الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 20 / أبريل 15:01

هل حقا ستحسم قضية الناصرة في محكمة العدل العليا؟/ بقلم: سهام فاهوم غنيم

كل العرب
نُشر: 29/01/14 17:17,  حُتلن: 18:50

سهام فاهوم غنيم في مقالها:

إن من واكب قضية المسار القضائي في قضية بناء مسجد شهاب الدين بكل حذافيره وتعثراته يدرك جل اليقين أنه ما اشبه اليوم بالأمس

 على الجميع أن يعلم أن الناصرة كالقدر كل يحاول أن يغرف بمغرفته ما عدا المواطن المسكين الذي ليس لديه مغرفة

إعتقد الكثيرون أن المهندس رامز جرايسي هو اللاعب الرئيسي ولكنه عمليا لاعب احتياط ترفع له البطاقة الحمراء او الصفراء او البطاقة الخضراء إن كان هناك بطاقة كهذه

من يعتقد ان هناك عدالة فهو مخطئ، ومن يعتقد أن القضاة يتخذون قراراتهم بدون ضغوطات فهو مخطئ ومن يعتقد أن الحكومة والشاباك يتخذون قراراتهم بدون ضغوطات فهو مخطئ

من يؤمن بنزاهة الانتخابات في أي مكان في العالم فهو مخطئ لأنها عبارة عن تسليم صك الاعتراف بالسلطة من قبل من لا يملك شيئا لعله فيما بعد سيملك شيئا للذي يملك كل شيء 

الحل أن يكون جرايسي صاحب قرار ذاتي ولو لمرة واحدة وينسحب من اللعبة حتى ينجو من براثن التاريخ ! خاصة وأن الخطة هي تسليم السلطة لرفيق اخر بعد سنتين ونصف وحتى الانتخابات القادمة

 لغة الجسد عند جرايسي تشير على أنه منهك جدا مهما حاول اظهار العكس واذا عاد جرايسي فهل يستطيع أن يساعد المواطنين على التخلص من الفكر الديخوتومي الثنائي الذي اوجدته الجبهة في هذا البلد

في مقالي السابق لم ارد ان انزع الفرحة من قلوب الالاف واخبرهم أن الحكاية بدأت ولم تنته. لكن بعد نجاح الاضراب والمظاهرة التي اقيمت يوم الجمعة بتاريخ 24.1.2014 واستمرار المسار القضائي رأيت انه بالإمكان اضافة بعض التصورات المستقبلية للوضع الراهن.

ما اشبه اليوم بالأمس ! 
إن من واكب قضية المسار القضائي في قضية بناء مسجد شهاب الدين بكل حذافيره وتعثراته يدرك جل اليقين أنه ما اشبه اليوم بالأمس، خاصة وان اللاعبين الرئيسيين هم انفسهم في الحالتين.  يعتقد الكثيرون أن المهندس رامز جرايسي هو اللاعب الرئيسي ولكنه عمليا لاعب احتياط ترفع له البطاقة الحمراء او الصفراء او البطاقة الخضراء إن كان هناك بطاقة كهذه. حتى قرار ابقاءه او طرده من اللعب يبقى قرار الاخرين.

اتخاذ القرار 
إن من وقف في دهاليز المحاكم واروقة الحكومة وقاعات البلدية في الحالة الاولى يدرك ويعلم علم اليقين أن القضية لن تنته وأن انتهت فهي فقط صوريا. ان الحالة اكبر بكثير من سكان الناصرة الطيبين والبسطاء والسذج. من يعتقد ان هناك عدالة فهو مخطئ، ومن يعتقد أن القضاة يتخذون قراراتهم بدون ضغوطات فهو مخطئ ومن يعتقد أن الحكومة والشاباك يتخذون قراراتهم بدون ضغوطات فهو مخطئ. ان الضغط الشعبي من العوامل المؤثرة مباشرة على القرارات، على شرط ان يكون من نوع النفس الطويل وليس القصير، لذالك يكون العمل المضاد على تنفيسه وتمييعه بمختلف الاشكال والصور حتى يتسنى اتخاذ القرار المطلوب في لحظة التمييع هذه. فعندما تهدأ النفوس وينزل منسوب الحمم الانفعالية ويتم شراء بعض الذمم ويبدأ الجمهور بالابتعاد عن القضية لأنها طالت ، عندها يتخذ القرار الذي بمجمله ضد الرغبة الشعبية.
لذالك إن كان هناك قرار سيصدر فإنه سيكون قرارا ذا ذيل، بمعنى ان القرار سيفتح قضية او حالة جديدة. ومثال على ذالك القرار الاخير الذي صدر والذي يثير تساؤلات كثيرة حتى عند من ليسوا من بحار القانون.

