الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 13:01

كلمة رثاء للمربي خليل يوسف أبو زينة /بقلم: شاكر حسن

كل العرب
نُشر: 14/11/13 08:31,  حُتلن: 08:41

شاكر فريد حسن:

نم مرتاح البال والضمير فقد أديت الأمانة وقمت بدورك على أحسن وجه والرجال الصادقون أمثالك لا يموتون

وسطرنا من حروف حزينة باكية لن نوفيك حقك لما قدمته من علم ووقت وجهد وتفانٍ في سبيل شباب ورجال المستقبل والغد

علمتنا من أخلاق وقيم فاضلة وغرست فينا حب العلم والمعرفة ونميت في أعماقنا قيم المحبة والخير والإنتماء ويا لسعادتي وشرفي الكبير لأنني كنت واحداً من طلاب وتلامذة راحلنا الكريم الأستاذ خليل أبو زينة

كم هي قاسية لحظات الوداع والفراق، التي تسجل وتختزن في القلب والذاكرة، وكم نشعر بالحزن وفداحة الخسارة والفجيعة، ونختنق بالدموع، ونحن نودع واحداً من جيل المربين والأساتذة الأفاضل المؤمنين بالرسالة التربوية العظيمة، الناكرين للذات، من ذلك الزمن الجميل البعيد، أستاذنا جميعاً، المربي المرحوم خليل يوسف أبو زينة (أبو لؤي)، الذي فارق الدنيا، بعد مسيرة عطاء عريضة، ومشوار حياة في السلك التعليمي والعمل التربوي والإجتماعي، تاركاً سيرة عطرة، وذكرى طيبة، وروحاً نقية وعبق أريج نرجسة في ربى الروحة، وشذا شجرة برتقال يافية، وميراثاً من القيم والمثل النبيلة.

الأوفياء الصادقين
فيا أيها الانسان الطيب، والمدير المخلص، ويا نبع العطاء والنهر المتدفق حباً لعملك، يعز علينا فراقك، في وقت نحتاج فيه إلى أمثالك من الرجال الأوفياء الصادقين. ومهما كتبنا من كلمات رثاء، وسطرنا من حروف حزينة باكية، لن نوفيك حقك لما قدمته من علم ووقت وجهد وتفانٍ في سبيل شباب ورجال المستقبل والغد، و

، الذي أشغل مدرساً ومديراً في مدرسة "مصمص" الأبتدائية، وقضى أكثر من أربعين عاماً في سلك التدريس، وحين خرج للتقاعد عمل متطوعاً في العديد من المؤسسات والجمعيات الخيرية والأهلية، وساهم بدور فعال في العطاء وخدمة المجتمع الفحماوي والعربي وجمهور المسنين والمحتاجين للمساعدة. عرفنا الفقيد معلماً هادئاً، متسامحاً، راضياً، قنوعاً، ملتزماً بإنسانيته كما هو ملتزم بدينه وواجباته الدينية. حمل الإمانة بإخلاص، وأعطى للحياة والناس جهده وخبرته وتجربته وحبه لهم. تمتع بخصال ومزايا حميدة جلها الإيمان ودماثة الخلق وحسن المعشر وطيبة القلب، متميزاً بالدماثة والتواضع الذي زاده إحتراماً وتقديراً ومحبة في قلوب الناس والطلاب وكل من عرفه والتقى به. وهل هناك ثروة يبقيها الإنسان بعد موته أكثر من محبة الناس.

عطاء وتضحية
أربعون عاما  أمضاها في مدرسة مصمص، التي شرفها وتشرفت به، فكان رسول علم ومعرفة وجدول عطاء وتضحية، ونعم المعلم والمدير والأب الحنون والأخ الودود والصديق الصدوق. فكان قدوة ونموذجاً ومثلاً يحتذى في البساطة والوداعة والرقة والعطف والحنان وعمل الخير وسمو الأخلاق وطهارة النفس والروح ونقاء القلب والعفوية والتسامح. وأعطى كل ما لديه بلا حدود، ودون كلل أو ملل، في مهنة ورسالة هي من أصعب المهن، وأهم الرسالات، رسالة العلم والتربية، بكل ما تحمله في طياتها من المعاني، التي في صلبها بناء الانسان، وبناء الوطن، وبناء المجتمع . لقد غيب الموت أستاذنا ومعلمنا الحبيب الغالي، ومديرنا الوفي "أبو لؤي" جسداً، لكنه سيبقى في قلوبنا ما بقينا على قيد هذه الحياة، ولن ننساه، وسيظل بأعماله ومآثره وسيرته نبراساً وقدوة لنا. نم مرتاح البال والضمير، فقد أديت الأمانة وقمت بدورك على أحسن وجه، والرجال الصادقون أمثالك لا يموتون. وما لي في وقفة الوداع سوى هذين البيتين من الشعر قالهما شاعر النيل حافظ إبراهيم في رثاء صديقه ومجايله أمير الشعراء احمد شوقي : خلفت في الدنيا بياناً خالداً وتركت أجيالاً من الأبناء ... وغداً سيذكرك الزمان لم يزل للدهر انصاف وحسن جزاء

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة