الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 05:02

عشية ذكرى ميلاد نبي المحبة /بقلم:د.صالح نجيدات

كل العرب
نُشر: 23/12/13 07:58,  حُتلن: 08:34

الدكتور صالح نجيدات في مقاله:

هنالك واقع تعيشه المجتمعات، في هذه الايام اناس مهووسين وشاذين أخلاقيا وإنسانيا ومتطرفون من جميع الديانات ممن يطرحون طروحات يريدون رسم صورة الاديان بأقبح مظهر

علينا أن نعود الى شرع الله والى الحياة الدنية والروحانية والى سموها الاخلاقي كموجه أعلى ومهذب الى نفوسنا وعقولنا وعلينا ان نعود الى الصراط المستقيم والى دروب الخير والمحبة والتسامح 

الاديان تدعو الى السلام والمحبة والتسامح بين الناس والى نبذ الكراهية والعنف والعدوان والظلم والتفرقة والعنصريةوتنهى عن الفحشاء والمنكر وتأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

الديانات الثلاثة متفقة في جوهرها أن هناك  إلاها واحدا ولا اله إلا هو، وإن الله أوجد هذا الكون وما فيه، وخلق الانسان على أحسن تقويم وسخر له كل ما في هذا الكون لخدمته ولصالحه ووهبه العقل ليتدبر أمره في هذا الحياة بما فيه خيرة. إن المؤمنين بعضهم أولياء بعض يتعاونون على البر والتقوى وإصلاح ذات البين ويلتقون على كلمة الحق والتوحيد. الهدف من خلق الانسان هو ليعبد الله ويعمر هذا الكون ولينشر السلام والمحبة والتسامح على وجه هذه الارض. الانسان في هذا العصر فقد البوصلة وانحرف عن الاهداف التي من اجلها خلقه الله وأصبح يعيش حالة من القلق والرعب رغم الرقي وتقدم التكنولوجيا وهو يلهث وراء المادة حتى اصبحت تلك المادة معبودة ونسى الله الذي خلقه.

المحبة والتسامح
الاديان تدعو الى السلام والمحبة والتسامح بين الناس والى نبذ الكراهية والعنف والعدوان والظلم والتفرقة والعنصريةوتنهى عن الفحشاء والمنكر وتأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إن المشكلة لا تكمن بالديانات وإنما بأتباع تلكالديانات، الذين فسروها على أهوائهم وأبعدوها عن مسارها الذي رسمه الله وعن صراطه المستقيم، فتكونت الفرق والمذاهب والطوائف وأصبح الاختلاف والخلاف بينهم وحدث التناحر والنزاعات والعصبية بين الحركات والطوائف والتيارات، وهذا التعصب يفقد الرشد والهداية ويعمي القلوب والبصائر عن رؤيا الحق والخير ويفقد الناس الاحترام والتسامح والمحبة ويؤدي بالتالي الى العنف والقتل والمعاصي التي نهى الله عنها في جميع الديانات. إن الانسان في هذا العصر تمادى في الانحراف والقتل والظلم والزور وأطلق لنفسه العنان للانغماس في الشهوات حتى اصبح يتصرف وكأن غريزته هي التي تسيطر عليه وليس عقله وقلبه خالي من الايمان ومخافة الله ونسي شرع ونواهي رب العالمين.
علينا أن نعود الى شرع الله والى الحياة الدنية والروحانية والى سموها الاخلاقي كموجه أعلى ومهذب الى نفوسنا وعقولنا وعلينا ان نعود الى الصراط المستقيم والى دروب الخير والمحبة والتسامح والسلام لأنه لا بديل للدين والسير على الصراط المستقيم. الروحانيات هي الخالدة والباقية والمادة في زوال ولا بقاء إلا لله، المحبة الروحانية هي تعبير عن وجود الله سبحانه وتعالى، وعندما يتذوق الانسانجمال الوجود يحظى بلذة روحانية، فيتحرك ليملك الصفات الانسانية التي تؤدي الى توثيق العلاقات الاجتماعية وعندها تسود المحبة والالفة ويتحقق العدل والتسامح والسلام بين الناس.

واقع المجتمعات
هنالك واقع تعيشه المجتمعات، في هذه الايام اناس مهووسين وشاذين أخلاقيا وإنسانيا ومتطرفون من جميع الديانات ممن يطرحون طروحات يريدون رسم صورة الاديان بأقبح مظهر وبأبشع صورة والأديان في حقيقتها ليست كذلك وبريئة من هذا، لا تقل اصلي وفصلي فأصلك معروف أن أبوك آدم وامك حواء وأنت كباقي البشر، ولا تقل ديني أفضل من دينك فألدين لله، نحن نعلم ان الله بعث النبيين عليهم السلام جميعا الى أقوامهم ومنهم من صدق ومنهم من كذب هؤلاء الانبياء، ثم ما يلبث هذا النبي أي كان، انتنقضي رحلته الى قومه، وإذ بهم يعودون الى الذنوب والمعاصي والآثام والكفر في حالات كثيرة، فكان يتوجب أن يرسل نبيا آخر بعد ذلك لتقويم اعوجاج البشر. وهكذا كانت تأتي الرسالات السماوية، كلها كانت تأتي مكملة ومتممة لبعضها البعض  والجوهر واحد والمرسل واحد هو الله ولكن كانت تختلف التشريعات التي يأتي بها كل نبي من اجل أن يصلح الفساد الذي يعيشه قومه وبالتالي لا يمكن لله أن يبعث الانبياء والرسل من اجل أن يتحزب الناس في احزاب لتتناحر مع بعضها البعض ولا يصح أن نقول انالله مع قوم ضد قوم آخر. هذا التفاضل بين الاديان من صنع البشر وليس من صنع الله، ولكن الله فضل الانسان المتعلم والمؤمن على الانسان الجاهل والظالم والكافر، وفضل فاعل الخير على فاعل الشر .علينا أن نحارب الذين يطلقون الشعارات التي تحمل طابعا طائفيا ليس بالسلاح والقوة والعنف وإنما بالتربية الصالحة والثقافة والكلام الطيب والتوعية الحقيقية، إن الله يحب السلام على الارض وبين عباده ويكره العنف والقسوة ولأهمية السلام جعله الله من اسمائه الحسنى.

تطبيق التعاليم
أكتب مقالي هذا في ذكرى ميلاد رسول المحبه والتسامح يسوع المسيح عليه السلام الذي حري بالناس أجمعين أن يطبقوا تعاليمه التي منها ان يكون الانسان محبا لاخيه الانسان ويكون متسامحا وينبذ العنف ويزيل من قلبه الحقد والكراهية والبغضاء وينشر السلام في ربوع هذا العالم ويحارب العنصرية والظلم والمجاعة ويساعد المظلومين ويزرع البسمة والسرور في قلوب الناس أجمعين. كلي أمل أن تنقى الاجواء ويخيم جو العيد والفرحة والمحبة والتسامح في ربوع وطننا وكل عام والجميع بالف خير وصحة وعافية.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:
alarab@alarab.net


مقالات متعلقة