الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 15:02

بروفيسور بشارة سامي بشارة من حيفا: ولدت لإنقاذ حياة الآخرين بيدي الإثنتين

حاورته: مرفت أشقر-
نُشر: 18/12/13 14:02,  حُتلن: 16:20

البروفيسور بشارة سامي بشارة:

الطب مهمة صعبة للغاية وتحتاج لمن يؤديها وأنا واحد من هؤلاء

ولدت لإنقاذ حياة الآخرين بيدي الإثنتين حتى لو كان ذلك على الحساب الفردي أو العائلي

يؤلمني أنني لم أشاهد أولادي وهم يكبرون لإنشغالي في مهنتي ولكن هنالك ثمرة بأنني لم أعمل سدى

غذاؤنا على المستوى العربي والشرقي مفيد جدا ولكن بدلا من تناولنا غذاء أجدادنا نتناول الطعام المصنع والجاهز الذي يضرنا فقط

السمنة ليست فقط للمظهر الخارجي بل هي جزء من أمراض داخلية كتضخم الكبد وتصلب الشرايين ومشاكل في القلب والسكري والضغط

الحصول على لقب بروفيسور لم يكن وليد اليوم بل هو ثمرة عمل مجتهد وأبحاث عديدة والمشاركة في مؤتمرات مختلفة داخل وخارج البلاد

أناشد كل طالب عربي يحب موضوع الطب بألا يخاف وأن يدخل هذا المجال الذي فيه نوع من الإرضاء والإكتفاء الذاتي على الرغم من كل صعوبته

مستوى المعيشة يشكل أحد أسباب الإختلاف في نسبة السمنة بين المجتمعين العربي واليهودي لكون دخل العائلة العربية المنخفض يمثل أحد الأسباب لجودة الطعام

نحن عرب في إسرائيل نؤكد للعالم أن لدينا كفاءات وأننا نستطيع الحصول على ما يحصل عليه اليهود ومن هنا نحن نمهد الطريق أمام الجيل العربي القادم لنكون عبرة لهم


"ولدت لإنقاذ حياة الآخرين بيدي الإثنتين حتى لو كان ذلك على الحساب الفردي أو العائلي، كون هذه المهمة صعبة للغاية وتحتاج لمن يؤديها وأنا واحد من هؤلاء. يؤلمني أنني لم أشاهد أولادي وهم يكبرون لإنشغالي في مهنتي ولكن هنالك ثمرة بأنني لم أعمل سدى" هذا ما شاركنا به البروفيسور بشارة سامي بشارة من مدينة حيفا (وأصله من بلدة ترشيحا في الجليل) ردا على أسئلتنا بعد أن حصل مؤخرا على لقب بورفيسور Assistant Clinical Professor من المعهد التطبيقي التخنيون في مدينة حيفا.


بروفيسور بشارة سامي بشارة- Assistant Clinical Professor 

وشرح لنا بروفيسور بشارة سامي بشارة مدى صعوبة حياة الطبيب لدرجة أن إبنيه سامي (23 عاما) وراني (21 عاما) رفضا دراسة موضوع الطب، بحيث يتعلم الأول المحاماة والإقتصاد في جامعة حيفا والآخر يدرس الهندسة الصناعية والإدارية في التخنيون، وأما كارين (14 عاما) فما زالت في الصف التاسع في الكلية الأرثوذكسية في حيفا.

تأثير عمليات المنظار على الكلى
وأشار بروفيسور بشارة، نائب مدير قسم الجراحة المدمج (أ+ب) في مستشفى رامبام في حيفا ومدير وحدة المنظار في القسم نفسه والذي يعمل في عيادة خاصة في مستشفى أسوتا أن "حصوله على لقب بروفيسور لم يكن وليد اليوم بل هو ثمرة عمل مجتهد وأبحاث عديدة والمشاركة في مؤتمرات مختلفة داخل وخارج البلاد علما أنه يقوم بجميع العمليات المتعلقة بالجراحة الباطنية، استئصال أورام سرطانية، وعمليات تصغير المعدة على أنواعها". ويوضح قائلا: "اللقب ناتج عن عدة أمور منها الأبحاث مع بروفيسور عباسي حول تأثير عمليات المنظار على الكلى والتي نقوم من خلالها بفحص الأمور التي تؤثر على الكلى بشكل سلبي والبحث عن طريقة للحد من سلبيات ذلك، بالإضافة الى أبحاث أخرى وطبعا تعليم الأكاديميين في مجال الطب، حيث قررت اللجنة الخاصة منحي هذا اللقب".

وفي رده على سؤالنا ماذا سيتغير بعد الحصول على لقب بروفيسور قال: "من حيث الشعور، سأتصرف كالعادة ولن يتغير أي شيء، ولكن هذا يعتبر تقديرا على الاستثمار والتعب الذي قمت به طيلة سنوات".

الكفاءات لا تنقص مجتمعنا العربي
أما عن كونه عربيا في البلاد، وقد وصل الى هذه الدرجة المرموقة على صعيد الدول، فقد أكد لنا بروفيسور بشارة قائلا: "نحن عرب في إسرائيل نؤكد للعالم أن لدينا كفاءات وأننا نستطيع الحصول على ما يحصل عليه اليهود، ومن هنا نحن نمهد الطريق أمام الجيل العربي القادم لنكون عبرة لهم، خاصة أنه وفي وقتنا نحن كان الوصول الى هذه النجاحات أصعب من الأجيال الحالية".

دراسة موضوع الطب
وأشار بشارة الى أن "عائلته ووالديه أول الداعمين له، ومن ثم زوجته الفنانة النحاتة سناء فرح بشارة من الناصرة التي تحملت عمله طيلة الوقت وتفرغت لتربية الأولاد" وقال: "كان لدي نقصا بأن أولادي كبروا أمامي دون أن أرى ذلك وهذا يؤلمني ولكن هنالك ثمار لذلك، ومع أن أولادي رفضوا تعلم الطب وهربوا منه بعد أن رأوا المتطلبات الكبيرة والتضحيات العظيمة التي أخذت من وقتي وجهدي، إلا أنني أناشد كل طالب عربي يحب موضوع الطب بألا يخاف وأن يدخل هذا المجال الذي فيه نوع من الإرضاء والإكتفاء الذاتي على الرغم من كل صعوبته".

شفاء الناس
واجاب ردا على سؤالنا "أين ترى نفسك بعد سنوات" بالقول: "سأبقى في مجتمعي لأقدم كل ما أستطيع لأن رسالتي أن أشفي الناس ولا أرى شيئا آخر، فهذه الرسالة التي حملتها منذ بداية الطريق، ومع أن هذه المهمة صعبة إلا أن أحدا عليه أن يؤديها، وأنا واحد من هؤلاء".

السمنة في الوسط العربي
وفي سياق جانبي، حول موضوع السمنة، أوضح لنا بروفيسور بشارة سامي بشارة أن "السمنة الزائدة لدى المجتمع العربي أكثر بكثير من الوسط اليهودي لا سيما لدى نسائنا من الجنس اللطيف وهذا يتعلق أيضا بالبيئة وطريقة الأكل، إذ ليست لدينا توعية في هذا المجال". وتابع: "الأولاد في الوسط العربي ممن يولدون في هذا الزمن يكونون أسمن من الأطفال اليهود لأن الأهل اليوم يمنحون أولادهم النقود ليشتروا الطعام السريع وكثير السعرات الحرارة، وبعدها يجلسون أمام الحاسوب أو التلفاز ويتناولون الطعام بدلا من القيام بتمارين رياضية".

مستوى المعيشة
وشرح لنا قائلا: "مستوى المعيشة يشكل أحد أسباب الإختلاف في نسبة السمنة بين المجتمعين العربي واليهودي، لكون دخل العائلة العربية المنخفض يمثل أحد الأسباب لجودة الطعام حيث يتم التركيز لدى العائلة العربية ذات الدخل المتدني على الكمية الغذائية وليس على الكيفية، مع أن غذاءنا على المستوى العربي والشرقي مفيد جدا، ولكن بدلا من تناولنا غذاء أجدادنا نتناول الطعام المصنع والجاهز الذي يضرنا فقط".

وينوه بروفيسور بشارة سامي بشارة في ختام حديثه الشيق لموقع العرب وصحيفة كل العرب أن "السمنة ليست فقط للمظهر الخارجي بل هي جزء من أمراض داخلية كتضخم الكبد وتصلب الشرايين ومشاكل في القلب والسكري والضغط وغيرها".

مقالات متعلقة