الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 23 / أبريل 11:02

أنا مع يعلون!!/ بقلم: عارف الصادق

كل العرب
نُشر: 16/01/14 13:13,  حُتلن: 13:19

عارف الصادق في مقاله:

ما قاله يعلون يعرفه ويؤمن به نيتنياهو أيضا لكن هذا صامت " خارج بالصمت عن لا ونعم"

المهمّ أن يبقى في رئاسة الحكومة وتبقى سارة زوجة رئيس الحكومة لماذا الكلام إذن؟ الصمت هو خير الكلام وتفجير المحادثات والمفاوضات آتٍ لا ريب فيه

كلّهم قاموا على وزير الدفاع موشيه يعلون. ما له يعلون؟ ذنبه أنه لا يجيد الكذب، مثل رجال السياسة من حوله. جديد في السياسة الزلمي، اصبروا عليه. غلط وحكى ما في رأسه، فهل يجب شنقه؟ هل يجب معاقبة الرجل لأنّه جديد في السياسة، لم يتعلّم بعد الكذب على الملأ؟


يعلون

ما قاله يعلون يعرفه ويؤمن به نيتنياهو أيضا. لكن هذا صامت، " خارج بالصمت عن لا ونعم". لا يرغب في إزعال حزبه ومؤيديه؛ ولا يقوى على إزعال أميركا. أليس الصمت، في هذه الحالة، هو أفضل التعبير؟! المهمّ أن يبقى في رئاسة الحكومة، وتبقى سارة زوجة رئيس الحكومة. لماذا الكلام إذن ؟ الصمت هو خير الكلام، وتفجير المحادثات والمفاوضات آتٍ لا ريب فيه. ليكنْ فقط بيد غيره، وهو يبقى في مكانه ومكانته. ربح صافٍ وبدون مجهود!

تعرفون طبعا حكاية الصبي الذي قال إن الملك عارٍ. لم يعرف الصبي الكذب، فقال ما رأت عيناه. هذه حكاية يعلون أيضا. كيري يريد أن يعمل أيّ شيء، ليقولوا كيري عمل، ويسجَّل التقدّم الموهوم على اسمه. للرجل اعتباراته الشخصيّة والدوليّة. نيتنياهو، كما أسلفنا، واقف صامت، ينتظر انتهاء اللعبة، ليخرج منها دون أن يبتلّ. وعبّاس مثله ينتظر الخربطة، لكن على يد غيره. لا يمكنه إزعال كيري، وإن كان يعرف أنها عمليّة سيزيفيّة لا تأتي في النهاية بشيء. لماذا يعلن موقفه فيزعل كيري، وتنقطع المساعدات الأميركية؟ كلّ ما يرجوه أن تتخربط الأمور، لكن بيد غيره!

الجميع يعرف ما قاله يعلون، ويؤمنون به. لكنّهم لا يستطيعون التصريح به لظروفهم الدقيقة المذكورة أعلاه. يعلون قال الحقيقة. بل اعتذر أيضا لكيري، ولم يكن الرجل يعرف أصلا أن كلامه سوف يُنشر، فيسوّد وجهه مع السيّد عبر الأطلسي. لماذا إذن معاقبة الصبي، لأنه كشف الحقيقة؟ الملك عارٍ. ما كشفه الصبيّ يعرفه جميعهم. لكن الحكاية تحتاج دائما إلى طفل ساذج يعلنها على الملأ.

المشكلة لا يحلّها كيري ولا رئيسه أوباما من فوقه. الزعماء في إسرائيل، وزملاؤهم في الجانب الفلسطيني، يعرفون ذلك. جميعهم لا يستطيعون إلغاء ما ردّدوه دائما، على مسمع العالم، وعلى مسامع شعوبهم بالذات. لو صرّح هؤلاء الزعماء، على الملأ، بما يدور في الغرف المقفلة من اقترحات وتنازلات، لطاروا عن كراسيهم من زمان. وهم لا يرغبون في مفارقة الكراسي، مثل كلّ أصحاب الكراسي. لا بدّ إذن من مواصلة التمثيليّة، وإن كانت النتيجة معروفة مسبقا. مثل القصص البوليسيّة تماما: أحداث كثيرة، وتوتّر أكثر، والنتيجة معروفة سلفا. ليس ليعلون حق في كشف النهاية، وإفساد المتعة على المشاهدين. ليس كلّ حقّ يقال دائما. ليس الملك عاريا، ولا تسمعوا كلام يعلون. إنّه مفسد للتمثيليّة لا أكثر. لا بدّ من إسكاته أو إقالته لتتواصل التمثيليّة!

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة