الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 24 / أبريل 15:02

ملاحظات صغيرة إلى شاعر كبير/ ب. فاروق مواسي

كل العرب
نُشر: 04/03/14 15:52,  حُتلن: 08:24

ب. فاروق مواسي :

القصيدة نشرت في مجموعتي "قبلة بعد الفراق". القدس: مطبعة الرسالة- 1993، ص 20-24.

نشهد هذه الأيام أجواء النفاق والممالأة والتملق من قبل الألمان للسياسة الإسرائيلية التي أخذ العالم يصحو على نهجها العدواني.
ذكّرني ذلك بما قام به شاعر عالمي، إذ أنني دعيت سنة 1988 إلى "بيت الأديب" في تل أبيب لاستقبال الأديب الروسي يفغيني إيفتشنكو، وهو شاعر مميز بشعره، وبإلقائه الجميل المعبّر. 

قرأ الشاعر فيما قرأ قصيدته الرائعة (بابي يار) وفيها يتحدث عن جرائم النازية.
تسنى لي أن أتجاذب أطراف الحديث معه، وقد سمعت تهافته في حديثه للدفاع عن السياسة الإسرائيلية، فسألته: "هل كتبت شيئًا عن القتل اليومي الذي يجري في بلادنا؟ هل أنت تتابع القضية الفلسطينية؟
لم ينبس الشاعر ببنت شفة، لكني كتبت له قصيدة فهم هو روحها قبل أن يعود إلى بلاده.

القصيدة نشرت في مجموعتي "قبلة بعد الفراق". القدس: مطبعة الرسالة- 1993، ص 20-24.

......................................................................

ملاحظات صغيرة إلى شاعر كبير
إلى يفغيني يفتشنكو

أن تكتُبَ (بابي يار)
تُنكِرَ مَذْبَحَةً في أبْكى الأشعار
تَصْفَعَ ظُلْمًا، تُشْهِرَ قَلَمًا
أنتَ الرُّوسِيُّ بِحَقّ.
ــــــــ

أنْ تشربَ (فودكا)
وتقولْ / لِنَديمِك:
صَحَّهْ
وتَظلُّ العينانِ تجوسانِ خِلالَ المُلْحهْ
أنتَ الرُّوسِيُّ بحَقّ.

ــــــــ

أن تقرأ أشعارًا بِعُذوبَهْ
ممتَلِئًا بالصَّوْتِ وبالحَرَكَهْ
وتَسوقَ اللعْنَةَ للبَرَكهْ
أنتَ الرُّوسِيُّ بِحَقّ.

ــــــــ

أنْ تَغسِلَ وَجْهَكَ بالنَّوْمِ وبالصَّحْوهْ
مع رائِحَةِ الصبحِ الثَّلجِيِّ وَشُرْبِ القَهْوَهْ
وتُغَنِّي للفُولْجا
أنتَ الرُّوسِيُّ بِحَق.

ـــــــ
لكنِّي أنْكَرتْ
في مَذْبَحَةٍ تَنْزِفُ يوميًا
وَتُوَزَّعُ بالدَّوْرِ
ألا يَجْذِبُكَ الايقاعُ إلى أبياتٍ شِعْرِيَّهْ
حَتى لا بَرْقِيَّهْ
آتِيَةً مَأْتِيَّهْ
كي تَصْفَعَ ظُلْما/
تَشْريدًا/ هَدْما/
دَفْنًا جُرْحًا مَوْتًا زِفْتًا
كي تَبْقى الرُّوسِيَّ بِحَقّ!!

-----------
إشارة: كتب الشاعر يفغيني يفتشنكو قصيدة (بابي يار) سنة 1961، وذلك احتجاجًا على المذابح التي قام بها النازيون في أواخر سنة 1941 في بابي يار قرب كييف. وفي هذه القصيدة يبرر الشاعر صرخته وسبب احتجاجه، ويختمها بالقول:
"وعلى ذلك فأنا الروسي بحق".
وفي أوائل ديسمبر 1988 زار الشاعر تل أبيب، وقد التقيته وطرحت أمامه التساؤلات في قصيدتي، فوجم وكأن على رأسه البطريق.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net


مقالات متعلقة