الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 01:01

رسالة الى السيد مازن غنايم – رئيس السلطات المحلية العربية/الدكتور صالح نجيدات

كل العرب
نُشر: 11/01/14 07:33,  حُتلن: 08:54

الدكتور صالح نجيدات:

مجتمعنا بأمس الحاجة لمكاتب المصلح الاجتماعي في الوقت الراهن أكثر من أي وقت مضى لانتشار العنف والفوضى والانفلات والشجارات والقتل وانتشار المخدرات

مهمة إصلاح ذات البين مهمة وطنية واجتماعية ودينية وإنسانية بالغة وعظيمة لها الكثير من الأجر والثواب عند الله سبحانه وتعالى ولها من المعروف والشكر والتقدير الاجتماعي والأسري الشيء الكثير في الحياة الدنيا

إن وفق الله أطراف الصلح في مهمتهم وتحقيق أهدافهم الإنسانية والنبيلة وإعادة العلاقات الأسرية والاجتماعية بين كافة أطراف الخلاف والساعون في الصلح فإن لهم الأجر والثواب عند الله والاحترام من الناس

السيد مازن غنايم المحترم تحية وبعد: اتوجه اليك اليوم بصفتك رئيس السلطات المحلية العربية في البلاد بدراسة الاقتراح الذي تقدمت به الى رؤساء السلطات المحلية قبل حوالي شهرين في مقال نشر في موقع كل العرب ، وجهت نداء حينها الى رؤساء السلطات المحلية العربية لاستحداث وظيفة مصلح اجتماعي على غرار مكاتب الشؤون الاجتماعية من اصحاب الاختصاص. لكل سلطة محلية وظيفة حل النزاعات والمشاكل في قرانا ومدننا بتمويل وزارة الداخلية لاعتقادي ان استحداث وظيفة مصلح اجتماعي من شأنها تقليص المشاكل والحد من المشاجرات والعنف المستشري في مجتمعنا والتي تكلفه ثمنا باهظا، ولكن للأسف لم يلقَ هذا الاقتراح في حينه أي اهتمام من قبل أي رئيس سلطة محلية بالرغم أن مثل ها الاقتراح حسب اعتقادي جدير بالبحث ويستحق الدراسة على مستوى رؤساء السلطات المحلية ووزارة الداخلية، وذلك لأن مجتمعنا بأمس الحاجة لمكاتب المصلح الاجتماعي في الوقت الراهن أكثر من أي وقت مضى لانتشار العنف والفوضى والانفلات والشجارات والقتل وانتشار المخدرات، وطغت فيه للأسف الشديد الكثير من الخلافات العائلية والحمائلية والاجتماعية لأسباب عديدة منها التعصب العائلي وضعف سلطة الأب وإهمال تربية الاولاد والتفكك الأسري وضعف هيبة القانون وغض الطرف للسلطة الرسمية عما يجري في وسطنا العربي وتقليص الميزانيات وكذلك لأسباب اخرى كثيرة .

مهمة إصلاح ذات البين
قضية إصلاح ذات البين وحل الخلافات العائلية والاجتماعية أصبحت اليوم مهمة جديرة بالدراسة والنقاش من أجل دعمها وتحقيقها على أرض الواقع وفق رؤية علمية -- علاجية وذات طابع رسمي في تكوينها وليس في عملها ومهامها من أجل أن نصل بها إلى مهمة ذات جدوى وفعالية نافذة بين كل شرائح المجتمع في كل المدن والقرى العربية وفي كل الخلافات التي يمكن أن يتحقق الإصلاح بين أطرافها . إن مهمة إصلاح ذات البين لها أهمية قصوى في هذه الايام وهي مطلب جماهيري سواء بين الأفراد والجماعات وبين الأزواج والزوجات وبين الأقارب والأرحام والجيران ، والقبائل والعائلات والطوائف وفي حالات القتل وفي النزاعات والخصومات، فقد انتشرت بين الكثير من العائلات الخلافات وبرزت الكثير من النزاعات الأسرية والاجتماعية لأسباب كثيرة وأسهمت هذه المسببات في حدوث خلافات وشرخ كبير في مجتمعنا حتى بين الإخوة والأقارب والجيران وأبناء البلد الواحد وبسبب هذه الخلافات حدثت قطيعة أسرية واجتماعية كبيرة استمر بعضها لعشرات السنين وهذا الوضع يؤثر على جو العلاقات بين الناس ويسبب حجر عثرة امام تطور مجتمعنا وينقل رواسب العصبية القبلية والعداوات من جيل الى جيل بالوراثة . مهمة إصلاح ذات البين مهمة وطنية واجتماعية ودينية وإنسانية بالغة وعظيمة لها الكثير من الأجر والثواب عند الله سبحانه وتعالى ولها من المعروف والشكر والتقدير الاجتماعي والأسري الشيء الكثير في الحياة الدنيا إن وفق الله أطراف الصلح في مهمتهم وتحقيق أهدافهم الإنسانية والنبيلة وإعادة العلاقات الأسرية والاجتماعية بين كافة أطراف ألخلاف والساعون في الصلح لهم الأجر والثواب عند الله والاحترام من الناس.

التدخل وحل المشاكل
مهمة إصلاح ذات البين أصبحت اليوم مهمة ومسؤولية تحتاج إلى تفعيل على المستوى الرسمي وبطرق مباشرة في جميع القرى والمدن العربية من خلال اقامة مكاتب إصلاح ذات البين، ذات نشاط رسمي وفق تنظيم رسمي وبإشراف الجهات ذات الاختصاص والهدف منها التدخل وحل المشكله قبل وقوعها وليس بعده لكي نمنع مضاعفاتها ونتائجها على مجتمعنا.
نفتخر بأن المجتمع العربي في البلاد غني بالكثير من الشخصيات والرموز الاجتماعية ذات الاثر الكبير على المجتمع والتي تستطيع مكاتب الاصلاح مستقبلا الاستعانة بهذه الشخصيات الاجتماعية القادرة على المساعدة والمشاركة مع من توكل لهم مهام إصلاح ذات البين وتكون الاستعانة بمثل هذه الشخصيات في الحالات الصعبة أو الاستثنائية أو المعقدة وإذا رأى أعضاء الإصلاح عدم قدرتهم في تحقيق الصلح في أي خلاف فهناك مثلاً الاستعانة بلجنة الصلح القطرية وبأعضاء الكنيست الذين لهم مكانة كبيرة ومعزة اجتماعية كبيرة بين كل شرائح مجتمعنا، وهنالك تجارب ناجحة ومشرفة لهم في الإصلاح وإجراء صلح في قضايا القتل والقضايا المستعصية والتي نجح عدد من اعضاء الكنيست العرب بالتعاون مع لجنة الصلح القطرية بحلها وإجراء صلح بين العائلات المتخاصمة.
أيضاً هناك رجال الدين والعلم في المجتمع وهناك العديد من أهل الخير في شتى المجالات والأنشطة الاجتماعية وهؤلاء جميعاً لهم مكانة خاصة عند فئات كثيرة في مجتمعنا وجميع هذه الشخصيات تعد مكسبا كبيرا يمكن الاستعانة بهم في مهام إصلاح ذات البين.


التكاتف والتوافق والمحبة 
إن إنشاء مكاتب لإصلاح ذات البين في في المجتمع العربي في البلاد تنحصر مهامها في إصلاح الخلافات االعائلية والأفراد والمشاكل الاجتماعية وعندها ستحقق إن شاء الله فوائد عظيمة أهمها انفراج العلاقات وتحسينها بين ابناء البلد الواحد وتقليص الخلافات والمشاجرات وضبط الانفلات والفوضى وتخفيف العبء عن المحاكم وعن مراكز الشرطة وغيرها من الجهات الرسمية التي تعاني من عبء البت والحل في مثل هذه الخلافات الأسرية والاجتماعية التي تستمر لسنوات عدة للبت فيها مما يزيد من تفاقم وتأزم العلاقات بين الافراد أو العائلات المتخاصمة.

نحن في مجتمع بالرغم من كل الاشكالات الموجودة فيه لكنه بعد اصلاح ذات البين فانه قريب جداً من التكاتف والتوافق والمحبة والتآخي فيما بينهم وهذه تعد نعمة وخصالا حميدة وصفات خصبة قادرة على إنجاح كل جهود إصلاح ذات البين بين كل أبناء المجتمع الواحد . ولكن جهود الإصلاح تحتاج إلى جهود كبيرة وتنظيم رسمي من خلال إنشاء مكاتب تعتني فقط بإصلاح ذات البين حسب برامج واليات وهذا ما نتمنى أن يتحقق إن شاء الله في القريب العاجل.
واخبرا وليس آخرا ارجو من حضرتك دراسة هذا الاقتراح مع اخوانك الرؤساء في مركز السلطات المحلية العربية وذا تمت الموافقة عليه ارجو التوجه الى وزارة الداخليه بإقناعها تبني هذا الاقتراح وشكرا لكم . 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة