الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 19:01

سوريا شتاءٌ حزين! /بقلم:عبدالرحمن العصيمي

كل العرب
نُشر: 16/12/13 07:51,  حُتلن: 08:01

عبدالرحمن العصيمي في مقاله:

الوضع الإنساني للاجئين السوريين وصل إلى درجة لا يتصورها إنسان

الأطفال هم الخاسر الأكبر في لعبة القتال الدائرة في سوريا ، الفقر والبرد والإرهاب والظلم سياطٌ تجلد الطفل السوري كل يوم 

هؤلاء الأطفال قنبلة موقوتة ربما تنفجر في أي وقت حتى بعد عودة الهدوء إلى سوريا مستقبلاً لن ينسى هؤلاء الأطفال ما رأوه من دماء وقتل وتشريد

حتى وقت كتابة مقالي هذا، 15 طفلاً لقوا حتفهم جراء الجوع والبرد بعد العاصفة الثلجية التي اجتاحت مناطق مختلفة في الشرق الأوسط، وأكثر من 500 عائلة سورية في منطقة الحجر الأسود في ريف دمشق تعيش مأساة حقيقية وسط شح المواد الغذائية والانقطاع الشبه دائم للكهرباء ما يعني نُدرة وجود التدفئة ، هذا فقط في ريف دمشق لوحده ، فكيف بالمخيمات التي تملأ الدول المجاورة لسوريا ، في تركيا والأردن ولبنان وشمال العراق.

الحكايا المؤلمة

الوضع الإنساني للاجئين السوريين وصل إلى درجة لا يتصورها إنسان ، آخر الحكايا المؤلمة كان بطلها طفل سوري لم يتجاوز عمره الست سنوات، حاول أن يزوّر بطاقة من أجل الحصول على ملابس تقي جسده الصغير برد الشتاء الذي لا يرحم، مشهد يندى له الجبين، في ظل صمت جبان للدول الكبرى في العالم على ما يحدث في سوريا، وكأنهم ينتظرون نهاية السوريين حتى يقرروا إيقاف نظام الأسد المتوحش عند حده.

قنبلة موقوتة
الأطفال هم الخاسر الأكبر في لعبة القتال الدائرة في سوريا ، الفقر والبرد والإرهاب والظلم سياطٌ تجلد الطفل السوري كل يوم ، آخر الأرقام تقول إن حوالي ثلاثة ملايين طفل سوري اضطروا للتوقف عن التعليم ، وأكثر من مليون طفل سوري أصبحوا لاجئين في الدول المجاورة لبلدهم … الأرقام تقول كذلك إن ما بين 500 و600 ألف طفل سوري لاجئ هم خارج الدراسة ، وكل مدرسة من كل خمس مدارس في سوريا غير صالحة للدراسة ، أرقامٌ ذكرتها المفوضية العليا للاجئين ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” …
أرقامٌ مخيفة ومرعبة ، فهؤلاء الأطفال قنبلة موقوتة ربما تنفجر في أي وقت ، حتى بعد عودة الهدوء إلى سوريا مستقبلاً ، لن ينسى هؤلاء الأطفال ما رأوه من دماء وقتل وتشريد، سيأتي يوم يكبر فيه هذا الطفل ويبحث عن الثأر، عن الانتقام الأسود ، ولن يهدأ الحقد الذي في داخله حتى ولو بعد حين.

نقلا عن "عكاظ اليوم" السعودية

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net


مقالات متعلقة