ما بالُ شُعوبِ العَرَب تَنهَزِمُ تتراجعُ وإلى الخَلقِ تتقهقَرُ
مَضَت عُقود على نَكبةِ فلسطين نَتبادلُ التُّهَمَ ولا مَن يَعتذِرُ
وكأنَّ شيئا" لم يَكُن ولاناقوسُ الخَطَرِ يُحذِّرُ
صُفِعنا مرّاتا" تِلوَ مرّاتٍ صلّينا ونصرٌ مِنَ الله ننتظرُ
يَنصُرُ الله مَن يسعى لنَصرِهِ ونحنُ كالموتى أو كمَن يُحتضرُ
يَدٌ واحدةٌ لا تُصفّقُ وأيادي العُربِ تقفّعت وباتَت إظفَرٌ
في سُدّةِ القيادةِ أفاعٍ عُيونها من ضوءِ نوّاصةٍ تَنبهرُ
لنا قادةٌ تُقادُ كالماعِزِ وبقَرعِ جَرَسِ الكرّازِ تُسَيَّرُ
بِعنا حقوقَنا بأبخَسِ الأثمانِ وكأنَّ فاقدَ الشَّرَفِ لا يَخسرُ
يُحرِّضونَ المُسلمَ على المُسلِمِ وأولادُنا مِنَ الجوعِ تتضوّرُ
نَطعنُ بَعضنا في ظُهورِنا بشهادةِ الخُلفاءِ علِيٌّ وعُمرُ
وكأنَّ الخيانةَ صارت سُنّةً وإن لم نُبخن قلوبُنا تنفطِرُ
ما بينَ المُحيط والخليج يَغرقُ وقلوبُنا من الآهاتِ تُعتَصَرُ
حَزِنَ النّخيلُ فإرتدى الظِّلالَ وَصُدِمَ الياسمينُ فنَضَبَ العِطرُ
سَلَّحوا بَعضَنا لقتلِ بَعصِنا ولأدنى قواعدِ الحَياءِ نفتقِرُ
سانَدوا أعداءَ العروبةِ والإسلامِ وكانوا لهُم أيادٍ لَيتَها تَتَكسَرُ
وَيلٌ لِرِجالِ دينٍ دُعاةُ تكفيرٍ لِحى الله لحاهُم أيُّها البَشَرُ
تناسَوا فِلَسطينَ وتبِعوا الشّياطينَ والقُدسُ تَبكي تنوحُ وتتحسَّرُ
مَزّقنا بَعضنا وما زِلنا نسكُبُ العَبَراتِ ولا نَعتَبِرُ
تَستَجدِيَ السِّلاحَ لقتِلٌ أهلِنا وَكلُّ أعداءِنا تشمئِزُّ مِنَّا وتسخَرُ
إذا صَفَّقَ لكَ عَدُوُّكَ انتبه لأنَّهُ يَحفرُ قَبرَكَ وعَليهِ يُعَمِّرُ

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net