الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 17:02

في ذكرى مولد الهادي البشير/ بقلم: الأستاذ سعيد فالح بكارنة

كل العرب
نُشر: 16/01/14 22:11,  حُتلن: 22:33

تحل علينا في هذه الأيام ذكرى غالية عزيزة على جميع المؤمنين في كل بقاع الأرض ألا وهي ذكرى سيد الخلق والأنام ، سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام .
تحل علينا هذه الذكرى العطرة في أيام عصيبة على الأمة الإسلامية والشعوب العربية خاصة في مصر وسوريا والعراق ،لتذكرنا بميلاد السراج المنير والهادي البشير، الذي أرسله الله تعالى رحمة للناس كافة ليخرجهم من الظلمات إلى النور ، من ظلمات الجهل إلى نور العلم ،ومن ظلمات الشرك والكفر إلى نور التوحيد والإيمان، ومن عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة .
إن مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان إيذانا بزغ فجر جديد على البشرية ، فجر يغلب فيه النور الظلام ، ويسود فيه العدل ، ويقهر الظلم وتعم فيه الرحمة على العالمين كما قال الله تعالى : " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ " (سورة الأنبياء آية 107)
إن البرية يوم مبعث أحـــمدٍ *** نظر الإلهُ لــها فبدّل حالها
بل كرَّم الإنسان حين اختار من *** خير البريــة نجمها وهلالها
لبس المرقع وهو قائـــد أمةٍ *** جبت الكنوز وكسَّرت أغلالها
لما رآها الله تمشي نـــحوه *** لا تبتـغي إلا رضاهُ سعى لها

حقا هو رحمة الله للناس أجمعين، عربهم وعجمهم، أسودهم وأحمرهم ، مؤمنهم وكافرهم، بل شملت رحمته ـ صلى الله عليه وسلم الطير والحيوان، فكان رحمة لمن على الأرض جميعا فها هو صلى الله عليه وسلم يحث على الأخلاق السامية ويحرم دم المؤمن كما ورد عنه في الحديث الشريف : " لا تحاسدوا ، ولا تناجشوا ، ولا تباغضوا ، ولا تدابروا ، ولا يبع بعضكم على بيع بعض ، وكونوا عباد الله إخوانا ، المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره ، التقوى هاهنا – ويشير إلى صدره ثلاث مرات – بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ، كل المسلم على المسلم حرام : دمه وماله وعرضه " رواه مسلم " ويقول في حديث آخر : " من أعان على قتل مسلم ولو بشطر كلمة جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه أيس من رحمة الله " . وقد حرم الرسول صلى الله عليه وسلم مجرد حمل السلاح حتى للإشارة إلى الشخص ، فقد روي عنه أنه قال : " من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى يدعه وإن كان أخاه لأبيه وأمه "
وها هو صلى الله عليه وسلم يضرب لنا مثالا عظيما في العفو والتسامح عندما دخل مكة فاتحا وإذا به يعفو ويصفح عمن آذوه أشد الأذى كوحشي قاتل حمزة وعكرمة بن أبي جهل ويقول لهم : " اذهبوا فأنتم الطلقاء "
وقد بين عليه الصلاة والسلام أهمية حسن الخلق والمعاملة فقد روي عنه أنه قال : "أكمل ُ المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً، وخياركم خياركم لنسائهم "ً. وكان يوصي أصحابه بزوجاتهم خيراً ويقول: إنما هن عوان عندكم -أي أسيرات-".
وعن حسن عشرته مع الخدم يقول أَنَس بْن مَالِك : " خَدَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرَ سِنِينَ لَمْ يَضْرِبْنِي يَوْمًا قَطُّ وَلا سَبَّنِي وَلا نَهَرَنِي خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم، عشر سنين والله ما قال لي: أفاً قط، ولا قال لي لشيء: لم فعلت كذا وهلا فعلت كذا ".
وعن تواضعه صلى الله عليه وسلم : تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عندما سئلت ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قالت: يخيط ثوبه ويخصف نعله ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم. وفي صحيح البخاري عن الأسود قال: سألت ُ عائشة ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قالت: كان يكون ُ في مهنة أهله -تعني في خدمة أهله فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة.

زانتك في الخلق العظيم شمائل **** يغرى بهن ويولع الكرماءُ

فإذا سخوت بلغت بالجود المدى **** وفعلت ما لا تفعل الأنواءُ

وإذا عفوت فقادرا ومقدرا **** لا يستهينُ بعفوك الجهلاءُ

وإذا رحمت فأنت أم أو أب **** هذان في الدنيا هما الرحماءُ

وإذا خطبت فللمنابر هزة **** تعرو الندي وللقلوب بكاءُ

وإذا أخذت العهد أو أعطيته **** فجميع عهدك ذمة ووفاءُ

وفي هذه الذكرى العطرة ندعو الجميع إلى دراسة سيرته صلى الله عليه وسلم والاقتداء بنهجه القويم والسير على دربه القويم والتخلق بخلقه العظيم كي نكون من الفائزين في الدنيا والآخرة ، كما نبتهل إلى الله تعالى أن يفرج كروب إخواننا المقهورين والمظلومين في كل مكان وأن يعرف عنهم غمامة الذل والهوان.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net


مقالات متعلقة