الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 14:01

إعادة اللحمة الاجتماعية ما بعد الإنتخابات/ بقلم: عائشة عبادي

كل العرب
نُشر: 03/12/13 08:24,  حُتلن: 11:29

عائشة عبادي في مقالها:

الفقر والحاجة ان ضعف الفرد امامهما قد يسرق ويقتل ويخرب وقد يصل ليتاجر بممنوعات من سلاح ومخدرات ويوقع بها معه الكثيرين

ما هو حال مدارسنا وما هي ظروفها واين تلك المنح التي تأتي لطلابها وطلبة الجامعات وماذا عن المكتبة بكل بلدة تلك المكتبة التي يقال عن كتبها غذاء للروح والعقل؟

افتحوا المراكز الجماهيرية العامة واشغلوها بالندوات والنوادي التي تنفع الجميع وافتحوا تلك المكتبات المغلقة منذ سنين لانه حين يتلاقى الناس وقد وفرت حاجاتهم سيتآخون هم من تلقاء أنفسهم

اخيرا مرت الانتخابات، وانقضت ايامها ولياليها، لكن اكثر ما شد إنتباهي بتلك الحملات الانتخابية لكل مرشحي الرئاسة، وقوائم العضوية، تلك الجملة التي قالها جميعهم بكل اجتماعاتهم ومقابلاتهم، وجعلوها احد اهدافهم التي سيعملون عليها، وهي "سنعمل على إعادة اللحمة الاجتماعية بين ابناء البلدة، ونبذ العنف. تلك الجملة وهذا التشديد عليها من قبل المرشحين كان مدعى للتفكير بالنسبة لي، لماذا لا توجد لحمة اجتماعية بين اهل البلدة الواحدة؟ ولماذا تفشى العنف بينهم؟ وحب المصلحة الشخصية سيطر على كل شيء، ولم تعد المحبة والتعاون موجودان بينهم؟

من وجهة نظري هذا ليس بالشيء الغريب، بل على العكس هو اقل واجب، ومن الطبيعي ان يكون هذا هو الحال في ظل الظروف التي تعيشها الكثير من البلدات العربية بمجتمعنا. فكيف للمحبة والاخوة، وكيف لتلك اللحمة الاجتماعية التي سيعملون على إعادتها ان تكون في ظل ظروف بلدة لا يعلم اهلها اين تذهب ميزانيات مخصصة لتطويرها واصلاحها؟ واين يذهب حقهم فيها من خلال تلك المشاريع التي من المفترض ان تكون، او بالاصح يعلمون بانها مختصرة لجيوب معينة، لا تتجاوزها، وان خرجت منها فقط لمنفعة اصحابها، وليس لتلك المشاريع العامة التي تنهض بها البلدة، وينتفع منها اهلها، بل تترك البلدة دون اهتمام بأمورها العامة الاجتماعية والثقافية، وتترك لتتدنى بكل المستويات.

وضع المدارس
ما هو حال مدارسنا وما هي ظروفها، واين تلك المنح التي تأتي لطلابها وطلبة الجامعات، وماذا عن المكتبة بكل بلدة، تلك المكتبة التي يقال عن كتبها غذاء للروح والعقل؟ وبرأي ان أي بلدة تحترم نفسها، وعقول اهلها من المفترض ان تكون فيها مكتبة، فاين هي بالكثير من بلداتنا؟ واين هي الفرق الرياضية والمراكز الجماهيرية والنشاطات الاجتماعية، والندوات في بلداتنا؟ وآلات التصوير (الكاميرات) التي يقال انها من المفترص ان تكون في شوارع كل بلدة لاغلاق المجال على اللصوص والمخربين للسرقة والتخريب، وان انعدامها قد اتاح لمخربين حتى من خارج البلدة العبث بكل رياحة بممتلكات اهلها العامة والخاصة، لانهم بالغالب لن يعرفوا ولن يحاسبوا، وعن مساعدات ومعونات لاسر محتاجة بالغالب لن تصلهم الا عبر اهل الخير ولجان الزكاة.

الفقر والحاجة
في ظل كل هذه الظروف وغيرها الكثير، ارى انه من الطبيعي الا يكون الناس بعلاقة طيبة والا تكون لحمة اجتماعية بينهم، فالفقر والحاجة ان ضعف الفرد امامهما قد يسرق ويقتل ويخرب، وقد يصل ليتاجر بممنوعات من سلاح ومخدرات ويوقع بها معه الكثيرين، وكل هذا ليعيل نفسه وعائلته بالرغم من ان الفقر والحاجة ليسا مبرر لكل هذه الاعمال، لكن ليس الجميع يصمد امامهما ويواجههما بالعمل والصبر، ولانه ايضا وفي ظل انعدام المكتبات، والمراكز الجماهيرية شبه المغلقة، وعدم اقامة الفعاليات الاجتماعية والنشاطات العامة بشكل دائم ومستمر، يجعل الناس تتباعد وتتفكك عن بعضها لأن مثل هذه الامور والفعاليات تجمعها، وفيها يتلاقى الناس ويتعاونوا فيما بينهم، وفي ظل توفير الخدمات والمساعدات لمن يحتاجها لن يضطر لاستعمال اسوأ الطرق للكسب، ولن تنشأ عداوة بينه وبين من يضره.

توفير حاجات الناس
لذلك انصحهم جميعا، بل هي مسؤوليتهم، بالعمل على توفير حاجات الناس وتوفير الخدمات لهم التي هي بالاساس حقهم، وخصصوا لذلك الكم الاكبر من مشاريعكم، وافتحوا المراكز الجماهيرية العامة واشغلوها بالندوات، والنوادي التي تنفع الجميع، وافتحوا تلك المكتبات المغلقة منذ سنين، لانه حين يتلاقى الناس وقد وفرت حاجاتهم، سيتآخون هم من تلقاء أنفسهم، وسيعملون بانفسهم لتطوير ورقي البلدة، وزيادة مشاريعها النافعة للجميع، وستنشأ بينهم اللحمة الاجتماعية التي تنادون بها لان حب البلد يعيش بموت الجوع والحاجة، فان كنتم صادقين بارادتكم الخير للبلدة واهلها اعملوا على هذه الامور، (وَاتّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمّ تُوَفّىَ كُلّ نَفْسٍ مّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ).

• الكاتبة طالبة سنة ثالثة في مجال الصحافة والإعلام في المؤسسة الأكاديمية الناصرة


المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net 


مقالات متعلقة