الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 20 / أبريل 05:02

الى متى سيبقى العنف الوسيلة في حل مشاكلنا؟ /بقلم:د.صالح نجيدات

كل العرب
نُشر: 12/12/13 12:42,  حُتلن: 15:48

د.صالح نجيدات في مقاله:

الصراعات بين الحمائل والعائلات مستمرة في قرانا منذ عشرات السنين ولا نهاية لها

في الماضي كنا نستعمل الحجر والعصا في شجارنا ومع تقدم التكنولوجيا أصبحنا نستعمل السلاح والقنابل 

الشجارات زكمت انوفنا برائحتها الكريهة وعميت منها أبصارنا وبصائرنا وأثقلت كاهلنا الاقتصادي، وعكرت صفو حياتنا

 شجارات ومشاكل كثيرة تحصل بين الجيران وهذا يؤدي الى القطيعه بينهم ويؤذون بعضهم البعض ضاربين عرض الحائط كلام الله ورسوله للمحافظة على الجار واحترامه وعدم اذآئه

البارحة حدث شجار بين عائلتين في احدى القرى القريبة من مدينة الناصرة حيث استعمل في هذا الشجار اطلاق نار وقنابل وهذه الظاهرة تتكرر في معظم المشاجرات في مجتمعنا العربي نتيجة الانفلات وسياسة غض الطرف للشرطة عن هذه الظاهرة الخطيرة .
هذه الشجارات في مجتمعنا تنتقل كل يوم من قرية الى اخرى وتحدث لأتفه الاسباب، وكأنها عدوى تنتقل بواسطة الرياح، ونتائجها تبقى مؤثرة على أجيالنا لعشرات السنوات وتنتقل رواسبها من جيل الى جيل بالوراثة، فالشعوب المتحضرة تورث لأبنائها الحضارات الراقية والعلم وصفاء الحياة ونحن العرب والحمد لله نورث لأبنائنا العصبية والطائفية والحقد والكراهية والعصا وكل الامراض النفسية، وهذا الموروث يلازمنا كل حياتنا وهو جزء من تراثنا الشعبي الذي "نفتخر" به ونحافظ عليه من الضياع لأننا نحب سلبيات الحياة ولا نحب ايجابياتها.

استعمال السلاح والقنابل 
في الماضي كنا نستعمل الحجر والعصا في شجارنا ومع تقدم التكنولوجيا أصبحنا نستعمل السلاح والقنابل وهذه النقلة والقفزة النوعية من استعمال الحجر والعصا انتقالا الى استعمال السلاح الاوتوماتيكي إن دل على شيء يدل والحمد لله على "مواكبتنا تطورات العصر" لان استعمال الحجر والعصا يعتبر من مخلفات الماضي.
الصراعات بين الحمائل والعائلات مستمرة في قرانا منذ عشرات السنين ولا نهاية لها، ويتجلى هذا الصراع بكل قوته في انتخابات السلطات المحلية فالعائلات تجند وتجمع ملاين الشواقل من أفرادها ولا ابالغ بذلك، لشراء اصوات الناخبين لتحصل على رآسة المجلس المحلي والعائلة التي تخسر في الانتخابات تبقى في المعارضة السلبية كل الوقت وتضع العراقيل امام العائلة التي فازت برآسة المجلس حتى تفشلها وهكذا دواليك، ففي هذا الوضع الذي صنعناة بأيدينا كيف سيتقدم مجتمعنا الى الامام ونطور قرانا؟.
المشكلة الكبرى أن الناس في مجتمعنا لا يتعلمون من أخطاء الماضي ولا يتعلمون من أخطاء غيرهم ولا يفكرون، والاخطاء تتكرر هي هي فأولا يعملون المشكلة وبعدها يفكرون بنتائج تصرفاتهم، أي كما قال المثل العربي: "مجنون رمى حجر في بئير مئة عاقل ما بطلعه " المشكله أحيانا تكون بسيطة وعند استعمال العنف تزيد تعقيدا وتتشابك الامور وعندها تسيل الدماء.

استعمال اسلوب اللين 
كلمة تروي أو تعقل او تسامح عند حدوث المشاكل غير وارده عويب علينا استعمالها، فهي غير موجودة في قاموسنا واستعمالها يمس بكرامتنا وشجاعتنا لان حسب تفكيرنا المريض يعتبر التسامح واللين والكلمة الطيبة من صفات الانسان الجبان بالرغم من أن ديننا يحثنا على استعمال اسلوب اللين في معاملاتنا مع الآخرين، مثل " وخاطبهم بالتي هي أحسن " وغيرها من الاساليب الراقية.
وكذلك حثنا الله تعالى بأستعمال ألاسلوب الحسن في حل مشاكلنا وقال : ولا تستوي الحسنة ولا السيئة، أدفع بالتي هي أحسن، فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميد " صدق الله العظيم .
النبي محمد صلى الله عليه وسلم ضرب لنا مثلا رائعا بالرحمة والتسامح عندما عفى عن كفار قريش عند دخوله مكة ومعه عشرة ألاف من جيشه وقال لكفار مكة، اذهبوا فأنتم الطلقاء فكان بإستطاعته القضاء عليهم انتقاما منهم لأنهم آذوه وأخرجوه من مكة وقتلوا احب الناس اليه، ومع ذلك قرر أن يعفي عنهم.
أيضا شجارات ومشاكل كثيرة تحصل بين الجيران وهذا يؤدي الى القطيعه بينهم ويؤذون بعضهم البعض ضاربين عرض الحائط كلام الله ورسوله للمحافظة على الجار واحترامه وعدم اذآئه.

الشجارات زكمت انوفنا 
الاخوة الكرام، أين نحن من كلام الله تعالى ورسوله من احترام الجار للجار، اذ قال تعالى: " والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب الجنب" ويضأ كلام رسوله الذي قال ثلاث مرات لن يدخل الجنه جار يؤذي جارة، وقال : "ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت انه سيورثه". لماذا لا نطبق كلام الله ورسوله بعدم اذاء بعضنا البعض ؟، ما هذه الجاهليه التي نعيش بها ؟
يا اهلنا، هذا الموروث أثقل كاهلنا وأصابنا بالاكتئاب وحطم نفسيتنا وقيد حريتنا وأعاق تقدمنا فانشغلنا بمشاكل بعضنا البعض وأهدرنا مواردنا الاقتصادية ودفعناها ثمن أخطائنا وأضعنا وقتنا وعمرنا الثمين بالقال والقيل وأهملنا تربية أولادنا نتيجة هذه الصراعات والمشاكل.
إن الشجارات زكمت انوفنا برائحتها الكريهة وعميت منها أبصارنا وبصائرنا وأثقلت كاهلنا الاقتصادي، وعكرت صفو حياتنا وعلاقتنا مع بعضنا البعض، وحولت الحياة الى جحيم لا يطاق فإلى متى سنبقى على هذا الحال؟
متى سوف نغير ما في أنفسنا؟ متى سنصل الى وضع لا نستعمل فيه العنف لحل مشاكلنا ؟ متى سنضع أيدنا مع بعضنا البعض لنطور مجتمعنا ؟.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة