الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 24 / أبريل 09:02

الى متى يستمر القتل في مجتمعنا؟/ بقلم:د.صالح نجيدات

كل العرب
نُشر: 27/12/13 13:22,  حُتلن: 08:29

د.صالح نجيدات في مقاله:

اسباب الجرائم ليست تلك التي تستدعي ارتكابها لو كان العقل والاخلاق حاضرة

نطوق الى رؤية مجتمع يشعر فيه الانسان ان ذهابه الى المجمع التجاري أو إلى الشارع العام لن يودي به الى فقدان حياته ولا إلى شجار غير محسوب العواقب

هنالك اهمال شديد من قبل المجالس المحلية والدولة لشؤون الشباب الصغار فمشكلتهم موجودة في آخر سلم الأولويات نسبة من طلاب المدارس تتسرب مبكرا منمقاعد  الدراسة دون وضعهم في أي اطار بديل

مسؤولية معالجة ظاهرة الجريمة بين الشباب وحماية المجتمع منها تقع على الدولة والشرطة التي تغض الطرف عن هذه الجرائم وكذلك تقع المسؤولية على المجالس المحلية والبلديات والمدارس ومؤسسات المجتمع المدني 

مؤخرا قتل شاب في مدينة الطيرة بإطلاق النار عليه وأصيب آخر بجروح خطيرة، ولا يمر اسبوع تقريبا دون حدوث جريمة قتل في مجتمعنا يروح ضحيتها شبابفي مقتبل العمر، وهي بالتأكيد نتاج سلوك عدواني متطرف فيه نوازع الشر البعيد عن النازع الديني والاخلاقي نتيجة اهمال التربية العائلية أو التربية في المدارس أو تربية مؤسسات المجتمع المدني لهؤلاء المجرمين وعدم تأهيلهم بالاندماج بالمجتمع، وهؤلاء المجرمون يتعاملون مع الغير تعاملا لا اخلاقيا ولا حضاريا ولا انسانيا، مع كل من يخطئ معهم خطأ صغيرا ولا يحترمون حياة الاخرين.


والمؤلم أن اسباب الجرائم ليست تلك التي تستدعي ارتكابها لو كان العقل والاخلاق حاضرة، معظمها يحدث لاسباب تافهة وسيطرة نزعة الشر على نزعة الخير التي أتت بإطلاق نار أو بالسكين، او أية آلة حادة لارتكاب الجريمة، فالاختلاف على موقف سيارة او خزة مقاصدها طبيعية ربما، او حتى غير طبيعية، أو نظرة الى فتاة أو صراع على تجارة المخدرات ...الخ، كل هذه الاسباب لا يمكن قبول أي عذر منها لارتكاب جريمة تذهب فيها روح انسان استرخص قيمتها شباب معتوه، لم يعط لهذه الحياة قيمتها ولا مكانتها، وهي التي حرم الخالق سبحانه قتلها الا بالحق. والمؤلم أكثر أن العقاب كرادع للجريمة لا يوقفها، والدليل تكرارها ومن فئة عمرية واحدة او متقاربة، وكأن الجريمة لدى هذه الفئة اصبحت اعتيادية وربما جزءا من تقاليد الحياة لديها.

حماية المجتمع
مسؤولية معالجة ظاهرة الجريمة بين الشباب وحماية المجتمع منها تقع على الدولة والشرطة التي تغض الطرف عن هذه الجرائم وكذلك تقع المسؤولية على المجالس المحلية والبلديات والمدارس ومؤسسات المجتمع المدني ، من خلال وزارة الداخلية ووسائل الاعلام المختلفة؛ المقروءة منها والمسموعة، ورجال الدين وعلماء الاجتماع بل وعلى كل مواطن قادر على الادلاء بما لديه من آراء وتوجهات، كل هؤلاء مسؤوليتهم كبيرة في المعالجة وفي بيان خريطة حياة سليمة ذات فائدة تعود على الشباب، خاصة اؤلئك الذين لديهم نوازع الانحراف نحو الجريمة بكل صورها، خاصة جرائم القتل التي نراها في المجمعات التجارية وفي كل مكان، وكأن هذه الجرائم بضاعة تسوق تباع وتشترى. لكن للأسف كل المؤسسات والجهات الرسمية التي ذكرتها لا تقوم بدورها في علاج هذه الظاهرة الخطيرة المنتشرة في مجتمعنا ولذلك هذه الظاهره آخذة بالانتشار دون رادع أو أي علاج .

مجتمع نموذجي
لا نتطلع الى بلوغ مجتمع نموذجي فاضل تعيش فيه عائلات وطوائف بكل اتجاهاتهم وميولهم الاجتماعية وتربيتهم، فذلك بعيد المنال، لكننا نطوق الى رؤية مجتمع يشعر فيه الانسان ان ذهابه الى المجمع التجاري أو إلى الشارع العام لن يودي به الى فقدان حياته، ولا إلى شجار غير محسوب العواقب يدفع صاحبه حياته وقد كان الأمل لديه طلعة ترفية وعودة سالمة الى المنزل.
هنالك اهمال شديد من قبل المجالس المحلية والدولة لشؤون الشباب الصغار فمشكلتهم موجودة في آخر سلم الأولويات، نسبة من طلاب المدارس تتسرب مبكرا منمقاعد  الدراسة دون وضعهم في أي اطار بديل، وبسبب صغر سنهم وانتشار البطالة لا يستوعبهم سوق العمل فالنتيجة تسكع في الشوارع ومصاحبةاصدقاء السوء الذين يعلمونهم "الدقة والرقصة" كما يقول المثل العربي وينزلقون نحو الجريمة والسرقات وبيع المخدرات. هنالك عدة ظواهر خطيرة في مجتمعنا لا تلقى علاج ولا اهتمام لان القيادات مشغولة في نتائج الانتخابات. 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net


مقالات متعلقة