الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 20 / أبريل 15:02

ذوو الاحتياجات الخاصة هم أحباب الله/ بقلم: د.صالح نجيدات

كل العرب
نُشر: 02/12/13 07:55,  حُتلن: 08:54

 د.صالح نجيدات في مقاله:

إنني أعيب على بعض الآباء ضجرهم بأولادهم المعوقين

على المجتمع أن يتقبل هؤلاء الأفراد بصدر رحب وأن يتبنى سياسة الدمج بينهم وبين غيرهم من الأفراد العاديين

الإنسان المعافى نسي أو تناسى في غمرة الحياة أن عليه واجبا إنسانيا وأخلاقيا يحتم عليه أن يقدم لهذا الإنسان المحروم كل ما يستحقه من رعاية واهتمام وكل ضرورات الحياة 

يصادف يوم 3 ديسمبر من كل عام اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة من قبل الامم المتحدة  منذ عام 1992 لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة، ويهدف هذا اليوم الى زيادة الفهم لقضايا الاعاقة، كما يدعو هذا اليوم الى زيادة الوعي في ادخال أشخاص لديهم اعاقات في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وبهذه المناسبة اكتب هذه المقالة لنشارك بدورناالمتواضع لزيادة الوعي في مجتمعنا لهذه الفئة التي لا تكاد عائلة تخلو منهم، فهم فلذات أكبادنا، إخواننا وأخواتنا، أقرباؤنا وقريباتنا، هم جزء منا، ولكنهم للأسف لا يحصلون على كل ما يستحقونه.

مستحقات الرعاية
إنهم ذوو الاحتياجات الخاصة، الذين حرمهم الله عز وجل، من بعض نعمه التي أعطاها -لحكمة يعلمها وحده سبحانه وتعالى- لمن ولاه أمر هذا المعاق أو المعاقة، ولكن هذا الإنسان المعافى نسي أو تناسى في غمرة الحياة أن عليه واجبا إنسانيا وأخلاقيا يحتم عليه أن يقدم لهذا الإنسان المحروم كل ما يستحقه من رعاية واهتمام وكل ضرورات الحياة التي تعينه على العيش فيها بكرامة تعوض عليه حرمانه. ولا ننسى أن على أجهزة الدولة ذات العلاقة مسؤولية كبيرة في تدريب وتأهيل هؤلاء المعاقين والحفاظ عليهم من كل شر أو سوء معاملة وسن القوانين الملائمة لحمايتهم لانني أرى كيف بعض الناس تحتقرهم ويسخرون منهم وهذا اثم كبير.


اقول للأم لا تفرقي في المعاملة بين طفلك المعوق وبين إخوته العاديين بدعوى أنه لا يفهم، فمن الواجب عليك أن تحيطيه بمزيد من العطف والحنان والرعاية، خصوصًا إذا كان مبتلى ذهنيًا، وليس الرعاية حكرًا على الأم وحدها، بل واجبة على الأسرة كلها من الأب والأبناء والأهل والأقارب، فهؤلاء عليهم جميعًا مساعدة الأم في ذلك؛ لأن الطفل المبتلي بعقله يحتاج إلى رعاية خاصة، وخدمات أكثر من الفرد العادي.

ضجر الآباء
إننى أعيب على بعض الآباء ضجرهم بأولادهم المعوقين مع أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) قال في حديثه الشريف: "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، الرجل راع في بيته ومسؤول عن رعيته"، وهذا الضجر خطأ كبير، وقسوة غير مقبولة، فهؤلاء يتسمون بقدرات عقلية محدودة لا تتفق مع أعمارهم. ومع الأسف الشديد نحن نرى في مجتمعاتنا أناسًا قد نزعت الرحمة والشفقة من قلوبهم، وربما يكونون من أهل هؤلاء الأطفال، ويستغلون المعوقين استغلالاً سيئًا بحثًا عن التربح المشبوه من خلال التسول.


وعلى الأسر التي أصيبت بنوع من هذا البلاء أن توجه اهتماماتها نحو تنمية قدرات هؤلاء الأطفال، ودفعهم نحو التعلم، وحتى لا يقعوا في براثن الجهل والأمية اللذين يزيدان الأمر سوءًا، وليبتغوا من وراء ذلك الأجر والثواب من الله الكريم، وأذكرهم بقول الله (عز وجل) في حديثه القدسي الجليل على لسان نبيه محمد (صلى الله عليه وسلم):" إذا ابتليت عبدي ببلاء في جسمه أو ماله أو أهله، واستقبل ذلك بصبر جميل، استحييت منه يوم القيامة من أن أنصب له ميزانًا أو أرفع له ديوانًا وأدخله الجنة بغير حساب" .

سياسة الدمج
على المجتمع أن يتقبل هؤلاء الأفراد بصدر رحب، وأن يتبنى سياسة الدمج بينهم وبين غيرهم من الأفراد العاديين، خصوصًا في المدارس والنوادي والمحافل الترفيهية، مع العمل على رفع كفاءتهم المهارية عن طريق متخصصين مهرة، خاصة في السن المبكرة في الحضانة، وفي مراحل التعليم المختلفة ليكونوا فيما بعد أعضاء فعالين في المجتمع ومتكيفين مع واقعهم المقدر والمحتوم، وقد رأينا الكثيرين منهم قد تحدوا الإعاقة، وهبوا يشاركون في الأنشطة المختلفة خاصة الرياضية منها، والتي قد يعجز عنها إنسان عادي فنراهم في مباريات السباحة وغيرها، وقد تفوقوا على غيرهم.
ونشاهد أيضًا الكثير من إنجازاتهم المحلية والعالمية في كافة مجالات الحياة، وما ذلك كله إلا لأنهم تحدوا إعاقتهم، وتمكنوا من إرادتهم حتى قويت فيهم.


هم فئة من فئات المجتمع يجب الاهتمام بهم، والوقوف بجانبهم، وتقديم الرعاية الكاملة لهم من الدولة والمجتمع، بحيث يكون لهم دورا إيجابيا، ويجب توعية الناس بأصول التعامل معهم، وإنشاء مؤسسات تنظم دورات تدريبية لهم، وللتعرف على خصائصهم النفسية، والأخطاء التي قد يرتكبها الآخرون في التعامل معهم، والحمد لله يوجد الآن الكثير من هذه المؤسسات.
ولا بد أن نركز على الجوانب الإيجابية فيهم، حتى يصل إليهم أن كل إنسان فيه نقص وقصور، والكمال لله وحده ، فبعض الناس يميل إلى التعلم، والبعض الآخر يعرض عنه، وبعضهم يخاف، والبعض الآخر شجاع وهكذا. فما من إنسان على وجه البسيطة إلا وفيه جوانب نقص تجبرها جوانب تميز أخرى.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة