الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 13:01

شباب العالم العربي في خطر/الدكتور صالح نجيدات

كل العرب
نُشر: 06/12/13 07:57,  حُتلن: 09:12

الدكتور صالح نجيدات:

الشباب في العالم العربي أغلبيتهم الساحقة واقعون بين مطرقة التطرف والتشدد وسندان الإنحلال والميوعة

الشباب في العالم العربي بين مسارين إما مسار العنف والتطرف الذي تُفرزه الأيدلوجيات المتطرفة والطائفية والعصبية القبلية أو مسار الإنحلال والتميع وضعف الإنتماء الوطني الذي تنتجه بعض الممارسات والسلوكيات الخاطئة للشباب

يجب على الحركات والأحزاب الوطنية في العالم العربي (وليست الأنظمة الفاشلة) الاهتمام بالشباب وتوجيههم التوجيه السليم وتوعيتهم وإبعادهم عن تأثير التيارات الدينية المتطرفة بالقاء المحاضرات

شباب الأمة العربية، يواجهون الكثير من الصعوبات والمشكلات والتحديات وهم معرضون لخطر كبير وواقعون تحت تأثير  خطرين كبيرين وهما ، إما التطرف ، أو الإنحلال. الأمة العربية تمر اليوم بظروف صعبة وقاسية واشكاليات غاية في الصعوبة والتعقيد، خاصة في ظل هذه المرحلة الإستثنائية من عمرها ، وإستنادا على دراسات وتقارير قرأتها سوف احاول  في هذا المقال التحدث عن ظاهرة خطيرة يتعرض لها شباب الأمة وهي أقرب للإزدواجية المعقدة، أو ما يُمكن أن يُعبر عنها ب "متلازمة التطرف والانحلال والتميع وضعف الإنتماء الوطني ".

الشباب في العالم العربي بين مسارين، إما مسار العنف والتطرف الذي تُفرزه الأيدلوجيات المتطرفة والطائفية والعصبية القبلية أو مسار  الإنحلال والتميع وضعف الإنتماء الوطني الذي تنتجه بعض الممارسات والسلوكيات الخاطئة للشباب.
والمقصود بإلانحلال والتميع، ليس بالضرورة الإنحلال الإجتماعي أو الإنحراف الأخلاقي، رغم وجود كل ذلك، ولكن القصد منهنا، هو الإبتعاد عن عاداتنا الأصيلة والمعايير الإجتماعية والنخوة وما هو مألوف في مجتمعنا وضعف الإنتماء الوطني. والشباب، كما هو معلوم، حاضر ومستقبل الأمة وعمودها الفقري وهم تروة المجتمع الثمينة، لذا لابد من إعداد هؤلاء الشباب اعدادا جيدا على أساس مناهج وأساليب سليمة تستند على مبادئ الشريعة الإسلامية المعتدلة والبعيدة عن مظاهر التطرف والتشدد والعنف، إضافة إلى التعددية والإنفتاح والقيم والشهامة والأخلاقيات والسلوكيات الإنسانية التي تنص عليها القوانين والأنظمة المعترف بها والمعايير الإجتماعية المتحضرة، فضلاً عن الفطرة السليمة، وأن لا نُضخ بقصد أو بدون قصد لا فرق في الخطورة تلك الأفكار والمفاهيم والأيديولوجيات الطائفية والعصبيات القبلية الحاقدة والكريهة التي تسببت، وما زالت في الكثير من الويلات والفتن والكوارث والحروب الأهلية في عالمنا العربي .

تخريب عقول الشباب 
يحدث اليوم غسيل للكثير من عقول الشباب العربي من قبل بعض المتطرفين والمتهورين والمشتبهين، بحيث صدق هؤلاء الشباب الكثير من الأوهام والتصورات، وتبنى الكثير من الأفكار والمعتقدات، وأصبح يتصرف كما لو أنه المسؤول عن كل ما يحدث في كل العالم، مستنداً على بعض القناعات والإستدلالات والتفسيرات غير الواضحة والخاطئة أو التي لم يتم الإجماع عليها. لقد توهم هؤلاء الشباب، بأنهم دون غيرهم تقع عليهم المسؤولية الكاملة للدفاع عن حياض الدين وشرف الأمة. أما المسار الثاني، وهو لا يقل خطورة عن مسار التطرف، فهو يُمثل حالة الإنحلال والتميع والإبتذال والتسيّب التي يُمارسها نسبة من الشباب أيضاً في الكثير من الجوانب والتفاصيل الحياتية المختلفة. كيف يحدث أن الشباب في العالم العربي هم الممول والداعم الأكبر لكل المؤسسات الإعلامية والإعلانية التي تملك تلك القنوات الهابطة ذات المستوى المتدني التي تُقدم المجون والإنحطاط الفضائي، كقنوات الأغاني السخيفة والأفلام السيئه التي هدفها تلويث وتخريب عقول الشباب وكذلك البرامج الترفية المبتذلة. هذه الإفلام والبرامج وما يبث من هذه القنوات أيضاً، أدى الى تفشي الكثير من مظاهر وحالات الانفلات الاخلاقي وغياب الذوق والحياءوأدى الى ألتأثر بقشور الحضارات المتطورة وكذلك قضايا الإعتداءات والتحرش والبذاءة في الألفاظ والسلوكيات، والكثير الكثير من الممارسات المخجلة لبعض هؤلاء الشباب، كل ذلك يؤكد بما لا يدعو للشك بأن ثمة خللا كبيرا في مؤسسات التنشئة الإجتماعية مثل الأسرة والمدرسة والمساجد ووسائل الإعلام التي فشلت فشلاً ذريعاً في تحصين أجيالنا الشابة من كل تلك الممارسات الخاطئة، سواء في مسار التشدد والتطرف أو في مسار الإنحلال والتميع والإبتذال.

ضعف الإنتماء الوطني 
إذاً، الشباب في العالم العربي أغلبيتهم الساحقة واقعون بين مطرقة التطرف والتشدد وسندان الإنحلال والميوعة وضعف الإنتماء الوطني لكن هنالك نسبة من شباب الأمة يُمثل خط الإعتدال والتسامح والإنفتاح والوعي وتحمل المسؤولية والقدرة على الإنتاجية والمشاركة في التنمية الوطنية، وكذلك وجود الكثير من النماذج الشبابية المبدعة التي تفخر بها الأمة. ويجب على الحركات  والأحزاب الوطنية في العالم العربي ( وليست الأنظمة الفاشلة) الإهتمام بالشباب وتوجيههم التوجيه السليم وتوعيتهم وإبعادهم عن تأثير التيارات الدينية المتطرفة بإلقاء المحاضرات،  وكذلك  بتبني مناهجتربوية تعددية وحضارية تتلائم مع روح العصر وتحسين أوضاعهم الإقتصادية وإتاحة فرص العمل أمامهم حتى لا تستغل الحركات المتطرفة وضعهم الإقتصادي السيء وتجندهم في صفوفها .

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة