلويات من نصيبهن. اعمل أيضاً في مجال الحفر على البطيخ وعلى القرع، فاكتب اسم العريس والعروس على البطيخ، واعمل كل شيء مميز يلفت الأنظار، فنحن في الوسط العربي لدينا كل شيء متشابه، من حيث الأطباق وطاولة التقديم في الأعراس، ولكن لدي طريقتي الخاصة في ابتكار طرق ترتيب جديدة ومميزة التي تشد نظر كل من لمحها". وأردف : "زوجتي في البيت لا ترغب بدخولي الى المطبخ، لأن عملي في بعض الأحيان يجعل المطبخ غير مرتب، ولكني دائماً أحب أن أبتكر أمورًا مميزة داخل مطبخ بيتي، فالعين هي التي ترغب، فعندما ترى العين أن الطبق مميزا فهي التي تأكل، وهذا بالضبط ما أحتاجه وهو ان أطعم العين قبل الفم، فأعمل على الفن الخارجي في الشكل والفن الداخلي في الذوق. السر الذي يكمن في نجاحي وتميزي هو حبي لمهنتي، وحب العمل هو أمر ضروري حتى ينجح الشخص في عمله ويتألق".