 القانون يطوع للسياسة
اما أغرب ما في الموضوع ان سعر رد الاستئناف لسلام كان سعره 30000 شاقل بينما استئناف جرايسي 6000 شاقل!
لذالك كل من يتعلق ويعلق اماله على القانون عليه خفض سقف توقعاته، خاصة اذا كان الامر يتعلق بقضية سياسية، فالقانون والسياسة في معظم الاحيان لا يلتقيان، في اغلب الاحيان يطوّع القانون للسياسة. على الجميع أن يعلم أن الناصرة كالقدر كل يحاول أن يغرف بمغرفته، ما عدا المواطن المسكين الذي ليس لديه مغرفة. الكل يحاول ان يكون له قرار وتعطى الفرصة له ما عدا المواطن صاحب القرار الاول والاخير.  وعلى ذالك فهي كما يقول المثل الشعبي "كالأرملة كل من شافها شمّر واجاها هروله". بعد كل ما يحدث الآن من كشف تزوير وتجاوزات، يسأل السؤال نفسه الذي سألناه لمدة اربعين عاما هل فازت الجبهة بأصوات نزيه؟

نزاهة الانتخابات
بعد مقالي الاول وصلتني بعض المعلومات من رفقاء سابقين حول الموضوع ، ولكن بدون اثباتات شفوية صريحة او مكتوبة من الصعب كتابة مثل هذه المعلومات.
من يؤمن بنزاهة الانتخابات في أي مكان في العالم فهو مخطئ، لأنها عبارة عن تسليم صك الاعتراف بالسلطة من قبل من لا يملك شيئا لعله فيما بعد سيملك شيئا للذي يملك كل شيء ، خاصة اذا دعمت هذه الانتخابات من قبل الحيتان الكبيرة وليس من قبل الاسماك الصغيره.
اما السؤال الذي يطرح نفسه فهو لماذا تصر جميع الجهات التي تقف وراء الجبهة ان تبقيها على الحكم بنفس شخصياتها ورموزها؟ ان الاجابة بسيطة جدا على السؤال وهو ان هذه الجهات لم تستطع ان تبلور جسما بديلا يقدم لها نفس الخدمات من توفير لحرية الحركة وتقديم التسهيلات والحصول على الامتيازات على طبق من ذهب حتى ولو كان في بعض الاحيان على حساب المواطن المسكين الذي يدفع مقابل الخدمة ولا يمكنه الحصول عليها ، بينما غيره يأخذون الخدمة بدون دفع المقابل.

ما هو الحل؟
الحل أن يكون جرايسي صاحب قرار ذاتي ولو لمرة واحدة وينسحب من اللعبة حتى ينجو من براثن التاريخ !! خاصة وأن الخطة هي تسليم السلطة لرفيق اخر بعد سنتين ونصف وحتى الانتخابات القادمة.
هذا اضافة الى ان المدينة ستدخل في دوامة الصراع بين المجلس كاغلبية ليست في صفه، ولكن هذا لا يمنع ان تصر الحكومة على ابقاءه. في عام 1998 نصح احد موظفي الداخلية احد قيادات الموحدة بالدخول بالإتلاف البلدي قائلا: ان لم تدخلوا الائتلاف فان الحكومة ستدعمه ليحكم لوحده حكما مطلقا مدة الاربع سنوات. واكبر دليل على ذالك انه بعد سنة واكثر من جرجرة المحاكم وافق على عقد جلسة المجلس الاولى.

فترة حكم جرايسي
لا شك أن فترة حكم جرايسي شهدت ما شهدت من امور وتقلبات جديدة لم تحدث في السابق سيسجل التاريخ انه كونه صاحب السلطة الاولى في البلد فهو المسؤول الاول عنها وهو المسؤول الاول لما حدث فيها حتى لو لم يكن هو المخطئ الوحيد ، لان الذي يحاسب من يقبع في السلطة وليس الذي خارجها. هذا اضافة الى افرازات جديدة لم تكن في السابق ومنها انه احدث نقلة في عالم الفكاهة والكاريكاتير فهو اول شخصية كاريكاتيرية عربية في اسرائيل ولم تكن هناك من قبل شخصية كاريكاتيرية بارزة. ولكن هذه الشخصية ابرزته كعدو لشعبه وليس كمدافع عنه!! خاصة وأن مؤيديه لم ينجحوا بإظهاره من المنطلق المقابل.

نفرض جدلا أن الحكومة اعادته وفرضته من جديد فهل يستطيع الاستمرار؟
ان لغة الجسد عند جرايسي تشير على أنه منهك جدا مهما حاول اظهار العكس. اذا عاد جرايسي فهل يستطيع أن يساعد المواطنين على التخلص من الفكر الديخوتومي الثنائي الذي اوجدته الجبهة في هذا البلد. هل سيتخلص هو ومن حوله من الفكر الاقصائي الذي يعتمد على "ان من ليس معي فهو ضدي"؟ او مقولتهم الشهيرة" من ليس شيوعيا فهو جبهوي ومن ليس جبهوي فهو خائن؟ هل يستطيع هو ومن معه الخروج من اطار الفكرية المقولبة التي عاشوا في اطارها المقولب خلال عشرات السنين ؟ من يقرأ جريدة الاتحاد مثلا يرى ان عددها الاول مطابق لعددها الاخير. هل يستطيع ان يخلص المواطن من وقفة الايتام على موائد اللئام؟ هل يستطيع ان يدير الازمات في البلد والذي اثبتت الحيثيات انه غير قادر على ذالك؟ في عام 1998 بدل ان يكون وسيطا اصبح طرفا وفي احداث 2013 بدل ان يكون منافسا اصبح عدوا؟ هل يستطيع ان يقنع الذين صنعوا صندوق محدودي الحركة الذي لو لم يعرفوا ما به مسبقا لما صمموا على فتحه وصندوق الجنود وغيرها من الصناديق في السنوات السابقة ان يجلسوا على كرسي الاعتراف ويظهروا للجمهور الحقيقة الجلية الواضحة؟ هل يستطيع وبكل جرأة ان يكشف حقيقة الملفات التي تدور حولها النقاشات؟ هل يستطيع هو ومن حوله التمييز بين التحريض والانتقاد وعدم الاسراع في تقديم الشكاوي ؟ للتفكه نقول انه من كثرة الشكاوي التي قدمت نقلت المسكوبية الى البلدية !!هل يستطيع هو ومن حوله الانتقال الى الفكرية الجمعية والجماعية المنفتحه؟ هل سيستطيع الاصغاء وليس فقط السمع هو ومن حوله لآلاف الشكاوى والتأوهات من المساكين والغلابى؟ من يستطع الاصغاء للكبار يستطع ايضا ذالك للصغار! في بلد يحاسب فيه من هو خارج السلطه وليس من بداخلها ، هل يستطيع قلب ظهر المجن ويقلب الآيه؟ هل يستطيع ان يقتنع هو ومن معه ان استراتيجية الحوار افضل من استراتيجية افضل وسيلةللدفاع هي الهجوم؟

نقل البلدية الى مصفّحة
اما التساؤل الاخير فهو هل سيتم نقل البلدية الى مصفّحة!
وللتفكه نقول وبعد كل هذه التساؤلات وبعد ان صرح سلام انه مصنوع من نوروستا هل يستطيع ان يقوم جرايسي ويصرح مم هو مصنوع هو الآخر؟ علينا الانتظار لصدور القرار ولكن لنعلم ان وراء الاكمة ما وراءها!!

مقالات متعلقة