الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 24 / أبريل 19:02

العالم العربي بحاجة الى ثورة علمية وروحية/ بقلم: د. صالح نجيدات

كل العرب
نُشر: 26/11/13 12:11,  حُتلن: 16:01

د. صالح نجيدات في مقاله:

نحن بحاجة إلى إعادة نظـر في كل ما أنـتج وكتب في الحياة العربية على مستوى الخطاب السياسي أو الديني أو الفكري والثقافي

يجب أن نتوقف عن البكاء على الاطلال وعلى الماضي العرب بحاجة الى ثورة دينية - روحية وعلمية قبل ثورات الربيع العربي

حتى نبني مجتمعا جديدا يجب ان نغير ما بأنفسنا يجب تغيير هيكلة وبناء المجتمع من جديد وتأسيسه لا على اساس طائفي أو قبلي

رجال الدين بدلا من أن يلعبوا دورا ايجابيا في توحيد الأمة عملوا على تفريقها ومثال على ذلك علماء السلاطين وعلماء التيارات المتشددة الذين يدعون الاسلام

هناك حالة اجتماعية وثقافية عربية عامة لا تحاول أن تنظر إلى الأمام، وإلى المستقبل وإلى صناعة اللحظة التي نحن فيها علميا ومعرفيا، بحيث يمكنها فهـم المستقبل على ضوء فهـم الحاضر، وكذلك فهـم الماضي وقراءته قراءة ماعنة دون أن يتحول هذا الماضي إلى تاريخ مقدس وتـراث أكثر قداسة.


أسرى الماضي
مشكلة العرب الأساسية هي أنهم لازالوا أسرى الماضي، وإن كل الحلول لابد أن نستقيـها ونستنبطـها من فكر وثقافة الماضي بحيث تحول هذا الماضي إلى نص مقدس وحالة لا يمكن الاقتراب منها وكأن كل ما استقـر في أذهان الناس من منتوج الذهنية العربية التراثـية هو منتج كامل يشكل النموذج والمـثـال لما ينبغي أن يكون عليه في ما هو سياسي وثقافي واجتماعي.


الأيديولوجية العربية
إن هذه النظرة تـتكرر في الأيديولوجية العربية المعاصرة بحيث يتـم النظـر إلى الانتماء الفكري والسياسي بوصفـه عقيدة، وهذا ما نراه في الذين ينتمون إلى الايدولجيات القومية وغيرها من الافكار السائدة في الأمة العربية دون أن يشغلوا أو يكلفوا أنفسهـم بإعادة قـراءة هذا الفكر برؤية علمية وموضوعية بل على العكس هناك حالة من إضفاء القداسة على النصوص التي تعبر عن الذهنية لهذه الايدولوجيات والاحزاب والذين يمثلونها وعدم نقد الرموز الكبرى والأسماء التي تعبر عن حقبة الخمسينيات والستينيات، والنظـر إلى هذا الماضي القريـب نظـرة لا تحاول أن تقوم بنقد هذا الماضي الأيديولوجي فكريا وسياسيا، بل جعل هذا الماضي القريـب هو الحاضر دائما بالرغم من أن اللحظة السياسية والفكريـة والثقافية قد تجاوزته كثيرا، وإلى أبعد مدى في الغالب الأعم.

إعادة النظـر
نحن بحاجة إلى إعادة نظـر في كل ما أنـتج وكتب في الحياة العربية على مستوى الخطاب السياسي أو الديني أو الفكري والثقافي، وقـراءة الماضي البعيد والقريـب قـراءة علمية وموضوعية دون إضفاء أو وضع هالة من القداسة على هذا الماضي. يجب أن نتوقف عن البكاء على الاطلال وعلى الماضي .
العرب بحاجة الى ثورة دينية - روحية وعلمية قبل ثورات الربيع العربي، لأن ما يحدث اليوم من قتل ودمار وفساد واعتداء على الاعراض وانقسام يثبت فلاس الأمة من قيمها الدينية والابتعاد عن العقيدة الاسلامية التي تحرم كل هذا النهج الهمجي والجاهلي والذي لا يمت بصلة للعقيدة الاسلامية.

الخطاب الديني
يجب تغير الخطاب الديني وضبط الفتاوى الدينية التي قسمت الأمة وشوهت صورة الاسلام، فرجال الدين بدلا من أن يلعبوا دورا ايجابيا في توحيد الأمة عملوا على تفريقها ومثال على ذلك علماء السلاطين وعلماء التيارات المتشددة الذين يدعون الاسلام. إن العرب بحاجة حقيقـية إلى ثورة معرفية وعلمية عقلانية وروحية والدخول في ركب العصر، لا هذه الثورات التي تحولت إلى فوضى حقيقـية تأكل الأخضر واليابس، والاحتياج أكثر لفهـم وقراءة الماضي والحاضر معا من أجل بناء مجتمع عربي جديـد يخرج من دوائـر الأيديولوجيات المغلقة والماضي المغلق أيضا .


مقومات المجتمع غير موجودة اليوم في عالمنا العربي انما هي قبائل وأقليات عرقية وطوائف أثبت الواقع أنه لا يوجد بينهم روابط وهم ليسوا مجتمعات، بمعنى مقومات المجتمع لان المجتمع لا بد من أن تكون له اسسس واهداف وقواسم مشتركة توحده وكذلك تطلعات مشتركة وتآخٍ وقيم مشتركة وخطط مستقبلية، عندها يصبح المجتمع حقيقة، وهذا مفقود في مجتمعاتنا العربية التي انقسمت على بعضها بسبب الطائفية، فلذا حتى نبني مجتمعا جديدا يجب ان نغير ما بأنفسنا، يجب تغيير هيكلة وبناء المجتمع من جديد وتأسيسه لا على اساس طائفي أو قبلي، ويجب تطوير التعليم في عالمنا العربي لان بدونه نبقى محلك قف. أكثر من 70 مليون امي في عالمنا العربي حسب آخر احصائية لتقرير التنمية العربية وهذه النسبة تشكل عائقا كبيرا في تقدم المجتمع ناهيك عن انصاف المتعلمين، ويجب تعليم البنات امهات وزوجات المستقبل لاننا اذا علمنا أمّا علمنا شعبا، ويجب تغيير الخطاب الديني ومخاطبة الناس على قدر عقولها بدل الحديث عن الغيبيات وكذلك الابتعاد عن التطرف والطائفية والعصبية القبلية والحزبية، لأن الطائفية تذكي روح التفرقة بين مكونات الشعب الواحد وهي التي أشعلت الحروب الاهلية التي جذرت الطائفية، يجب اعطاء الشباب المثقف والواعي المناصب القياديه في ادارة وتخطيط المستقبل ويجب تقوية الانتماء للوطن ومحبته.


حتى نحقق ذلك نحن بحاجة الى تغيرات جذرية في النظم والسياسات المعمول بها واستبدال الانظمة القبلية الحاكمة اليوم، حتى نتجاوز مرحلة الانحطاط الموجودة بها الأمة العربية. بالعلم والمعرفة نرسخ وحدتنا وبالجهل والطائفية نعيش حالة الانقسام ونهدم امتنا. ليكن التفكير العلمي والعقلانية سبيلنا إلى المستقبل، وإلى بناء المجتمعات العربية، بذاكرة ترى المستقبل، لا بذاكرة عمياء.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة