الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 20 / أبريل 06:02

أسرار الحواس/ الدكتور وسيم وتد - تخصص انف اذن وحنجرة

إبراهيم أبو عطا
نُشر: 05/01/14 10:33,  حُتلن: 14:38

الدكتور وسيم وتد:

بعد الحاسة السَّادسة تأتي مجموعةٌ كبيرة من الحواسِّ النَّفسية الخارقة، كالتَّخاطر والبصيرة والحُلْم بالمستقبل والإحساس بقرب المخاطر ورؤية الأماكن البعيدة "أثناء النَّوم أو التَّنويم المغناطيسي" ورغم صعوبة إثبات هذه الحواس إلاَّ أنَّ نسبةَ تَكرارها لدى الناس تجعل من الصَّعب إنكار وجودها نهائيًّا

نعرض عليكم من خلال هذا القاء مع الدكتور وسيم وتد المتخصص انف اذن حنجرة، سلسلة علمية هادفة تعالج موضوع الحواس وعللها من الناحية الطبية، مع لطائف إيمانيّة علّها تعيننا على ذكر الله وشكر أنعمه.


الدكتور وسيم وتد 

ويبدأ الدكتور وسيم وتد حديثه مع موقع العرب وصحيفة كل العرب ويقول: يقول الله تعالى ﴿ وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ النحل: 78 فقد أنعَمَ الله - تعالى – علينا بالحواسِّ وهي النوافذ الطبيعيَّة الضرورية للتعلُّم والإدراك والبيان، والتَّواصُل مع العالَم الخارجي"، وأتقن صُنْعَها وعمَلَها، ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ﴾ التين:5 وعن شَكَل بن حُمَيد - رضي الله عنه - قال: أتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يا رسول الله، علِّمْني تعوُّذًا أتعوَّذ به، فأخذ بكفي، وقال: " قل: اللهم، إنِّي أعوذ بك من شرِّ سمعي، ومن شر بصري، ومن شرِّ لساني، ومن شر قلبي، ومن شر هَني". أخرجه الترمذي ( الهني- الفرج ). هذا الحديث الشريف يعلِّمنا الاهتمام بحواسِّنا، ويَجْعلنا نفكِّر في كيفية استعمال هذه الحواسِّ التي وهبَنا الله إيَّاها، وكيف نَعْبد الله بِها العبادة الصحيحة التي يَرْضى عنها - سبحانه وتعالى وسيأتي ذكر ذلك لاحقاً.

موقع العرب، هل الحواس خمسٌ فقط؟
الدكتور وسيم وتد: النظر، والسَّمع، والشم، والتذوُّق، واللمس - خمسُ حواسَّ تعمل على رسم صورةٍ للعالَمِ داخل أدمغتنا، لكن الطُّرق الحديثة في دراسة المُخِّ والأعصاب لسَبْر أغوار عمل هذا الدماغ تقلب تلك النظرية للإدراك الحسي رأسًا على عقب، وكلَّما ازداد تعمُّقُنا في دراسة أعضاء الإحساس، ازداد عددُ الحواسِّ التي يبدو أنَّنا نَمْتلكها، فنرى رأيًا علميًّا يُشير إلى امتلاكنا إحدى عشرة حاسَّة: البصر، والسمع، والتذوُّق، والشم، واللمس، والضغط، والحرارة والبرودة، والألم، والإحساس بالحركة، والإحساس بالتوازُن.
البعض يطلق على الظواهر النفسية الخارقة لقب "الحاسة السادسة"، لكن الحقيقة هي أن الحاسة السادسة تتعلق بقدرتنا على التوازن وإحساسنا بحركات الجسم المختلفة، ففي الأذن البشرية توجد ثلاث قنوات (أفقية وعمودية وجانبية) والقريبه والكييس (الدهليز ) والتي تكون مليئة بسائل يوضح للدماغ حركةَ ووضع الجسم, ودون هذه الحاسة لا يمكن للإنسان الوقوف مُنتصبًا أو الحفاظ على توازنه.

موقع العرب، وما بعد الحاسة السادسة؟
الدكتور وسيم وتد يرد: بعد الحاسة السَّادسة تأتي مجموعةٌ كبيرة من الحواسِّ النَّفسية الخارقة، كالتَّخاطر والبصيرة، والحُلْم بالمستقبل، والإحساس بقرب المخاطر، ورؤية الأماكن البعيدة "أثناء النَّوم أو التَّنويم المغناطيسي"، ورغم صعوبة إثبات هذه الحواس إلاَّ أنَّ نسبةَ تَكرارها لدى الناس تجعل من الصَّعب إنكار وجودها نهائيًّا.
قدرة الحواس السابقة ذكرها عند الإنسان محدودة مقارنةً بالحيوان مثلاً, ولكنّا نحن البشرَ - بنعمةٍ من الله وفضله - على العكس من الحيوانات والنباتات، نرى الضَّوء والظِّلال، لكننا ندرك الأشياء داخل الفراغ، ومواضِعَها بالنسبة لبعضها البعض. نسمع الأصوات، فنفرِّق بين أصوات البشر، وأصوات السيارات، ونحن نتذوَّق ونشَمُّ مزيجًا معقَّدًا من الإشارات الكيماويَّة، لكننا "ندرك" ذلك المزيج، ككوبٍ من العصير أو كَبُرتقالة، أو كقطعة من اللَّحم المشوي.
فالإدراك وهو "القيمة الْمُضافة" التي ينتجها المخُّ المنظم على المعلومات الحسِّية، فهو اللغز المبهم والإعجاز الأكبر. الإدراك يتجاوز بكثيرٍ حدودَ ذلك المزيج المتنافر من الحواس، لِيَكتنف الذَّاكرة، والتَّجارِبَ الباكرة، ويعالج المعلومات الحسِّية في المستويات المُخِّية العليا.
إذا أخذنا حاسة السمع على سبيل المثال فإنّ ما نسمعه ليس مجرَّد حاصلِ جَمْعٍ بسيط للأصوات التي تجمعها أُذُاننا، بل أنها صورة أكبر من ذلك، فهناك العديد من العمليات المكتنفة في الأمر، يُتيح بعضها للمخِّ معرفةَ اتِّجاه الصوت، بالتحديد ولكن العمليات الأكثر تعقيدًا،تكمن في السماح لنا بتجاهُلِ أحد الأصوات عندما نُنْصِت للآخَر، ففي متلازمة أو ما يسمّى ظاهرة "حفل الكوكيتل" ، نقوم بِتَجاهُل الأصوات الخارجية كافَّة عندما نكون طرَفًا في مناقشة، لكنَّنا نستطيعُ تَحويل انتباهِنا بِسُرعة إذا تعمَّد أحدٌ إسماعنا، ويعني ذلك ضِمنًا أننا نظلُّ دائمًا "ننصت" للأصوات المحيطة بنا، برغم أنَّنا لا "نستمع" إليها إلاَّ عندما تصبح فجأة ذاتَ مغزًى بالنسبة لنا، فإدراكنا يتخطَّى كثيرًا حدود الشُّعور المجرد. ولحاسة النظر أسرار وقدرات لا تقل دهشة عن تلك المتعلقة بحاسة السمع.

مقالات متعلقة